دعا النّاطق باسم رئيس الوفد الجزائري في اتفاقية إيفيان و رئيس الحكومة السابق ،رضا مالك، إلى ضرورة تعميق الدّراسات العلمية فيما يتعلق بكتابة تاريخ الجزائر وتوكيل المهمة لمؤرخين مختصين و ذلك بالنظر إلى كثرة المراحل التي مر بها وتشابك الأحداث، خاصة خلال فترة الثورة الجزائرية. و أكد رضا مالك في حديث له ضمن برنامج »لقاء اليوم« على القناة الإذاعية الأولى وعشية الاحتفال بعيد النصر المصادف للتاسع عشر مارس من كل عام، أن وسائل الإعلام مطالبة بالاهتمام أكثر بإبراز تفاصيل مراحل مهمة في تاريخ ثورة التحرير مثل اتفاقية إيفيان التي يرى أن الحديث عنها في تذبذب خلال السنوات الأخيرة و كذلك الحال بشأن أسماء كثيرة شاركت في صنع نصر الجزائر أمثال أحمد بومنجل و سعد دحلب و كريم بلقاسم. وخلال حديثه، قدم رضا مالك شهادات حول تفاصيل اتفاقية إيفيان باعتباره عضوا ضمن الوفد الذي قاد المفاوضات مع الجانب الفرنسي طيلة سنة 1961 و الناطق باسم رئيس الوفد في هذه الإتفاقية، التي قال إنها تعد تكريسا و اقتباسا لمبادئ بيان أول نوفمبر ,1954 وأنها انتصار للشعب و الثورة و بداية عهد استقلال الجزائر. وأوضح المتحدث، أن الجانب الجزائري برهن على قدرته في الضغط على المستعمر حين أصر على عدد من الشروط خلال مفاوضات إيفيان و لعل أهمها - كما ذكر- هو وحدة التراب الوطني و عدم التفريط في الجنوب،الاستقلال التام، و وحدة الشعب الجزائري. وأضاف أن المفاوضات توقفت بسبب إصرار الطرف الجزائري على تحرير كامل التراب و وقف استنزاف العدو لثروات الطاقة في الجنوب، و هو ما تم تحقيقه بإرغام الجينرال دوغول وتحديدا يوم 05 سبتمبر 1961 على الاعتراف بسيادة الجزائر على الجنوب ليتم استئناف مفاوضات إيفيان02 التي كللت بالنجاح التام. كما قدم رضا مالك شهادته بشأن أفضع أعمال الاعتداءات الإرهابية التي ارتكبتها المنظمة المسلحة السرية OASخلال مرحلة وقف إطلاق النار إلى غاية الاستقلال، مؤكدا أن عملياتها بدأت حتى قبل المفاوضات و استمرت إلى غاية الاستقلال و بلغت درجة التطرف إلى حد اغتيال رئيس بلدية إيفيان أيام قليلة قبل افتتاح المفاوضات، و في الفترة الانتقالية بين وقف إطلاق النار و إعلان الاستقلال قضت جبهة التحرير على المنظمة السرية نهائيا. وللإشارة،قدم رضا مالك، صبيحة ،أمس، محاضرة بالمدرسة العليا للعلوم السياسية ببن عكنون وبمناسبة الذكرى ال51 لعيد النصر، دعا من خلالها الشباب الجزائري إلى المحافظة على مكتسبات الاستقلال التي تحققت بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب أثناء الثورة التحريرية. وقال رضا مالك »أن الشباب الجزائري مطالب اليوم بالدفاع عن السيادة الوطنية وإحباط أية مؤامرة ضد البلاد « مشيرا إلى وجود مؤامرات تحاك ضد الجزائر. وأوضح المتحدث أن استرجاع السيادة الوطنية لايعني »نهاية الكفاح بل هو بداية لنضال متواصل من اجل وضع الجزائر في مصاف الدول الرائدة «، مؤكدا في نفس الوقت بأنه بالرغم من النقائص والمشاكل الموجودة إلا أن الجزائر التي تحتفل بالذكرى ال51 لعيد النصر قد حققت العديد من المكاسب في مختلف المجالات. وأشاد رئيس الحكومة الأسبق بالجهود التي قام بها أفراد الجيش الوطني الشعبي خلال تصديهم للعدوان الإرهابي على مركب الغاز بتيقنتورين ولاية اليزي في شهر جانفي الماضي.