من أصعب المواقف التي يواجهها الإنسان أن يستقبل خبر تعرض أحد فلذات كبده لمكروه، فكيف به وهو يستيقظ على نبأ جريمة شنعاء ارتكبت في حق ابنه بلغت حدّ إزهاق روحه، ...»اختطاف، اغتصاب وقتل« صور من مشاهد تكررت مؤخرا في مجتمعنا بشكل يدعو للقلق، وجرائم مروعة ارتكبت في حق براءة لا تعي من هذه الدنيا سوى ابتسامة عريضة محتها ذئاب بشرية. وفي خضم تسارع الأحداث التي أعقبت مقتل البريئين هارون وإبراهيم بمدينة الجسور المعلقة حاولت »صوت الأحرار« أن تنقل آراء أولياء التلاميذ بعدد من مدارس العاصمة حول هذه الظاهرة فكانت هذه التصريحات. ما لمسناه ونحن أمام أبواب مدارس هو الكم الهائل من الأولياء الذين فضلوا أن يصطحبوا أطفالهم ويتركون انشغالاتهم اليومية ، هذا ما أكدته لنا مريم 44 سنة، »تخوف الأولياء من تفاقم الظاهرة زاد وما يثير الاستغراب هو هذه الجرائم المسجلة خلال الأشهر الماضية والمشكل الذي يمكن طرحه حسب ذات المتحدثة هو ما هو السبب الرئيسي في تفشي الظاهرة التي جعلت الحيرة والقلق تبدو على أوجه كل والي أمر؟«. من جهته قال أحد الأولياء الذي كان يرافق ابنه إلى مدرسة الموحدين بالجزائر الوسطى »كنت أترك ابني يذهب كل صباح بمفرده إلى المدرسة، لكن بعد الحادثة الأخيرة التي وقعت في ولاية قسنطينة أصبحت أرافقه في كل ألأوقات ذاهابا وإيابا وعند عودته إلى المدرسة، مؤكدا على ضرورة القصاص الذي سوف يقلل من حجم الظاهرة«. أما إحدى السيدات -رفضت ذكر اسمها- تقول جاءت هي الأخرى لتصطحب ابنها فقالت لنا كيف لي أن أترك ابنتي تأتي وحدها إلى المدرسة في الوقت الذي كان فيه هارون وإبراهيم قد اختطفا في الحي الذي يقطنان به، مضيفة أنا الآن لا أتق حتى في جاري الذي كان يصطحب ابنتي، مؤكدة على السلطات المعنية أن تقوم بإيجاد حل سريع لمثل هذه الجرائم فالإعدام حسبها هو الحل الأمثل عسى أن يجعل الخوف في نفوس هؤلاء المجرمين ولا تتكرر مثل هذا النوع من الجريمة فالأمس تقول اختطفت شيماء وقتل هارون وإبراهيم فماذا ننتظر؟ أما »أمين« موظف بالقطاع العمومي يقطن بالكاليتوس، يتأسف هو الآخر إلى الحالة التي يعيشها المجتمع الجزائري فغالبا ما نسمع عن أخبار اختطاف والآن أصبحت كل أسبوع، حيث أصبح قلب الواحد منا معلق بين الحصول على »الخبزة« وبين فلذة الأكباد وضرورة متابعة واصطحاب الأطفال إلى المدرسة وإعادتهم، خصوصا بين أخبار الاختطاف وإشاعة بيع الأعضاء، مطالبا بتوفير الأمن والعمل على تعليق صور المختطفين مثل الذي خطف شيماء والذي لم يجعدونه إلى حدّ الآن. ويشير شخص أخر التقينا به بالقرب من إحدى المدارس بالعاصمة، أنه يتقاسم مرافقة أبنائه مع زوجته التي تعمل هي الأخرى، مضيفا أقل شيء يمكن أن يوفره الآباء للأبناء هو التنبيه كالعدم الحديث مع الغرباء أو أخد حلوى بأمر المرفوض، ولابد من توضيح أن الخطر محدق إذا لم يستمعوا وللنصيحة، مؤكدا في ذات السياق على ضرورة تسليط أشد العقوبات ضد العصابات التي تقوم باختطاف الأبرياء والتمسك بمبادئ ديننا الحنيف للحد من انتشار هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا.