كد مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية، أن قضية حقوق الإنسان تعني الجزائريين أولا وهم يهتمون بترقيتها ليس من باب الإملاءات وإنما من شعور إنساني ورغبة في ذلك، فيما أشار إلى أنه لا يوجد بلد أفضل من الجزائر استطاع أن يمضي قدما في المجال الأمني ويحقق ما تم بالفعل تحقيقه على هذا الصعيد. تصريحات مدلسي جاءت في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيلي، أمس بجنان الميثاق، ردا على سؤال للصحافة الألمانية حول مدى تحكم الجزائر في جهازها الأمني ومدى التزامها بترقية حقوق الإنسان ودولة القانون، وقد أوضح المتحدث أن مكافحة الإرهاب يعد كذلك جانبا هيكليا للتعاون الجزائري -الألماني وأنه بتوجيهات من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، أنشئت مجموعة عمل التي تعني بمكافحة الإرهاب وكذا حماية الحدود . وأضاف الوزير، أن الجزائروألمانيا أكدتا التزامهما بتعزيز تعاونهما الأمني خاصة في مجال مكافحة الإرهاب من خلال إنشاء مجموعة عمل وذكر وزير الخارجية في نفس الإطار بأن الجزائر قد شجعت شركائها على العمل سويا من أجل مكافحة الإرهاب الذي يعد وباءا عالميا على صعيد آخر أشاد مدلسي بالمستوى الرفيع للعلاقات الجزائرية الألمانية والتي سمحت للبلدين بالارتقاء في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والتكنولوجية، حيث أكد في هذا الصدد أن العلاقات بين البلدين استثنائية لأنها شاملة وهناك استثمارات كثيرة لا سيما في الصناعة العسكرية والطاقات المتجددة، ناهيك استفادة الجزائر من تحويل التكنولوجيا من ألمانيا. وأشار وزير الخارجية إلى أن المحادثات التي جمعت بينه وبين نظيره الألماني، سمحت بالحديث على بعض القضايا الجهوية وتبادل القناعات، كما تم الحديث عن تطورات الاتحاد المغاربي التي قال غنه بلغ بها زميله الألماني وهي تطورات ايجابية على جميع المستويات خاصة في المجال الأمني. من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي، أن ألمانيا مرتاحة للتحسن المعتبر لعلاقاتها مع الجزائر في مختلف المجالات خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن المشاورات بين الجانبين قد سمحت بالتوصل إلى نتائج ملموسة في مجال التعاون والمبادلات في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية التي من شأنها تكثيف العلاقات الثنائية، خاصة مع تنصيب ميكانيزم جديد متمثل في اللجنة الاقتصادية المختلطة بين البلدين كما أشاد بالتطور الكبير الذي أحرزته الجزائر في تجربتها الديمقراطية وكذا في ترقية حقوق الإنسان، وأكد أن ألمانيا تتابع باهتمام ما يحدث في الجزائر من انتخابات وعملية تعديل الدستور وغيرها من الإصلاحات.أما فيما يخص المجال السياسي، فإن الأمر يتعلق حسب رئيس الدبلوماسية الألمانية بتوسيع الحوار الثنائي سيما من خلال تنظيم لقاءات منتظمة على مستوى وزارتي شؤون خارجية البلدين. وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي أكد فيسترفيلي على أهمية الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة الذي يمتلك فيه البلدان إمكانيات كبيرة. وعلى الصعيد الدولي وبخصوص مالي فقد أوضح رئيس الدبلوماسية الألمانية أن بلاده والجزائر يفضلان الحوار الوطني من أجل حل الأزمة التي يعرفها هذا البلد مع الأخذ في الحسبان خارطة الطريق التي أعدتها الأممالمتحدة لهذا الغرض. كذلك هو الحال بالنسبة لسوريا، حيث أعرب عن موقف البلدين الداعم لحل سياسي وفي ذات الإطار دعم مبادرة الولاياتالمتحدة وروسيا من اجل تنظيم مؤتمر دولي حول هذا البلد.