سلال يدعو أعيان الجنوب لإقناع المسلحين بالتوبة وإلقاء السلاح قال الوزير الأول بأن باب المصالحة مفتوحا، وقال بان استهداف الأجانب ومصادر قوت الجزائريين غير مقبول، وحذر الوزير الأول، عبد المالك سلال، من التحديات الأمنية التي تواجه المناطق الحدودية، بسبب الأوضاع المضطربة في الدول المجاورة، ودعا سلال أمس، خلال اللقاء الذي جمعه أمس مع أعيان عين أمناس، إلى اليقظة، قائلا "يجب اليقظة لأن العدو يدور حولنا" وتأسف الوزير الأول لمشاركة جزائريين ضمن المجموعة الإرهابية التي نفذت الهجوم على قاعدة تيقنتورين، وأكد على ضرورة استرجاع الأمن في المنطقة. ودعاهم إلى المساهمة لإعادة الإرهابيين في المنطقة إلى جادة الصواب التقى الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، عقب مراسيم الاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس اتحاد العمال الجزائريين، للاستماع لانشغالات سكان المنطقة، وخصص مداخلته للحديث عن التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، والتدابير التي اتخذتها الحكومة لدعم سكان هذه المناطق، وأكد سلال بان اختيار مصنع تيقنتورين لاحتضان الاحتفالات الرسمية، جاء "للرمزية" التي يمثلها هذا الموقع الذي شهد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف ضرب استقرار الجزائر. وجدد الوزير الأول التأكيد، على دور الجيش في الرد على الجماعة الإرهابية، وأضاف بان "الجيش الجزائري تعامل مع الوضع على صعوبته" وقال بان لا "جيش في العالم كان بإمكانه تحقيق النتيجة التي حققها الجيش الجزائري"، بسبب عدد الرهائن الذين احتجزتهم المجموعة الإرهابية، وكذا مخططات المجموعة الإرهابية التي كانت تستهدف تفجير مصنع الغاز، وهو ما كان سيؤدي إلى تفجير المنطقة على مسافة تمتد على 50 كيلومتر. وأشار سلال، بان العملية الإرهابية، التي استهدفت الموقع الغازي، يؤكد ضرورة اليقظة بالنظر للتهديدات التي تحوم حول البلاد، مشيرا بان المنطقة قد تعرف هزات، على غرار ما يجري في مالي ودول الجوار، وأضاف قائلا ولكن ما يؤسفنا مشاركة أبناء الجزائر في عمل إرهابي مع أجانب لا دين لهم لتحطيم الجزائر. ووجه الوزير الأول، نداء بضرورة استرجاع الأمن في المنطقة، مشيرا بان الولايات الجنوبية التي تعيش على السياحة لا يمكنها أن تستمر على الوضع الحالي، مضيفا بان استعادة السلم والأمن في المنطقة مسؤولية الجميع، موضحا بان بعض الأطراف تحاول زرع بذور الفتنة وإثارة النعرات الجهوية من خلال الحديث عن الاختلاف ومحاولة التفرقة بين الجنوب والشمال وطلب الوزير الأول، من سكان المنطقة، السعي لإقناع الإرهابيين الناشطين في الجنوب للعودة إلى جادة الصواب والاستفادة من تدابير ميثاق المصالحة، مضيفا بان باب التوبة والمصالحة ما يزال مفتوحا أمام الراغبين في التوبة، وطلب سلال من أعيان المنطقة، استغلال معارفهم واتصالاتهم لإقناع الإرهابيين بضرورة التخلي عن العمل المسلح. كما تطرق سلال إلى المشاكل التي تعرفها عين امناس، منها نقص وسائل الانجاز، وقال بان الدولة مستعدة لجب الشركات الصينية إذا اقتضى الأمر لانجاز المشاريع في الجنوب، وأعلن عن استحداث مؤسسات عمومية لانجاز المشاريع الكبرى في الجنوب، كما أعلن بان الحكومة سترخص للولايات الجنوبية للجوء إلى إبرام صفقات بالتراضي في حال تعثر فشل المناقصات. وقال سلال بان مشكل التوظيف في الجنوب لا يتوقف على قطاع الطاقة، وأضاف بان المناصب المفتوحة في القطاع لا تكفي وهو ما يتطلب تشجيع القطاعات الأخرى، وخلال اللقاء وجه سكان المنطقة واعيان وفعاليات المجتمع المدني، رسالة يؤكدون فيه وقوفهم إلى جانب الدولة للتصدي للمجموعات الإرهابية، وأشادوا بجهود الدولة الوقوف أمام كل من يهدد الاستقرار وتفويت الفرصة أمام محاولات إدخال الشك وزرع الفتنة والوقوف حذرين لمواجهة التحديات. كما طرح سكان المنطقة بعض الانشغالات، منها نقص الإمكانيات وعجز في تلبية حاجيات المواطنين، ومشكل العزلة في الاتصالات، والتأخر انجاز البرامج السكنية، إضافة إلى معاناة المواطنين مع الخطوط الجوية الجزائرية خاصة المرضى لارتفاع تكاليف الطائرة والتنقل وتتسبب في معاناة وطلبوا اتخاذ إجراءات بهذا الخصوص لسكان أقصى الجنوب، كما أبدى مواطنون مخاوف من انتشار الجالية الإفريقية وانتشار بعض الأوبئة وارتفاع الأسعار. واقترح بعض أعيان المنطقة تجنيد 300 شاب من البدو الرحل لتأمين الحدود مع ليبيا. أنيس نواري سلال: إحياؤنا ذكرى 24 فيفري بتيقنتورين رد على أعداء الجزائر أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الأحد أن اختيار الموقع الغازي لتيقنتورين بعين أمناس للاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وإنشاء الإتحاد العام للعمال الجزائريين، جاء بأمر من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بغية التصدي للإرهاب الدولي، معتبرا هذا الاختيار ردا على من قال أنهم أعداء الجزائر، وعلى الإرهاب الهمجي والمرتزقة. و أوضح سلال في كلمة مقتضبة خلال إشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة، أن تواجده في تيقنتورين هو بمثابة تحية تقدير لكل الجزائريين في تصديهم للإرهاب الدولي الذي أراد المساس بالاقتصاد الوطني. و نوّه سلال في هذا الإطار بدور الجيش الوطني الشعبي خلال الاعتداء الإرهابي على منشأة تيقنتورين و قال " شعبنا موحد بفضل جيشه وحكومته ودولته القوية التي لا تتهاون ولا تأخذ أي قرار ضد شعبها". وأضاف الوزير الأول بأن إحياء هذه الذكرى بتيقنتورين يعد "ردا على أعداء الجزائر وعلى الإرهاب الهمجي والمرتزقة الذين أرادوا أن يورطوا الجزائر في قضايا أخرى". وذكر أن الموقع الغازي الذي عاد للخدمة مجددا دليل على أن الاقتصاد الجزائري ما زال واقفا، معتبرا أن ذلك هو أحسن رد على الارهاب الهمجي وعلى أعداء الجزائر. وبالمناسبة حيا سلال عمال تيقنتورين من جزائريين وأجانب، معربا في ذات السياق عن تقدير وعرفان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لما يقوم به العمال الجزائريون للحفاظ على وطنهم.