فاطمة الزهراء.أ كشفت دراسة أعدّها إطارات من المديرية العامة للأمن الوطني حول “المشاكل والأزمات التي يعاني منها الشباب" مسّت عينة تضم 2400 حالة عبر 33 حيّ بالعاصمة لوحدها، أن آفة المخدرات تأتي في مقدمة المشاكل التي تواجه الشباب خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 سنة هم الأكثر إدمانا على المخدرات، إضافة إلى أن عينة الدراسة تبيّن أنها مدمنة على تعاطي الخمر والإدمان على التدخين وما ينجرّ عنها من آثار سلبية لا سيما الأمراض النفسية منها الاضطرابات النفسية وحالات القلق التي دفعت بمعظمهم للقيام بمحاولات انتحار بسبب فقدانهم لتقدير الذات. الدراسة كشف عنها المكلف بالاتصال بالمصلحة المركزية للصحة والنشاط الاجتماعي والرياضة بالمديرية العامة للأمن الوطني سمير حميدي، وذلك خلال منتدى “الأمن الوطني" في عدده الأول أمس المنظم بقصر المعارض بالصنوبر البحري، الذي احتضن ندوة إعلامية حول الوقاية الجوارية، تحت إشراف المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، بمناسبة إطلاق مبادرة السنة الجزائرية للوقاية في الوسط الحضري من طرف المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، التي ستنطلق رسميا يوم 4 مارس خلال تظاهرة كبيرة بساحة “الكيتاني" بباب الوادي ويتم فيها تدشين أول مركز متنقل للتكفل بالشباب المتعاطين للمخدرات.وأوضح المتحدث أن نتائج الدراسة جاءت بناء على دراسة حالات الأشخاص الذين تقدموا إلى خلايا الإصغاء للأمن الوطني خلال سنتي 2011 و2012 التي كانت تتواجد على مستوى الأحياء الشعبية عبر دوائر العاصمة في إطار حملة نموذجية لفائدة الشباب، حيث لقيت المبادرة استحسان 40 ألف مواطن واستقطبت الشباب الذين يُعانون ويُواجهون مشاكل تتمثل في استقبال 2400 حالة، وتمثلت أبرز المشاكل التي يُواجهونها في الإدمان على المخدرات، وأسفر تحليل وضعياتهم عن اكتشاف أن الفئة العمرية من 19 إلى 30 سنة هم الأكثر إدمانا على المخدرات، وأن البدايات الأولى لاستهلاك المخدرات تكون في سنّ 14 إلى 18 سنة أي أن البداية تكون من المؤسسات التربوية مما يستدعي تكثيف الحملات التحسيسية في هذا الوسط، وحسب مقدم الدراسة، أكد أن هؤلاء اعترفوا بوعيهم بالآثار الخطيرة للآفة وأبدوا رغبتهم الشديد في التخلص منها والامتثال للعلاج.كما يُعاني معظم الشباب الذين كانوا محلّ متابعة وإنصات لانشغالاتهم من طرف مختصين نفسانيين وأطباء من المديرية العامة للأمن الوطني،من حالات نفسية صعبة منها القلق المتزايد وحتى حالات الاضطرابات النفسية التي كانت نتيجة البطالة والمشاكل الاجتماعية التي جعلتهم يفقدون التقدير بالذات ودفعهم إلى عدة محاولات انتحار في وسط الفئة السالفة الذكر أي 19 و30 سنة. واشتكى عدد آخر من الشباب مواجهتهم لمختلف الآفات الأخرى على غرار العنف في الأسرة وتعرضهم للعنف اللفظي والطلاق بين الوالدين والتفكك الأسري، هذه المشاكل جعلت معظم يتعاطون الكحول اعتقادا منهم أنه الحل للهروب من هذه المشاكل، إضافة إلى الإدمان على التدخين، بحيث من بين 2400 حالة دراسة 14 بالمائة أكدوا أنهم بدأوا التدخين في سن 15 سنة. وفي هذا الصدد، أكد عميد أول للشرطة جيلالي بودالية مدير الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن الوقاية الجوارية تدخل في إطار مخطط التعاون والتنسيق بين المديرية العامة للأمن الوطني ومختلف المؤسسات والمجتمع المدني وحتى المؤسسات الإعلامية بهدف التوعية والوقاية في المجتمع من خلال تجسيد دور الشرطة الجوارية في مجال محاربة الجريمة ومختلف الآفات الاجتماعية التي تمس الشباب، مما يستدعي تضافر جهود جميع المعنيين بينهم خلايا الإصغاء للأمن الوطني. “80 بالمائة من حالات اختفاء الأطفال ليست اختطافات بل هروب من المنزل" في سياق متصل، كشفت عميد الأول للشرطة خيرة مسعودان رئيسة مكتب حماية الطفولة والأحداث بالمديرية العامة للأمن الوطني، عن تسجيل 7869 حالة جنوح للأحداث خلال سنة 2012، مشيرة ّإلى أن سنة 2002 عرفت رقما قياسيا في جنوح الأطفال حيث بلغ عددهم 12.000 حدثا، وأشار في ذات السياق جيلالي بودالية إلى تسجيل 2689 قضية حمل أسلحة بيضاء من طرف الأحداث أسفر عن توقيف 2541 شخص سنة 2012، وجددت خيرة مسعودان التأكيد على تسجيل انخفاض في جنوح الأحداث، في حين ما تزال هذه الشريحة تتعرض لمختلف أنواع العنف أين تم تسجيل 5921 حالة سنة 2012. منها 3464 حالة اعتداء جسدي و1737 اعتداء جنسي و470 حالة سوء معاملة من طرف الأسرة وكذا 28 حالة ضب وجرح عمدي مُفضي للوفاة إضافة إلى تسجيل 204 حالة اختفاء أطفال تم إرجاعهم إلى عائلاتهم . حيث أكدت في هذا الخصوص أن 80 بالمائة من حالات التبليغ عن اختفاء الأبناء بيّنت التحقيقات والتحريات أنها تتعلق بهروب من المنزل بسبب تخوف الأبناء من عقاب الوالدين على إثر حصولهم على نتائج سلبية في الامتحانات.