استعرض محمد صدراتي، رئيس المجلس الشعبي البلدي بحسين داي بالعاصمة في حوار ل »صوت الأحرار« جملة من المشاريع التي يسعى من خلالها إلى تلبية طلبات سكان البلدية التي تعاني من جملة من النقائص، مؤكدا أنها ستتحول خلال السنوات المقبلة إلى قلب مدينة العاصمة، حيث تم في هذا الإطار تسطير برنامج يشمل تهيئة عدة أحياء، وإنجاز مساحات خضراء، ناهيك عن أسواق جوارية، بالإضافة إلى عمليات تزفيت وتنظيف واسعة للطرقات والأرصفة، مشيرا في ذات السياق إلى اتخاذه لقرار إنجاز مقر مؤقت للبلدية بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في انتظار إنشاء مقر مناسب. توليتم مؤخرا منصب رئيس البلدية، ما هو البرامج التي سطرتموها للنهوض بالتنمية ببلدية حسين داي؟ ●● بلدية حسين داي ليست غريبة عني، فأنا أحد قاطنيها، كما أنني أشرفت على تسييرها خلال الفترة الصعبة التي مرت بها البلاد بين سنتي 1992 و,1997 حيث بذلنا مجهودات حسب الإمكانيات المتوفرة من أجل خدمة المواطنين، وخلال الانتخابات المحلية الماضية تمكنا من الحصول على منصب رئيس البلدية من جديد، حيث قدمنا برنامج طموح يضم تصورات جديدة لهذه البلدية العريقة واقتراحات في مختلف المجالات، كما وقفنا على انشغالات المواطنين، والمتمثلة في السكن والشغل، علما أن بلدية حسين داي تقع في مساحة جد صغيرة والمقدرة ب 4 كلم مربع ويقطنها حوالي 50 ألف نسمة، لكن المؤسف أن هناك انشغالات ليست من صلاحيات البلدية، لكن المواطن يرى بما أنه موجود فيها أنها من يساهم في وضع القوائم الخاصة بالسكنات الاجتماعية والتساهمية، وفي هذا الإطار بالتحديد هناك إرادة قوية من طرف الدولة الجزائرية وفي السنوات القادمة ستستفيد العاصمة من مشاريع كبيرة. ●كم تقدر ميزانية البلدية، وهل هي كافية لتغطية مختلف احتياجاتها؟ ●●تقدر ميزانية بلدية حسين داي ب 85 مليار وهي كافية مقارنة ببلديات أخرى، كما أننا نملك احتياطي لا بأس به يقدر ب 180 مليار، لكن وأمام النقص المسجل من حيث الأوعية العقارية لم نتمكن من استغلال تلك الأموال بالشكل المطلوب، لكننا تمكنا من تسطير برنامج محكم من خلال المشاريع السالفة الذكر وتخصيص مبالغ كبيرة لها، لكن تجدر الإشارة على أنه يوجد أمور لا يمكن القيام بها ونحن كرؤساء بلديات مطالبون بتطبيق الصلاحيات التي نملكها، وهذا لا ينفي أنه بإمكاننا القيام بعدة أمور من أجل تحسين واقع سكان البلدية. ●هل تفكرون في إنجاز مقر جديد للبلدية بالنظر إلى سوء حالة المقر الحالي؟ ●●من المؤسف أن نصف المكان الذي تشغله البلدية بمقر، فهو غير مناسب كونه عمارة في أسفلها السوق البلدي ومن فوقها 65 ساكنا، فيما تتوزع مكاتب البلدية حسب مخطط البناية، وهي غير كافية لاحتواء جميع عمال البلدية، وتواجدهم بهذا الشكل صعب من مهمة التحكم فيهم، وهو الوضع الذي ساهم في انتشار الفوضى والتسيب في أوساط هؤلاء، والسؤال المطروح السبب من حرمان بلدية عريقة موجودة منذ 1870 من مقر يليق بها، وهو الانشغال الذي وضعناه في قائمة أولوياتنا، علما أنه يحتاج إلى قرار شجاع وصارم في نفس الوقت، حيث تم الاتفاق على إنجاز ملحق من خلال استغلال جزء من حظيرة البلدية والمقدر ب 200 متر، حيث سيضم هذا المكان مصلحة الحالة المدنية في الطابق السفلي ومكاتب في الطابق العلوي وهذا خدمة للمواطن ورد الاعتبار له وتحسين الخدمات المقدمة له وجعله المسؤول الأول في الإدارة، في انتظار إنجاز مقر يأتم معنى الكلمة. ●هل هناك مشاريع في الأفق؟ ●●انطلقنا مؤخرا في إنجاز بعض المشاريع الاستعجالية، حيث تم تسطير 70 عملية تم التركيز فيها على انشغالات السكان، منها تلك المتعلقة بصيانة الطرقات، ومنها إنجاز فضاءات خضراء عبر مختلف أرجاء البلدية، بالإضافة إلى تهيئة المحيط ورفع النفايات وهذا من أجل رد الاعتبار للمدينة وإعطائها الوجه اللائق بها، وهي المشاريع التي تضمنها مخطط عمل لسنة .2013 وستمس تلك المشاريع 6 مجمعات سكنية، على غرار حي الإقامة الذي خصص له حوالي 400 مليون حيث سيستفيد من إنجاز فضاءات خضراء، بالإضافة إلى التهيئة الداخلية من تزفيت للطرقات والأرصفة، كما ستكون هناك فضاءات مخصصة للأطفال، كما سيستفيد شارع طرابلس من جهته من تهيئة خاصة بعد الانتهاء الكلي لأشغال التراموي. أما بشارع عميروش فسيتم تهيئته بشكل كامل، بداية من تزفيت الطرقات وتزويده بالإنارة العمومية، حيث خصص للعملية 600 مليون سنتيم، وعلى مستوى حي البحر والشمس فسيتم إنجاز مساحة خضراء خصص لها 250 مليون، ناهيك عن تهيئة فضاء للعب على مستوى شارع النوي بوزادي والذي خصص له هو الآخر 130 مليون، وآخر في حي بن بولعيد، وتم تخصيص لمختلف تلك المشاريع ميزانية تقدر ب7 ملايير حيث انطلقت الأشغال بالبعض منها بنسبة 30 بالمائة، وأخرى ستكون خلال شهري مارس وأفريل. وهذا بغض النظر عن العمل اليومي الذي تقوم به المصالح البلدية وذلك من خلال دعم العمل الذي تقوم به مؤسسة نات كوم عن طريق توفير الإمكانيات المادية والبشرية للقيام بعملها من أجل صحة وسلامة المواطن، غير أن هذا الأخير مطالب بالمقابل باحترام مواقيت وأماكن رمي النفايات. ●وماذا بخصوص المؤسسات التربوية والمساجد وغيرها من المرافق ؟ ●●ستستفيد المؤسسات التربوية الموجودة على تراب البلدية من جهتها من برنامج خاص للتهيئة، وسيكون ذلك بالشكل الذي يمنحها خصوصية عن بقية البنايات الأخرى، من خلال مشروع خاص يمنحها الشكل الداخلي والخارجي المناسب، حيث تم في هذا الإطار الإعلان عن مسابقة تتعلق باختيار أحسن تصور للمظهر الخارجي للمدارس، باستعمال مواد تتحمل حرارة وبرودة الطقس، كما ستوضع لافتة المدرسة من جميع الجوانب، بالإضافة إلى الإضاءة ومختلف اللوازم الضرورية التي تضمن للتلاميذ الظروف المناسبة للتمدرس. ونفس الشيء ستعرفه المساجد من تهيئة داخلية وخارجية تليق بها، حيث كانت البداية من خلال تغيير الأفرشة والمستلزمات الداخلية، وقد تم في هذا الإطار الاجتماع مع أئمة المساجد وكذا مدراء المدارس لمعرفة احتياجات المواطنين، وذلك بحضور السلطات المحلية وعلى رأسهم الوالي المنتدب الذي أولى اهتماما كبيرا بالمشاريع وأبدى استعداده لتقديم الدعم والمساعدة. بالإضافة إلى ملعب الزيوي الذي يعتبر من أهم المرافق الرياضية على مستوى البلدية غير أنه يعاني من تدهور كبير وعليه تم تخصيص ما قيمته 30 مليون دج لإعادة الاعتبار له، بما في ذلك الأبواب والإنارة والمدرجات، ناهيك عن غرف تغيير الملابس، وهي التهيئة التي ستجعل منه بحول الله تعالى تحفة حقيقية. ● تعاني بلدية حسين داي من نقص كبير في الأوعية العقارية، كيف ستواجهون هذا المشكل؟ ●●العقار موجود في بلدية حسين داي، غير أنه لا يمكن استغلاله حيث تضم البلدية ثلاث مراكز عبور منذ ثلاثين سنة، والمتمثلة في مركز عبور لافارج، وسان جيرمان، وسي تروا، تقطنها حوالي 100 عائلة تم إرسال ملفاتهم إلى الولاية لإيجاد حل لوضعيتهم، وتحتل تلك المراكز مساحات لا بأس بها والتي ستستغل في المستقبل للمنفعة العامة، حيث تقدر مساحة كل من مركز سي تروا وسان جرمان 2000 متر، أما مركز عبور لافارج فهو ملكية خاصة. وندعو السكان إلى التحلي بالصبر، لأن وجه البلدية سيتغير تماما في المستقبل القريب وهذا بفضل البرنامج الطموح الذي يندرج في إطار تهيئة مدينة الجزائر، وهو برنامج ضخم أعيد بعثه من جديد، حيث سيعود على سكان هذه البلدية بفوائد كثيرة، فالواجهة البحرية التي لم يسبق أن استغلت سيكون بإمكان المواطنين التجوال فيها بحرية خلال شهري جويلية أو أوت القادمين، أما الشطر الثاني من هذا المشروع فسيمتد على مدار ثلاث سنوات وهو عمل ضخم ومشجع سيتم بواسطته التوسع على حساب البحر بحوالي 150م والتي ستخصص لإنجاز شواطئ اصطناعية. ويندرج في هذا الإطار أيضا ذلك المشروع المتعلق بإعادة تهيئة البلدية