اختتمت أشغال الدورة الثالثة للجنة التعاون المختلطة الجزائرية الزمبابوي باستكمال عدد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات والقطاعات، كما تم الاتفاق على تسهيل الإجراءات بين مؤسسات البلدين من أجل إبرام عقود تبادل المنتجات والبحث عن علاقات شراكة في مختلف الميادين الاقتصادية. توجت أشغال الدورة ال3 للجنة التعاون المختلطة الجزائرية الزمبابوية المنعقدة أول أمس بالعاصمة الزمبابوية هراري باستكمال العديد من اتفاقات التعاون في مختلف المجالات، وتخص هذه الاتفاقات المشاورات الدبلوماسية بين وزارتي خارجية البلدين،التعاون العلمي والتقني، الرياضة والتعاون بين غرفة التجارة والصناعة الجزائرية و غرفة التجارة الوطنية الزمبابوية، كما تم التوقيع بهذه المناسبة على محضر دونت فيه مشاورات هذه الدورة إلى جانب مخطط عمل للفترة الممتدة بين 2009 و2010. وفي ذات السياق، اتفق الوفد الجزائري الذي ترأسه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل ونظيره الزمبابوي على مواصلة المفاوضات بشأن مشاريع اتفاقات أخرى لا سيما في مجال التجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى حماية الاستثمارات المتبادلة وعدم الازدواج الضريبي، الفلاحة، الصحة، الثقافة، الاتصال ووسائل الإعلام والتعاون بين وكالة الأنباء الجزائرية ونظيرتها الزمبابوية، حيث اتفقا على استكمال هذه المشاريع خلال الدورة المقبلة للجنة المختطلة. وفي قطاع الطاقة والمناجم، أجرت الجزائر والزمبابوي محادثات قصد ترقية التعاون في مجال الإنتاج، الكهرباء والتزويد بالمحروقات والمنتجات النفطية، حيث أعربت الزمبابوي عن شكرها للدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة الجزائرية في مجال التكوين من خلال منح عدد معتبر من المنح الجامعية في مختلف الشعب، وقد اتفق الطرفان على تسهيل الإجراءات بين مؤسسات البلدين بغية إبرام عقود تبادل المنتجات على أسس تجارية ومصالح مشتركة وكذا البحث عن علاقات شراكة في مختلف الميادين الاقتصادية. وعلى الصعيد الدولي أشار البلدان إلى »تطابق« وجهات نظرهما حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث عبرا عن ارتياحهما للدور »الفعال« الذي يلعبه البلدان من أجل إقرار السلم والاستقرار وحسن الجوار، مسجلان بارتياح التقدم المحرز في إطار ترقية وتنفيذ أهداف الاتحاد الإفريقي الرامية إلى ضمان ظروف تنمية اجتماعية اقتصادية دائمة للقارة الإفريقية. أما بخصوص مسألة الصحراء الغربية، ذكر الطرفان بأن الأمر يتعلق »بمشكلة تصفية استعمار يجب إنهاؤها في إطار اللوائح الأممية الموائمة التي تكرس حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره«، ,أعربا عن أملهما في أن »يتوصل استئناف المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع في ظل احترام الشرعية الدولية والاختيار الحر للشعب الصحراوي الذي يضمن له حقه في تقرير مستقبله«، فيما اتفق البلدان على عقد اجتماع الدورة المقبلة للجنة التعاون المختلطة بالجزائر خلال 2010 في تاريخ يتم تحديده باتفاق مشترك عبر الطرق الدبلوماسية. وفي ذات السياق، استقبل مساهل من قبل الوزير الأول لجمهورية زمبابوي مورغن ريتشارد تسفانغراي أين تبادلا وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في البلدين وعن التغيرات التي حدثت خلال السنوات الأخيرة في كلا البلدين على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث قدم الوزير عرضا عن التجربة الجزائرية في مجال تعزيز دولة القانون والمصالحة الوطنية وكذا التقدم الذي سجلته الجزائر في شتى الميادين، كما استقبل الوزير الجزائري من طرف نائبة الرئيس الزمبابوي جويس موجورو التي أعربت عن ارتياح حكومة بلدها لنوعية العلاقات السياسية مع الجزائر.