أعطى أمس، محمد طاطاشك، نائب مدير الوقاية وحركة المرور بمديرية الأمن العمومي، بساحة الألفية بباب الوادي، إشارة انطلاق مبادرة العمل الجواري »سنة الجزائر للوقاية الجوارية في الوسط الحضري« على المستوى الوطني، والتي تدخل في إطار تعزيز الشراكة بين المديرية العامة للأمن الوطني ومختلف الجمعيات التي تلعب دورا أساسيا في التوعية والوقاية في المجتمع. وأوضح نائب مدير الوقاية المرورية، خلال يوم إعلامي انتظم للإعلان عن انطلاق مبادرة »السنة الجزائرية للوقاية الجوارية في الوسط الحضري« أن المديرية العامة للأمن الوطني تبذل مجهودات كبيرة في العمليات التحسيسية الموجهة للأطفال المتمدرسين بمختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن، وكذا مستعملي الطريق، قصد التقليل من حوادث المرور وتجنيب المجتمع الحصيلة الثقيلة للحوادث، داعيا إلى ضرورة تجنيد كل الفاعلين المتدخلين بصفة مباشرة أوغير مباشرة لاسيما المجتمع المدني، من خلال الجمعيات الناشطة في مجال السلامة المرورية أو من خلال لجان الأحياء التي ينبغي لها أن تلعب دورا في ترشيد وتهذيب سلوك مستعملي الطريق، مؤكدا أن العمل التحسيسي في إطار هذه المبادرة، التي انطلقت من العاصمة لتشمل باقي ولايات الوطن طيلة السنة الجارية، سيتركز أساسا على العامل البشري من أجل نشر ثقافة احترام قانون المرور. وفي نفس السياق، أكد رئيس مكتب الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني العميد أول جيلالي بودالية، أن هذه المبادرة جاءت بناء على عدة مؤشرات سجلتها مختلف مصالح الشرطة القضائية، خلايا الإصغاء والنشاط الوقائي وخلايا الاتصال بمختلف أمن الولايات والدوائر خلال سنة ,2012 حول انخفاض في بعض الجنح والظواهر السلبية في المناطق الحضرية، والتي تؤكد في مجملها نجاعة العمل الوقائي والتحسيسي، مشيرا إلى أنه سيتم تعزيز العمل الوقائي والحملات التحسيسية، في إطار هذه المبادرة الجوارية، التي ستمتد خلال الأيام القادمة إلى مختلف ولايات الوطن. من جهته أفاد رئيس منظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبيدات، أن هذه المبادرة تهدف إلى تقليص الجريمة في الوسط الحضري، بما فيه الوسط المدرسي، مضيفا أنه سيتم إنجاز هذا البرنامج بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني من أجل الوقاية بصفة أكثر فعالية من الجرائم ولاسيما على مستوى الأحياء الشعبية. وقال أن هذا البرنامج يتضمن إجراء أبوابا مفتوحة مع خلايا الإصغاء والنشاط الوقائي التابعة لمديرية العامة للأمن الوطني التي تقوم بعمل جبار على مستوى الأحياء والمؤسسات التربوية، حيث تنتقل هذه الخلايا نحو الشباب عن طريق ما يسمى بحافلات للإسعاف النفسي. وتضم هذه الحافلات أطباء ومختصين في علم النفس ومربيين حيث يقومون بالإصغاء لهؤلاء الشباب لمعرفة انشغالاتهم ومشاكلهم. وأشار عبيدات إلى أنه سيتم التركيز على العمل الوقائي في مكافحة آفة المخدرات، على مستوى الأحياء والمدارس بمختلف ولايات الوطن، خاصة إذا علمنا أن الجزائر تحصي 300 ألف مدمن على المخدرات، 12 بالمائة منهم إناث. وأشار إلى أنه سيتم برمجة عدة ندوات لفائدة الشباب على مستوى المؤسسات التعليمية بهدف الوقاية من الجرائم في الوسط المدرسي وكذا أيام دراسية لفائدة الأولياء نظرا للأهمية البالغة التي تكتسيها الأسرة في مجال الوقاية من الجرائم. يذكر أن »سنة الجزائر للوقاية الجوارية في الوسط الحضري« تأتي استمرارا للنشاطات الوقائية التي باشرتها المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع المجتمع المدني، خلال السنة الماضية، بتأطير من طاقم نفساني، الذي جاب 34 بلدية على مستوى الأحياء الشعبية للعاصمة لمدة ثلاثة أشهر، حيث تم استقبال واستماع 2400 حالة، تتعلق بالإدمان على المخدرات، اضطرابات نفسية، مشاكل عائلية، منها حالات تم توجيهها إلى مراكز متخصصة من أجل العلاج من الإدمان. ومن المنتظر أن تمتد مبادرة » سنة الجزائر للوقاية الجوارية في الوسط الحضري«خلال الأسبوع المقبل إلى ولاية وهران.