استجابة للجهود المبذولة من طرف مؤسسات التراث ومديريات الثقافة الولائية، يشارك عدد كبير من الجمعيات والمؤسسات التربوية، في الاحتفال بالذكرى العشرين لشهر التراث، الذي أعدت له كل هذه الهيئات برامج ثرية ومتنوعة بداية من 18 أفريل إلى غاية 18 ماي المقبل. سيشهد شهر أفريل انطلاق التظاهرة المغاربية “شهر التراث”، التي تم الإعلان عن تأسيسها عام 1993 بقرار من وزراء الثقافة لدول اتحاد المغرب العربي، بناء على اقتراح تقدم به الخبراء، لتصل هذه السنة إلى طبعتها العشرين. وأصل فكرة الانطلاق بسيطة وجميلة، تتمثل في ربط يوم ال18 أفريل المصادف لليوم العالمي للآثار، بيوم 18 ماي المصادف لليوم العالمي للمتاحف، بتخصيص شهر كامل لأهل التراث قصد اتخاذ مبادرات إرضاء للجمهور، وخاصة للشباب، واليوم أصبحت الفكرة مجسدة على أرض الواقع وتقليدا راسخا، وينكب أهل التراث على وضع آخر اللمسات على برامجهم التي ستشمل كامل التراب الوطني عبر نشاطات متنوعة وهي العادة التي تجري كل عام. ومن بين الهيئات التي رسمت برنامجا للاحتفال بالمناسبة، المسرح الجهوي “كاتب ياسين” بتيزي وزو الذي ينظم أسبوعا للتراث الأمازيغي وذلك من 15 إلى 20 أفريل الجاري، إذ برمج عدة فعاليات ولقاءات تجمع محترفي الفن الرابع، وبالجزائر العاصمة سيحتضن “قصر الرياس” يوم 18 أفريل أبوابا مفتوحة بمناسبة اليوم العالمي للآثار، وتقدم الأستاذة بجامعة الجزائر فاطمة الزهراء عزوز محاضرة حول “حفلة الربيع في شمال إفريقيا أثناء العصر القديم”. وبالمكان نفسه سيكون محور “التراث والمجتمع الجزائري” موضوع يوم دراسي، تنشطه مجموعة من المختصين، ويستهل بمحاضرة حول “دور مركز الفنون والثقافة في ترقية التراث الثقافي الجزائري” للآنسة بن عباس محافظة التراث الثقافي، وسيتدخل الدكتور ايشبودان العربي من قسم علم الاجتماع بجامعة الجزائر في موضوع “الفعاليات المتدخلة في الحفاظ والإدارة”، وفي موضوع “الدور النفسي والتربوي والاجتماعي-الثقافي للآثار والمتاحف”، سيحاضر الدكتور حماش الحسين من جامعة الجزائر 2، وعن “تجربة المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية مع الجمهور”، ستتطرق عزوق نضيرة محافظة التراث الثقافي بالمتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، بالحديث المفصل عنه، إضافة إلى موضوع حول “التأثير الاجتماعي لقصبة الجزائر على المجتمع الجزائري” ستناقشه الأستاذة تيجاني نورية من قسم علم الاجتماع لجامعة الجزائر، وكذلك موضوع “الأمثال وأهميتها في المجتمع الجزائري” الذي ستتناوله الأستاذة رمضاني فتيحة من جامعة الجزائر 2 قسم علم الاجتماع. وبالمتحف الوطني الباردو، سيتم تدشين نصب باردو يوم 18 أفريل الجاري، وسيتزامن مع تنظيم معرض للحلي يوم 22 أفريل سيعرض شريطا حول عملية ترميم نصب باردو، يليه نقاش، زيادة على ذلك سيقام معرض للفخار المصنوع بمتحف الفنون والتقاليد الشعبية أحمد باي بقسنطينة، وسينظم الديوان الوطني للحظيرة الثقافية توات، قورارة وتيديكيلت بولاية أدرار، معرضا للتدريب على فهم فترة ما قبل التاريخ، أما المتحف الوطني لشرشال، فسيشهد طوال مدة شهر التراث، معارض ومحاضرات وملتقيات وأفلاما وثائقية، وكذا مسابقات تندرج ضمن موضوع “العائلة الملكية”، وبالمتحف الوطني لخنشلة سينظم ملتقى حول “إستراتيجية البحث بالمتحف يومي 22 و23 أفريل الحالي، أما بولاية المدية، فسيحتضن المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية على مدار شهر التراث، معرضا عنوانه “الفارس الجزائري، فن المقاومة”.