اعتبر الحقوقي ميلود براهيمي، أمس، أن إثارة قضايا الفساد التي تناولتها الصحافة الوطنية مؤخرا بهذه الحدة يسيء إلى صورة الجزائر، إلا أنه اعترف أن الرشوة أصبحت تمارس كرياضة وطنية، وشدد على ضرورة مكافحتها بشكل متواصل، وبالمقابل أوضح أن مستوى الفساد في الجزائر لم ينتشر أكثر مما هي عليه في البلدان المجاورة، معتبرا تناول الإعلام الوطني لقضايا الفساد والرشوة بحرية إضافة إلى التقارير الدولية ساهما في تضخيم حجم الظاهرة. أكد المحامي براهيمي ميلود الذي نزل ضيفا على »ضيف التحرير« للقناة الإذاعية الثالثة أن إثارة قضايا الفساد بهذه الحدة يسيء إلى »صورة الجزائر«، ليوضح أن هناك تأثير كبير لدى الشباب الذي ترسخت لديهم فكرة أن الجزائر بلد »التشيبة« والرشوة، ليضيف أن ذلك اعتقاد خاطئ، بالرغم من اعترافه بأن الرشوة في الجزائر أصبحت تمارس وكأنها رياضة، مشددا على مكافحة الفساد بشكل متواصل ويومي وليس عن طريق »حملات مناسباتية«. ومن وجهة نظر الحقوقي براهيمي فإن حرية الصحافة وحرية التعبير في الجزائر أتاحت للإعلام بأن يقوم بدوره فيما يتعلق بكشف قضايا الفساد والرشوة وكل ما يرتبط به، إلى جانب النشاط الملموس للهيئة الدولية »ترانسبرنسي أنترناشيونال«، بالجزائر عاملان لإبراز الحجم الهائل للظاهرة في الجزائر، معتبرا ذلك يوحي بأن مستوى الفساد في الجزائر أكبر من مستوياته في بلدان أخرى، وبالمقابل أقر بوجود هذه الظاهرة، إلا أنه يرفض أن تكون بحجم كبير مما هو موجود في بلدان أخرى. وعلق ذات الحقوقي على الدعوات المطالبة باستقلال السلطة القضائية بالقول إن »استقلال القضاء بالشكل المطروح حاليا غير ممكن التحقيق ولا مرغوب فيه لأنه في الملفات الحساسة لأنه وكما في الخارج فإن الجهاز التنفيذي له كلمته التي يجب أن يقولها«، واعتبر أن القضاء حر ومستقل فيها، ليذكر أنه مبدأ دستوري، مضيفا »لا أرى أي فائدة في طلب الاستقلالية من أجل تطبيق القانون في الوقت الذي يطبق فيه القانون بكل استقلالية في معظم القضايا«.