أجمعت مصالح الأمن الوطني وكذا رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، على ضرورة التركيز على العمل الوقائي التحسيسي خلال السنة الجارية، قصد الحد من انتشار الجريمة بالمناطق الحضرية، خاصة في أوساط الشباب، وذلك بإشراك كل الأطراف الفاعلة في الميدان وتلك التي لها علاقة مباشرة بهذه العملية الوقائية، منها المجتمع المدني، الأسرة ، المدرسة والمساجد، مشيرين في ذات الإطار إلى أن الأرقام المسجلة التي تتعلق ببعض أشكال الجرائم والجنح قد عرفت تراجعا محسوسا، بفضل تعزيز سياسة العمل الوقائي، تكثيف الحملات التحسيسية والأيام الإعلامية حول مختلف الظواهر والآفات الاجتماعية وهو ما تؤكده الملاحظة الميدانية والتقارير، التي أعدتها خلايا الإصغاء والنشاط الوقائي. جاء هذا خلال فعاليات منتدى الأمن الوطني، أين تم إطلاق مبادرة المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع المجتمع المدني. وفي هذا الإطار أكد رئيس مكتب الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني العميد أول جيلالي بودالية، أن هذه المبادرة جاءت بناء على عدة مؤشرات سجلتها مختلف مصالح الشرطة القضائية، خلايا الإصغاء والنشاط الوقائي وخلايا الاتصال بمختلف أمن الولايات والدوائر خلال سنة2012 حول انخفاض في بعض الجنح والظواهر السلبية في المناطق الحضرية، والتي تؤكد في مجملها نجاعة العمل الوقائي والتحسيسي، مشيرا إلى أنه سيتم تعزيز العمل الوقائي والحملات التحسيسية، في إطار هذه المبادرة الجوارية، لافتا إلى أن الحملات التي قامت بها مصالح الأمن لضبط حاملي الأسلحة البيضاء عبر 48 ولاية، قصد الوقاية من الجريمة، قد أسفرت عن تسجيل 2689 قضية وتقديم 2541 متورط أمام العدالة خلال سنة 2012 من جهتها أوضحت العميد أول خيرة مسعودان، رئيسة مكتب الأمومة والطفولة بمديرية الشرطة القضائية، أن مبادرة »سنة الجزائر للوقاية الجوارية في الوسط الحضري« تهدف إلى التقليل من مستوى الجريمة، بعد أن أكدت الأرقام والملاحظات التي سجلتها فرق حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بمختلف أمن الدوائر والتي يبلغ عددها 50 فرقة ، منها ثلاث فرق بالعاصمة، نجاعة الأيام التحسيسية والأيام الإعلامية في التقليل من معدلات الجريمة، مؤكدة أن الأرقام التي سجلت خلال 2002 وهي سنة استحداث فرق حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث، مرعبة حيث تم إحصاء تورط أكثر من 12 ألف طفل في مختلف أشكال الجريمة انطلاقا من الضرب والجرح والسرقة إلى القتل العمدي، لينخفض هذا الرقم سنة 2012 إلى7867 طفل تورطوا في 5788 قضية . وأرجعت ذات المتحدثة الانخفاض المسجل خلال 2012 إلى الحملات التحسيسية والأبواب المفتوحة والأيام الدراسية، التي قامت بها مصالح الأمن بالتنسيق مع المجتمع المدني وكذا الإعلام الذي لعب دورا كبيرا حسبها وفي عرضه لبرنامج مبادرة''السنة الجزائرية للوقاية الجوارية في الوسط الحضري'' أوضح رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب أن ''السنة الجزائرية للوقاية الجوارية في الوسط الحضري '' تهدف إلى تقليص الجريمة والآفات الاجتماعية المنتشرة بين الشباب، ووقاية الوسط المدرسي منها . وأضاف ذات المتحدث أنه سيتم إنجاز هذا البرنامج بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني من أجل الوقاية بصفة أكثر فعالية من الجرائم و لاسيما على مستوى الأحياء الشعبية،مؤكدا أن هذا البرنامج يتضمن تنظيم أبواب مفتوحة بالتنسيق مع خلايا الإصغاء التابعة لمديرية العامة للأمن الوطني التي قال أنها تقوم بعمل جبار على مستوى الأحياء و المؤسسات المدرسية، حيث تنتقل هذه الخلايا نحو الشباب عن طريق ما يسمى بحافلات الإسعاف النفسي. و تضم هذه الحافلات أطباء و مختصين في علم النفس و مربيين حيث يقومون بالإصغاء لهؤلاء الشباب لمعرفة انشغالاتهم و مشاكلهم، مشيرا إلى أنه سيتم برمجة عدة ندوات لفائدة شريحة الشباب على مستوى المؤسسات التعليمية بهدف الوقاية من الجرائم في الوسط المدرسي و كذا أيام دراسية، لفائدة الأولياء نظرا للأهمية البالغة الذي تلعبه الأسرة في مجال الوقاية من الجرائم، مضيفا في ذات السياق انه سيتم بالتنسيق مع المديرية تنظيم دورة في لعبة كرة القدم ما بين الأحياء من أجل خلق روح الأخوة بين الشباب، حيث ستتزامن المباراة النهائية مع مناسبة عيد الشرطة. وذكر عبد الكريم عبيدات أن المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب أنجزت سنة 1992 أول مركز للمعالجة النفسية للمدمنين ومركزا لتكوين المربيين يتمثل دورهم الأساسي في تحسيس الشباب ضد مخاطر المخدرات، مبرزا أن أغلبهم من الشباب الذين كانوا سابقا من المدمنين و تمت معالجتهم، وأعلن في نفس السياق أنه سيتم قريبا إنجاز مركز آخر لمعالجة المدمنين على مستوى غابة بوشاوي بالجزائر العاصمة، حيث منح وزير الفلاحة مساحة 2000 متر مربع لتجسيد هذا المشروع .