استقبل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل أول أمس بهراري (زمبابوي) من قبل الوزير الأول لجمهورية زمبابوي السيد مورغن ريتشرد تسفانغراي حسب ما علم من مصدر دبلوماسي. وأضاف المصدر أن السيد مساهل الذي ترأس الوفد الجزائري في أشغال الدورة ال3 للجنة المختلطة الجزائرية الزمبابوية قد تبادل وجهات النظر مع السيد تسفانغراي حول تطورات الأوضاع في البلدين وعن التغيرات التي حدثت خلال السنوات الأخيرة في كلا البلدين على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما تمت الإشارة إلى أن التجربة الجزائرية في مجال تعزيز دولة القانون والمصالحة الوطنية وكذا التقدم الذي سجلته الجزائر في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد استرعت اهتمام الوزير الأول الزمبابوي. في هذا الصدد شكلت نتائج أشغال الدورة ال3 للجنة المختلطة محور المحادثات حيث تم التركيز بإسهاب على التصور الجديد في ميدان التكفل بمختلف جوانب التعاون لاسيما استكشاف وتجنيد الطاقات التي يزخر بها البلدان وذلك خدمة للمصلحة المشتركة. كما تمت الإشارة إلى أن السيد مساهل قد حظي بمقابلة السيدة جويس موجورو نائبة الرئيس الزمبابوي حيث أعرب خلالها الجانبان عن "ارتياحهما" للإرادة المتبادلة في إعطاء بعد جديد للعلاقات الجزائرية الزمبابوية بعد فترة انقطاع طويلة راجعة لاعتبارات داخلية لكل بلد. بهذه المناسبة أعربت السيدة موجورو عن "ارتياح" حكومة بلدها لنوعية العلاقات السياسية التي طالما وجدت بين البلدين مشيرة إلى ذكرى الزمبابويين للدعم الذي قدمته الجزائر لبلادها قبل وبعد استقلالها. كما التقى الوزير المنتدب بنائبي الوزير الأول السيدة ت.كوب والسيد آرثر موتامبارا فضلا عن وزراء التربية والرياضة والفنون والثقافة السيد دايفيد كولتار والفلاحة والمكننة وتطوير الري السيد أ.أ. نياموكابا والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعاون على التنمية السيد غيلبرت دزفوكي والتعليم العالي السيد ستان مودانغي. وقد توجت أشغال لجنة التعاون المختلطة الجزائرية الزمبابوية باستكمال العديد من اتفاقات التعاون في مختلف المجالات. وتخص هذه الاتفاقات المشاورات الدبلوماسية بين وزارتي خارجية البلدين والتعاون العلمي والتقني والرياضة والتعاون بين غرفة التجارة والصناعة الجزائرية وغرفة التجارة الوطنية الزمبابوية حسب ما أفاد به بيان صحفي توج أشغال هذه الدورة. وتم التوقيع بهذه المناسبة على محضر دونت فيه مشاورات هذه الدورة ال3 إلى جانب مخطط عمل للفترة الممتدة بين 2009 و2010 . واتفق الطرفان على مواصلة المفاوضات بشأن مشاريع اتفاقات أخرى لا سيما في مجال التجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحماية الاستثمارات المتبادلة وعدم الازدواج الضريبي والفلاحة والصحة والثقافة والاتصال ووسائل الإعلام والتعاون بين وكالة الأنباء الجزائرية (وأج) ووكالة الأنباء الزمبابوية (زيانا) كما اتفقا على استكمال هذه المشاريع خلال الدورة المقبلة للجنة المختلطة. وفي مجال الطاقة والمناجم أجرت الجزائر وزمبابوي محادثات قصد ترقية التعاون في مجال الإنتاج والكهرباء والتزويد بالمحروقات والمنتجات النفطية. وبخصوص التكوين أعرب زمبابوي عن "شكره" للدعم "الكبير" الذي تقدمه الحكومة الجزائرية من خلال منح عدد معتبر من المنح الجامعية في مختلف الشعب. ومن جهة أخرى اتفق الطرفان على تسهيل الإجراءات بين مؤسسات البلدين بغية إبرام عقود تبادل المنتجات على أسس تجارية ومصالح مشتركة وكذا البحث عن علاقات شراكة في مختلف الميادين الاقتصادية. وعلى الصعيد الدولي أشار البلدان إلى "تطابق" وجهات نظرهما حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك كما عبرا عن ارتياحهما للدور "الفعال" الذي يلعبه البلدان من أجل إقرار السلم والاستقرار وحسن الجوار. كما سجلا "بارتياح" التقدم المحرز في إطار ترقية وتنفيذ أهداف الاتحاد الإفريقي الرامية إلى ضمان ظروف تنمية اجتماعية اقتصادية دائمة للقارة الإفريقية. وفيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية