إذا أردت الهروب من صخب المدن الكبيرة المثير للقلق والإرهاق، لتتمتع بعطلة هادئة بين أحضان الطبيعة الخلابة ،فما عليك إلا أن تتوجه إلى قرية »جوا « التي تقع على ارتفاع 1005مترا عن سطح البحر، وتحتل سفح جبلي يطل على أجمل خليج بعاصمة الحماديين السياحية بجاية، أول إحساس ينتابك وأنت تصل إلى جوا هو الألفة مع المكان الذي ترقد فيه يما جوا بركة أبناء المنطقة الودودين. بجاية تكسب مهرجانا ثقافيا بفضل أبناء جوا ساعفني الحظ أن أقوم بتغطية فعاليات المهرجان الثقافي الأول جوا الذي بادرت بتنظيمه جمعية حماية التراث السياحي جوا التي يترأسها خلفاوي بوبكر بهدف إعادة الحياة الاجتماعية ، الثقافية و حتى الاقتصادية من خلال فعاليات هذه التظاهرة التي لمت شمل أبناء المنطقة الذين قدموا من مختلف المناطق المجاورة و حتى من الخارج على غرار فرنسا، كندا،... للاحتفاء بجوا التي استعادت بريفها بفضل رجالها الأوفياء، كان صيف 2009 مميزا حيث عرف انتعاش كبيرا للسياحة الجبلية بهذه المنطقة التي ظلت تعاني كثيرا من الإهمال حيث لم تستغل إمكاناتها الطبيعية وحتى البشرية ... زبدة الأغنية القبائلية تلتقي في ديكور طبيعي شهدت المنطقة في الفترة الممتدة بين 5 و 12 أوت الفارط حركة ثقافية مميزة منحت لأبناء جوا و سياح بجاية أسبوعا كاملا من العروض الثقافية و التي شملت ، المحاضرات التي ناقشت تاريخ جوا، عروض مسرحية وبهلوانية للأطفال، دورات رياضية، سهرات فنية بمشاركة زبدة الأغنية القبائلية على غرار الفنان أكلي يحاتين، عبد القادر بوحي، شريف حماني، إبراهيم الطيب ،جمال علام ، مليكة دومران، فضلا عن فنانين آخرين مثلوا مختلف الطبوع الفنية التي تتمتع بها الجزائر أمثال»فرقة قعدة ديوان بشار« في طابع القناوي، »فرقة اهليل تيميمون « وآخرون جاءوا ليشاركوا أهل جوا عرسهم الثقافي الأول في ديكور طبيعي أعطى لمختلف السهرات نكهة خاصة يمكن تشبيهيها بأكبر المهرجانات التي تنظم في أوروبا في الهواء الطلق . بازار للحرف التقليدية يستقطب السياح وإذا كنت من هواة التسوق، لاقتناء الهدايا البسيطة، أو الاحتفاظ ببعض التذكارات، فخلال تجولك بين الخيم المنصوبة ستجد عددا من أصحابه المنتجات التقليدية التي اشتهرت بها الجزائر ، مثل المنسوجات الصوفية الملونة بألوان قزحية جميلة، والصناعات الجلدية والخشبية، المنتجات المعروضة كانت تمثل مختلف مناطق الجزائر اذعرفت إقبالا كبيرا من طرف زوار المهرجان . زرابي أيت هشام وعين الحمام ومجوهرات أث اليني ومناخل أث واسيف ، ونحاس مدينة الورود ، واللباس التقليدي لأولاد نايل وبوسعادة، ومنتوجات عمي عبد المجيد مرابط الذي عرض أعماله الفنية والمتمثلة في مجسمات الباخرات وكل ماله علاقة بالثروة البحرية والتي عرفت إقبال الجمهور الذي كان يسألونه من حين لآخر عن الطريقة التي يستطيع صنع تحفه التي يمكنها أن تنافس أشهر المجسمات المعروضة في المعرض الدولية . ولأطفال جوا مشاركة متميزة في المهرجان كما عرف المهرجان منذ يومه الأول توافد عدد هائل من الزوار معظمهم من العائلات والسياح الأجانب و ما شد انتباهي أكثر هو إقبال الأطفال على مختلف الأنشطة التي كانت تنظم في الفضاءات المخصصة للعروض المسرحية ، البهلوانية والسحرية وكانت البسمة لا تفارقهم رغم حرارة الطقس إلا أن الكل جاء يشبع فضوله للاكتشاف جوا 2009، ويكفي أن نشاهد البسمة على وجوه الأطفال وهم يركبون الحمير أو يلعبون كرة المضرب أو حتى يصفقون على مقالب المهرج شارلوا ... لاستنتاج أن المهرجان قد حقق أهدافه لان الجمهور الكبير و حتى الصغير كان الحكم ، وتعود له الكلمة الأخيرة ، حيث اجمع الزوار على ان الجمعية الثقافية لحماية التراث السياحي جوا قد نجحت في تصورها لبرنامج هذه التظاهرة في انتظار طبعة ثانية تكون أكثر نجاحا. منطقة سياحية تطل على أجمل خليج يمكنك أن تترك العنان لعينيك لتجول عبر جبال جوا التي تصل إلى السماء وتكتشف معالم جنة منسية. تمتد هذه السلسلة بعظمتها لتصل العديد من المناطق مانحة إياها الجمال البراق الذي اسر أنظار زوار جوا بفضل موقعها الجغرافي فإن قري جوا الواقعة على بعد 1005 مترا من سطح البحر ، تبعد بحوالي 330 كلم عن العاصمة الجزائر ، قد تنافس اجما المناطق السياحية التي تتمته بها بلادنا من خلال ديكورها الطبيعي الذي يمنح للزوار الراحة .. جوا قرية همشها الاستعماروخلدها التاريخ وإذا كنت ترغب في معرفة تاريخ المدينة فإنها تصنف ضمن المداشر التي دمرها الاستعمار الفرنسي ، حيث قام بترحيل سكانها سنة 1958 وجعلها منطقة محرمة وفرض الزمن على سكانها الانتقال إلى مختلف المناطق وحتى بفرنسا. وهكذا استعادت قرية»جوا« بريقها بفضل أحفادها ورجالها الشجعان ، هي التي تقع بأحد الجبال المطلة على أجمل خليج بمدينة بجاية السياحية، بعد أن عمد الاستعمار الفرنسي على عزلها وإدراج المنطقة في قائمة المناطق الممنوعة•