أوضح توفيق ومان أن القصيدة الشعبية وجدت مكانها في الساحة الثقافية الجزائرية، من خلال ظهور العديد من الأسماء البارزين في هذا الميدان بعدما كانت الساحة الشعرية محتكرة من طرف بعض الأسماء المكررة في كل المناسبات على رأسهم الشاعرة فوزية لرادي بحكم إشرافها على بهو ميدياتك ،إلى جانب بعض الأسماء التقليدية التي تؤم هذا الفضاء. وقال ومان أن بعض التنظيمات الثقافية كاتحاد الكتاب الجزائريين الذين نظم سنة 2003 ملتقى حول الشعر استدعي إليه أزيد 30من شاعر كلهم في الفصيح وهمش بذلك شعراء الشعبي. و أكد ومان أن الشعر الشعبي لم ينتعش في الجزائر إلا بعد تأسيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي التي يعود لها الفضل وبمساهمة الجهود الفردية لأعضائها أعادت لهذا الطابع مكانته اللائقة به ،وهو ما تجسد حسب ومان في اللقاءات التي نظمتها الرابطة . ونوه صاحب''حدق مدق''الى أن الشعر الشعبي في الجزائر مازال يحافظ على نسقه الفني و هو في تطور مستمر و يواكب راهن الامة العربية و يؤرخ لأحداثها. ودعا ومان في السياق ذاته إلى المحافظة على الشعر الشعبي الذي يعود له الفضل في حماية اللهجة المحلية ، إضافة إلى البوقالات و الأمثال الشعبية و الحكايات التي تدخل في سياق النسيج الاجتماعي للمجتمع الجزائري . هذا و أرجع المتحدث أسباب تهميش القصيدة الشعبية في بلادنا إلى الطبقة السياسية التي تولت مقاليد الحكم في البلاد بعد الاستقلال و التي أعطت للقصيدة الفصيحة كامل حقها باعتبارها من ابرز واهم القصائد التي تحافظ على الهوية الوطنية ، وهو اهتمام جاء حسب ومان على حساب القصيدة الشعبية . و أكد ومان أن ما تم إنتاجه في الجزائر في الشعر الفصيح لا يساوي شيئا أمام ما أنتج في الشعر الشعبي ،و أن الأسباب الحقيقية التي جعلت القصيدة الشعبية في مؤخرة الركب الشعري في الجزائر هي أسباب سياسية محضة التي صنفت هذا الأخير في المرتبة الرابعة ليبقى في الهامش.