قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية »البنتاغون« إن واشنطن تستعد لتوقيع عقود تسلح ضخمة بقيمة إجمالية تبلغ عشرة مليارات دولار مع الإمارات العربية المتحدة والسعودية وإسرائيل. واستغرقت الاستعدادات بشأن هذه الصفقة أكثر من عام عبر سلسلة من المفاوضات الثنائية وستتضمن بيع طائرات »في-22 أوسبري« وطائرات حديثة للتزويد بالوقود وصواريخ مضادة للطائرات لإسرائيل و25 طائرة مقاتلة من نوع »إف-16 ديزرت فالكون« بقيمة نحو خمسة مليارات دولار للإمارات. وقال مسؤولو وزارة الدفاع إن الصفقة ستسمح للإمارات والسعودية أيضا بشراء أسلحة ذات قدرات على المواجهة التي يمكن استخدامها في الاشتباك مع العدو لإصابة أهداف على مسافات أبعد، وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم أن هذه الصفقة هي الأولى التي تعرض فيها الولاياتالمتحدة بيع طائرات أوسبري لدولة أخرى، وأن من شأن الأسلحة القادرة على المواجهة أن تمنح السعودية والإمارات قدرات أكبر من ذي قبل. ويأتي الإعلان عن الصفقة وسط مخاوف متزايدة بشأن البرنامج النووي الإيراني وعدم إحراز تقدم يذكر في المحادثات التي أجريت بين إيران والقوى الدولية هذا الشهر، وقالت مصادر مطلعة على صفقات الأسلحة إن إسرائيل طلبت شراء خمس أو ست من طائرات »في-22 أوسبري« بسعر يقدر بنحو 70 مليون دولار لكل طائرة، وأضافت المصادر أن الإمارات أيضا ترغب في شراء الطائرة التي تقلع وتهبط مثل الهليكوبتر »عموديا« ولكنها تطير مثل الطائرات المجنحة. وقال مسؤولو،ن إن الولاياتالمتحدة باعت للسعودية 84 طائرة مقاتلة من طراز »أف-15« مقابل 29 مليار دولار وينظر إلى هذه الدول على أنها حليفة لواشنطن في مواجهة إيران. وجاء الكشف عن هذه المعلومات من جانب مسؤولين أمريكيين رفضوا كشف هوياتهم يوم الجمعة، بمثابة إشارة موجهة إلى طهران مفادها أن حلفاء واشنطن يعززون إمكاناتهم العسكرية. ويخص العقد مع إسرائيل صواريخ مضادة للرادارات تستخدم لتدمير الدفاعات الجوية، إضافة إلى رادارات جديدة للمقاتلات الإسرائيلية وطائرات إمداد، وفق المصدر نفسه، وقال احد المسؤولين الأمريكيين إن هذه الصفقة لا تحافظ فقط على التفوق العسكري الإسرائيلي بل تعززه. يذكر أن الولاياتالمتحدة تقدم مساعدة عسكرية إلى إسرائيل بقيمة ثلاثة مليارات دولار سنويا بحيث تضمن تفوقها العسكري في المنطقة، وتستعد واشنطن أيضا لبيع الإمارات 26 مقاتلة من طراز »أف 16« وصواريخ أرض-جو بقيمة خمسة مليارات دولار، وستشتري السعودية بدورها تلك الصواريخ بعدما وقعت في نهاية 2010 أكبر صفقة تسلح مع واشنطن بقيمة ستين مليار دولار شملت 84 مقاتلة من طراز »أف 15«. ويأتي إعلان مشاريع الصفقات هذه عشية جولة يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل في المنطقة تشمل الدول الثلاث المذكورة اضافة إلى مصر والأردن، وعلق أحد مسؤولي الدفاع الأمريكيين أنها من أكثر صفقات بيع الأسلحة تعقيدا وتنظيما في التاريخ الأمريكي.