بالرغم من التحذيرات التي يطلقها في كل مرة الاطباء مع اقتراب موعد الامتحانات المصيرية محذرين الطلبة الممتحنين من مغبة الإدمان على ما يعرف بمشروبات الطاقة، يعتمد المقبلون على امتحانات شهادة البكالوريا في بلادنا اعتمادا كليا هذه الايام على هذا المشروب معتقدين اعتقادا راسخا أنه يقضي على الارهاق الذهني و الجسدي و يساعدهم على التركيز أكثر من غيره من المشروبات والعصائر الطبيعية بالرغم من أن هذه المشروبات التي روجت لها شركاتها المنتجة أنها تعطي الطاقة و الحيوية منعت في كل من كندا واستراليا والنرويج وماليزيا وتيلاندا بسبب حالات الوفيات المسجلة بسبب الافراط في استهلاكها إضافة إلى المضاعفات الصحية الخطيرة التي تصيب المدمنين عليها. وكان قد أكد الأطباء في أكثر من مناسبة أن مادة الكافيين الموجودة فيه بنسب عاليه جدا هي مادة منبة ومنشطة تحرم الجسم من الراحة، وتعمل على تسريع نبضات القلب والتنفس، وبالتالي زيادة استهلاك الأكسجين من القلب والجسم، مشيرين ا إلى أن أخذها بكثرة يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، وهو ما يعرف ''بالقاتل الصامت'' في وقت اشارت الدراسات الطبية أن هذه النوعية من المشروبات تساهم في زيادة نسبة السكر في الدم والأرق وآلام الصداع والقلق ونزيف الأنف والنوبات المرضية ومشاكل تسوس الأسنان... وغيرها من الأمراض. الدراسات التي أجريت على هذا المشروب كشفت انه يحتوي على كميات عالية من الكافيين تصل إلى ثلاثة أضعاف ما تحتويه المشروبات الغازية الأخرى إضافة إلى السكر وبعض الأعشاب المنشطة التي ما زالت قيد الدراسة ولم يعرف بعد تأثيرها على صحة الإنسان و بينت مختلف الدراسات تأثير مادة الكافيين التي تحتويها هذه المشروبات بنسبة كبيرة تصل إلى 80 ميللغرام في العلبة الواحدة، وما تحدثه من أعراض مختلفة على جسم الإنسان كالترسبات الكلسية في مجرى البول والاضطرابات المعوية، وعدم الانتظام في النوم، ما يجعل الجسد عرضة للإرهاق المستمر. و تتضاعف حسب ذات الدراسات خطورة شرب هذه المشروبات على معدة خاوية، أو مزجها مع منبهات أو منشطات ، لان ذلك يؤثر على الكبد الذي يعتبر مصفاة الجسم، فيؤدي لتسممه وتسمم الجسم بشكل عام. لكن رغم كل هذه التحذيرات و الأخطار المباشرة حسب شهادات و تأكيدات اختصاصي القلب يزداد إقبال الطلبة الممتحنين في بلادنا على ما يعرف بمشروب الطاقة بسبب انخداعهم بالحملات الدعائية للشركات المنتجة والتي يروج لها بالأساس لأهداف تجارية بحتة، والتي تجعلهم يؤمنون أن نشاطهم لا يأتي إلا من مشروبات الطاقة التي تحتوي في العلبة الواحدة على مايعادل 5 إلى 8 ملاعق من سكر الجلوكوز سريع الامتصاص، مما يعطي طاقة عالية وشعور بالشبع، فيحرم الجسم من تناول الكثير من العناصر الغذائية، إضافة إلى كونه عامل مسهل يسبب فقدان السوائل، وبالتالي الجفاف مرة أخرى. جمعيات حماية المستهلك ببلادنا طالبت بصوت واحدة و أكثر من مرة بمنع تسويق مشروبات الطاقة في محلات البقالة ، لما تسببه من أخطار صحية على الأطفال مادون الثامنة عشرة وحتى الكبار، لكن يستمر هذا المشروب السحري في اغراء الطلبة المقبلين على الامتحانات المصيرية رغم ارتفاع سعرها الذي يصل الى200 دج للعبوة الواحد. اختصاصيو التغذية أكدوا أن جسم الإنسان ليس بحاجة إلى أي مشروبات صناعية للحصول على الطاقة, مشيرين إلى أن الطاقة الحقيقية تكمن في الغذاء المتكامل من البروتينات والدهون والسكريات والفيتامينات الموجودة في الفواكه والخضراوات واللحوم بأنواعها.. فضلا عن ممارسة الرياضة التي تحافظ على الصحة والوقاية من السمنة. ويمكن للطالب أن يحصل على الطاقة بشكل طبيعي بأخذ كفايته من النوم والمراجعة في أوقات مناسبة على الا تكون هذه الأوقات آخر الليل لأن المراجعة آخر الليل وحدها تعد مشكلة وتؤثر سلبا على أداء الطالب في الامتحانات. المترشحون لامتحانات شهادة البكالوريا دورة 2013 الذين أدمنوا على استهلاك ما يعرف عندهم بالمشروب السحري، أكدوا بصوت واحد أن هذا المشروب يمنحهم الطاقة و الحيوية و قوة التركيز لمراجعة دروسهم في وقت قياسي ، ''لم يعد امامنا الوقت الكثير قال احدهم و نحتاج إلى أي مشروب أو وصف طبيعية تساعدنا على حفظ و مراجعة دروس مقرر سنة كاملة، اعترف أنني عندما اشرب »ريدبول« أحس بانتعاش و بحيوية قلما اشعر بها عندما استهلك العصائر و المشروبات الأخرى'' . طالب أخر اعترف لنا أنه يستهلك ما بين عبوتين الى ثلاثة في الاسبوع لكن بصفة استثنائية حتى انتهاء موعد الامتحانات و باستثناء الميزانية المكلفة لهذا المنتوج الذي يقدر سعره ب 200دج قال هذا الأخير لم تنتبن أي أعراض جانبية لاقرر التوقف عنه، بالرغم من أن والدتي قد وبختني كثيرا عندما عثرت على احدى العبوات فارغة بغرفتي و هددتني بإخطار والدي كأنني أقدمت على شرب الكحول او ادمنت على المخدرات، فالعبوات تباع عند البقالين و يمكن لأي طفل شراءها دون رقابة او تحذير . الاولياء المستجوبون طالبوا بأن تباع هذه المشروبات في الصيدليات أو في المساحات الكبرى حتى لا تكون في متناول الأطفال و المراهقين مطالبين من المدرسة و من الأطباء تكثيف الحملات التحسيسية بشان هذا المشروب القاتل الذي ينخر اثناء الامتحانات اجسام اولادهم دون ان يحرك احد ساكنا في وقت تحركت بعض الدول الأوروبية في قرار جريء لتسحب هذا المشروب القاتل من السوق، بينما ننتظر نحن في الجزائر سقوط ضحايا هذا السم الذي يباع بمائتي دينار قالت إحدى الأمهات لتتحرك السلطات و الحركة الجمعوية كالعادة بعد فوات الاوان.