بعد عام من مقتل الفرنسي الجزائري الأصل محمد مراح، ما زالت دوافع ارتكابه للجرائم التي قام بها مجهولة، إلا أن رسائل كان قد خطها المتهم في السجن وموجهة لشقيقه عبد القادر، قبيل ثلاث سنوات من مقتله، تؤكد وجود نية لديه للقيام بتلك الأعمال، بقوله »أعلم ما سأقوم به عند خروجي من السجن«. كشفت أمس وكالة الأنباء الفرنسية عن فحوى رسالة قالت إنها تحققت منها، ووجدها محققون ببيت شقيقه عبد القادر مراح، حيث استعمل فيها عبارات دينية وبأنه »يدعو الله من أجل مساعدته في الانتقام من الكفار« ?على حد قوله-، لتشير الرسالة المؤرخة في 3 فيري ,2009 إلى أن »السجن قوى إيماني بالله الذي سيساعدني في الانتقام من الكفار«. كما وجد المحققون حسب المصدر ذاته رسائل أخرى، تثبت تورط محمد مراح مع »جماعات سلفية جهادية« تعمل على تصدير المقاتلين نحو العراق، وذكرت اسم جماعة »أرتيغات« التي تم تفكيكها من طرف الأمن الفرنسي. ورغم أن شقيقه عبد القادر المسجون الوحيد في هذه القضية، كان قد نفى وجود تعاون مع شقيقه وبأنه لم يكن على علاقة به، وأنه أعاد الصلة به أسبوعا قبل مقتله فقط، إلا أن الرسائل التي وجدها المحققون الفرنسيون والموقعة ب»شقيقك الأصغر« تتعارض مع تصريحات عبد القادر، فعلى ما يبدو إنه لم يقطع الاتصال بأخيه. كما أن العلاقة بين الشقيقين أثبتت بشأنها التحقيقات بأن محمد لجأ إلى عبد القادر لمساعدته في الحصول على جواز سفر مكنه مستقبلا من التوجه إلى أفغانستان وباكستان. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحا أيضا لأحد المحققين، ففي تعليقه على مضمون الرسالة التي عثر عليها في بيت شقيقه، رد المحقق أن كلامه يدل على التأثر ب »الحقرة« التي يرى مراح أنه كان ضحيتها بعدما حكم عليه بالسجن ل37 شهرا كاملا بتهمه السرقة والسياقة دون رخصة قيادة، حيث اعتبر محمد نفسه في الرسالة التي بعثها إلى »إخوانه في الله«، بأنه في ورطة. وفي نفس السياق، تؤكد رسالة أخرى بتاريخ 8 أفريل ,2009 علاقة محمد مراح بالخلايا الإرهابية التي كانت تنشط في فرنسا، حيث أنه عبر عن »قلقه« حول مصير من وصفهم ب»إخوانه في الدين«، وأوضح المحقق الفرنسي بأن »إخوانه الذين يتحدث عنهم محمد هم جماعة أرتيغات التي كان يقودها فابيان كالان المدعو عمر، والتي قبض عليها في جويلية .2009 وكانت قضية محمد مراح قد أثارت زوبعة كبيرة، حيث اتهمت فيها عناصر الأمن الفرنسية بالتقصير في التعامل معه كمشتبه حيث رفعت عنه الرقابة، وهو ما حملها جزءا كبيرا من مسؤولية نتائج ما قام به محمد، وفي هذا الصدد يقول عبد الغني مراح أكبر أشقائه أن السجن هو من غير سلوك أخيه، حيث قال »بعد خروجه لاحظت عليه علامات التأثر بالتيار السلفي«، ليتهم أوليفي كورال أحد أعضاء جماعة »أرتيغات« بأنها كان وراء جر شقيقه للعمل الإرهابي. وبثت أمس، القناة الفرنسية الثالثة »فرانس 3«، تحقيقا عادت من خلاله إلى أطوار وفصول قضية محمد مراح، اتهم فيها بأنه »غذي بالدم«، على لسان ألبير شنوف وهو أب أحد العسكريين المضليين الذين وقعوا ضحية محمد في تولوز في 15 مارس من السنة الماضية. وقال شنوف في تصريحات أمس، لقناة »أوروب 1« خلال تقديمه لكتابه الذي عنونه »آبل، إبني، معركتي«، »إنني في انتظار ما ستقول له أم محمد وشقيقته، متهما عائلة مراح بعلمها بكل ما كان محمد ينوي القيام به ولم تبلغ عنه. كما وجه شنوف اتهاماته إلى مصالح الأمن الفرنسية ودائرة المخابرات، حيث قال أنها لم تقم بواجبها وقصرت في عملها، ليتهم رئيس دائرة الاستعلامات الفرنسية برنارد سكيريتشي بالتهاون ووصفه بأنه عار على الجمهورية الفرنسية.