واشنطن تزود المغرب بطائرات لم يتم بيعها سوى لإسرائيل أعلن سلاح الجو الأمريكي أن المغرب تسلم أول أمس دفعة أولى من 24 مقاتلة من طراز أف 16 الأمريكية الصنع، مشيرا إلى أن هذه الصفقة التي تقارب قيمتها المليارين و نصف المليار دولار، تدخل في إطار اتفاقية مبرمة بين الولاياتالمتحدة والمغرب بغرض تحديث جيشه وتجهيزه. هذه الصفقة العسكرية الكبيرة التي أبرمتها الرباط مع واشنطن، و التي تترجم دخول المغرب في فصل جديد من سباقه المحموم إلى التسلح، تأتي في الوقت الذي تعاني فيه مناطق واسعة من المملكة من مشاكل تنموية متفاقمة تغذيها عوامل الفقر و الحرمان لشرائح عريضة من السكان لاسيما بالمناطق الريفية التي يعتمد جزء كبير منها على زراعة المخدرات. كما أن هذه الصفقة، تأتي في الوقت الذي يواجه فيه العاهل المغربي احتجاجات شعبية تطالب بتقليص صلاحيات الملك، و إدخال إصلاحات عميقة على الممارسة الديمقراطية، و تسيير الحكم في المملكة. و من المفارقات، أنه في الوقت الذي يدعو فيه الملك إلى فتح الحدود مع الجزائر المغلقة منذ 1994، لتلبية حاجيات المناطق و المدن بحدوده الشرقية،التي كانت قد ازدهرت في السابق بالأساس من عمليات الترابندو و التهريب، يقوم بإبرام هذه الصفقة الضخمة من طائرات أف 16 المتطورة جدا و التي لاتتوفر على مثيلاتها إلا إسرائيل.و تتزامن هذه العودة إلى التسلح مع تصعيد واضح للحصار العسكري على المدن الصحراوية المحتلة، واتساع نطاق عمليات القمع ضد سكانها. و حذر في وقت سابق ايميليو غييرا و هو مسؤول بحزب "اتحاد التقدم والديمقراطية'' الإسباني، مما عبر عنه بإعادة تسلح المغرب على نطاق واسع وبشكل لم يسبق له مثيل والذي في رأيه '' يزعزع استقرار المنطقة ويسبب المزيد من القلق أكثر من أي وقت آخر''. و يرى غييرا أن ملك المغرب يسعى إلى امتلاك قوات مسلحة قوية، وأنه '' بحجة مكافحة الإرهاب والنزاع الدائر في الصحراء ضاعف الإنفاق على اقتناء معدات عسكرية ذات تكنولوجيا متقدمة لا يملكها في كثير من الحالات الجيش الإسباني''. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مارغريت وودوارد التي تقود سلاح الجو الأمريكي في إفريقيا قولها خلال ندوة صحفية أن "أربع مقاتلات من نوع أف 16 مصحوبة بتجهيزات الكترونية ورادارات جرى تسليمها للمغرب". وأضافت ذات المتحدثة أنه من أصل الطائرات ال20 المتبقية، سبع ستسلم مطلع العام 2012 وال13 المتبقية في الأشهر التي تلي، و ذكرت أن طائرات أف 16 التي طلب المغرب شراءها "هي من بين الطرازات الأكثر تطورا من أف 16 ووحدها دولة الإمارات تملك نموذجا أكثر تعقيدا". وتقدر القيمة الإجمالية للعقد المبرم بين الولاياتالمتحدة والمغرب والذي يشمل أيضا شراء تجهيزات وخدمات وتدريب طيارين، بنحو 2,4 مليار دولار. وقالت الجنرال وودوارد التي قادت الحملة العسكرية "فجر أوديسا" على ليبيا في الندوة ذاتها إن الطراز الذي تسلمه المغرب من أف 16 هو نفسه الذي يتوفر عليه فقط، سلاح الجو الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط. وجرت مراسم التسليم في القاعدة الجوية التابعة للقوات الملكية الجوية المغربية في ابن جرير شمال مراكش بحضور الجنرال حسني بن سليمان قائد الدرك الملكي والجنرال أحمد بوطالب مفتش القوات الملكية الجوية، فضلا عن ضباط سامين أمريكيين بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء. وأشار الجنرال بوطالب إلى أن تسليم هذه الطائرات سيتيح للمغرب "اقتناء وسائل دفاع متطورة" ويندرج في إطار "الإستراتيجية الرامية إلى تجهيز وتحديث القوات المسلحة الملكية". يذكر، أن المغرب كان قد ثبت طلبه سنة 2008 عند شركة " لوكهيد مارتن"صانعة الطائرات الأمريكية ، بصفة رسمية لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز أف 16 بلوك 52، وأعلنت الشركة حينها أن البدء في الإنتاج لهذه الصفقة يتطلب عقد أولي بقيمة 233.6 مليون دولار. و كان البنتاغون قد أطلع الكونغرس على اعتزامه أن يبيع للمغرب 24 طائرة من هذا الصنف المقاتل ،بالإضافة إلى تجهيزات ملحقة ،بمبلغ إجمالي يصل إلى 2.4 مليار دولار.