انطلاقا من شارع لافارج إلى غاية خروبة، وذلك مع التغييرات الكثيرة التي ستكون من خلال نقل مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، ناهيك عن تهيئة شارع المعدومين، وهو ما سيجعل من بلدية حسين داي قلب مدينة الجزائر، حيث سيتم القضاء على البناءات الهشة، وستضم في المستقبل بنوك، ومؤسسات وسيتم الأخذ بعين الاعتبار المواطنين القاطنين بها، حيث تم تخصيص حصص سكنية لترحيل هؤلاء من أجل التمكن من القيام بالتغيير المطلوب، علما أن البنايات الموجودة بها حاليا يتجاوز عمرها 100 سنة. ● كم يقدر عدد طلبات السكن المودعة لديكم، وهل هناك مشاريع في هذا المجال؟ ●●يتجاوز عدد طلبات السكن المودعة لدى المصالح البلدية 5000 طلب، لكن ومع وجود صيغ جديدة للحصول على سكن هناك أمل كبير لتلبية البعض من تلك الطلبات، وما على السكان سوى التحلي بالصبر، وهذا حسب وضعية كل واحد منهم، حيث سيكون عملنا إعادة غربلة قوائم المستفيدين لمعرفة أصحاب الأولوية في ذلك. وفيما يخص السكن الاجتماعي فهو من صلاحيات الدائرة الإدارية أما السكن التساهمي فالبلدية ستكون مسؤولة عن التزاماتها، ومشكل السكن وطني ورغم المجهودات المبذولة في هذا المجال إلا أن ذلك لم يخفف من حدة المشكل لأنه هناك من استفادوا ويحاولون الاستفادة ثانية، وبعد الانتهاء من الخريطة السكنية ستتضح الأمور، كما الانتشار الكبير للبناءات الفوضوية حول العاصمة ن قلل من حظوظ سكانها في الحصول على سكن، وسنبدل مجهودات كبيرة فيما يخص السكن التساهمي إذا توفر العقار لحل هذا المشكل وذلك بالتعاون مع بلديات أخرى في ظل ما يسمح به القانون. ●وفيما يخص السكنات الهشة، كم عددها وماهي مشاريعكم للقضاء على البنايات الفوضوية؟ ●●لم نغفل ملف البناءات الهشة خاصة وأن العديد من البنايات ببلدية حسين داي تعاني من وضعية مزرية، حيث تم تخصيص ما قيمته 177 مليون دج، ستستفيد من خلاله حوالي 177 بناية هشة موجودة على طول شارع طرابلس وفي بعض الأحياء الأخرى تم إرسال ملفاتها إلى الولاية من عملية تهيئة شاملة كل حسب متطلباتها، حيث ستشمل العملية التهيئة الداخلية أو الخارجية بما في ذلك الشرفات المهددة بالانهيار، المداخل وغيرها، وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن ثقافة الصيانة غائبة عن بعض المواطنين فما يهم بالنسبة إليهم منازلهم في الداخل فقط، وأما الباقي فلا يعنيهم إطلاقا، وعليه فإن مسؤولية ما صلت إليه تلك البنايات مشتركة، خاصة وأن السلالم والمداخل ملكية هؤلاء والاعتناء بها من مهمتهم أيضا، لكن البلدية أخذت بعين الاعتبار هذه القضية حيث سيتم الانطلاق في العملية في السداسي الثاني من السنة الجارية ونحن في انتظار الرد من مصالح الولاية خاصة وأن العملية تحتاج إلى تدخل أولي بما يقارب 26 مليار. ●كيف تعاملتم مع القرار الوزاري القاضي بالقضاء على الأسواق الموازية، وماذا وفرتم لهؤلاء الباعة بالمقابل؟ ●●قامت بلدية حسين داي هي الأخرى بالقضاء على الأسواق الموازية المنتشرة هنا وهناك، ورغم افتقارها للعقار إلا أنها قامت بتخصيص مساحة صغيرة على مستوى شارع طرابلس لإنجاز سوق جواري يضم 40 طاولة، حيث بلغت نسبة إنجاز هذا المشروع 95 بالمائة، ليتم تسليمه في نهاية الشهر الجاري للمستفيدين منه، من أولئك الباعة الذين كانوا يمارسون هذا النشاط بشكل عشوائي، حيث تم إحصاء هؤلاء من طرف مصالح البلدية والأمن والدائرة، وتمت دراسة الملفات وذلك بحضور ممثلين عنهم، كما تم وضع قائمة المستفيدين من تلك الطاولات. وفي نفس الإطار قامت المصالح البلدية بإعادة بعث مشروع إنجاز 70 محلا الكائن ببروسات والذي تشارف الأشغال به على الانتهاء، وفيما يتعلق بمحلات الرئيس فالمشروع جاهز بنسبة 95 بالمائة وهو المتواجد بشارع قدور رحيم ويضم 49 محلا، حيث سيخصص هذا الفضاء لأولئك الشباب الذين يملكون مهن، فيما سيكون توزيعه خلال شهرين.