ذكر الطرفان بأن الأمر يتعلق "بمشكلة تصفية استعمار يجب انهاؤها في إطار اللوائح الأممية الموائمة التي تكرس حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره". كما أعربا عن أملهما في أن "يتوصل استئناف المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع في ظل احترام الشرعية الدولية والاختيار الحر للشعب الصحراوي الذي يضمن له حقه في تقرير مستقبله". وأخيرا اتفقت الجزائر وزمبابوي على عقد اجتماع الدورة المقبلة للجنة التعاون المختلطة بالجزائر خلال 2010 في تاريخ يتم تحديده باتفاق مشترك عبر الطرق الدبلوماسية. وفي سياق متصل أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل الأربعاء الفارط بهراري على أن عقد الدورة الثالثة للجنة المختلطة بعد تلك التي جرت بالجزائر سنة 1990 يعد "حدثا على أهمية كبيرة في تعميق وتكثيف" العلاقات الجزائرية الزمبابوية. موضحا لدى تدخله خلال افتتاح اللجنة المختلطة الجزائرية الزمبابوية أن "هذه الدورة تعد كذلك مناسبة مواتية للتجسيد الفعلي لعلاقاتنا السياسية الممتازة التي يطبعها تطابق وجهات النظر حول جميع المسائل التي تهمنا". كما ستكون -كما قال- مناسبة لاستعراض وضعية "تعاوننا والتفكير في السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزه سيما عبر تحيين الإطار القانوني ودراسة إمكانيات استغلال الفرص الاقتصادية والتجارية التي تم تحديدها بمناسبة الزيارة التي قام بها وفد جزائري من شتى القطاعات الى هراري في شهر جوان 2006 ". وفي هذا الصدد ذّكر الوزير "بأن مذكرة تفاهم قد وقعت تم من خلالها تحديد أطر التكامل الاقتصادي والتجاري التي من شأنها السماح بإرساء قواعد مبادلات مستديمة وشراكات تضامنية تعود بالفائدة على الجانبين". وفضلا عن إرساء آلية ثنائية للمشاورات الدبلوماسية التي أضحت ضرورية بالنظر إلى تعقد مسائل السياسة الدولية الحالية -كما قال- "فإنه يظهر لنا من الأهمية بمكان أن نستغل إمكانياتنا المشتركة الموجودة سيما في مجالات الطاقة والمناجم والتعليم العالي، الفلاحة والصناعات الغذائية، الصناعة، التجارة، الصحة، الثقافة، الرياضة والمؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة". كما أشار إلى أنه سيتم عقب أشغال هذه الدورة "تحديد محاور للتعاون حيث يتم من خلالها تجنيد القدرات الهائلة التي يزخر بها اقتصادينا ومن منظور مرحلي وبراغماتي سيكون بإمكاننا تحديد أولوياتنا بالنسبة للعامين المقبلين". وبخصوص الوضع الداخلي في زمبابوي أوضح السيد مساهل أن الجزائر بشكل خاص وعلى المستوى القاري عموما "تتابع باهتمام الوضع السائد في بلدكم وأننا مرتاحون لتمكن الزمبابويين من التفاهم مع بعضهم لتغليب المصلحة الوطنية من خلال تشكيل حكومة تحالف". وتابع السيد مساهل قوله أن الحل السلمي للوضعية في بلدكم قد أظهر نجاعة الحكمة التي تقول "إن لكل مشكل إفريقي حل إفريقي"ولهذا السبب يسعى بلدانا بلا هوادة على مستوى الاتحاد الإفريقي من أجل تكريس القاعدة الأساسية المتمثلة في استعادة الأفارقة لقرار تسوية الأزمات في إفريقيا". وللتوصل إلى ذلك "يضيف السيد مساهل- ينبغي على البلدان الإفريقية أن تتعاون أكثر في ميادين السياسة والدفاع والأمن والتنمية من أجل بناء فضاء سياسي واقتصادي كفيل بأن يضمن لإفريقيا دورا تستحقه في الاقتصاد والتسيير العالمي. وفي هذا الصدد أوضح أن الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة فضلا عن التهديد الذي يخيم ويهدد إفريقيا بسبب التغيرات المناخية والحاجة إلى أمن غذائي "يدعونا أكثر من أي وقت مضى إلى تنسيق جهودنا والعمل معا على الصعيد العالمي". وخلص في الأخير إلى أن "تطابق مواقفنا سيما حول حق الشعوب في تقرير مصيرها سواء في الصحراء الغربية وفلسطين أو في العراق فضلا عن تصورنا في ميدان تسوية النزاعات في القارة تعطي لعلاقاتنا الجزائرية الزمبابوية ذلك الطابع المثالي للبلدين اللذين وعلى الرغم من بعدهما قد عرفا مسارات تاريخية مماثلة ويعملان معا من أجل ارتقاء وبروز إفريقيا موحدة وتعيش في سلام وقادرة على ضمان تطورها ورفاهية شعوبها".