أشرقت أمس على ركح المسرح الوطني محي الدين باشطارزي إبتسامة شهيد الثورة العربي بن مهيدي لتشع إعجابا في قلوب ووعي الجمهور الذي حضر وتفاعل بقوة ، مع العرض المسرحي رقم 12 الموسوم « الركوع للثرى « الذي يدخل المنافسة الرسمية للدورة الثامنة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف وهو من إنتاج المسرح الجهوي للعلمة . ويندرج ضمن إنتاجات الذكرى الخمسين لإسترجاع السيادة الوطنية عن نص عبد الحليم بوشراكي ، إخراج عيسى قجاطي ، سينوغرافيا مراد بوشهير ، موسيقى لعمامرة حسان . في فضاء مركز للتعذيب حوله الجنود الفرنسيون إلى مسلخ كبير موحش ، حيث تتبعثر الجثث المشوهة والمبتورة الأعضاء وتنتشر الدماء في كل زاوياه لتفضح الفظاعة وجريمة الدولة الفرنسية ضد المعتقلين من المناضلين الجزائريين ، يرصد العمل المسرحي على مدار ساعة من الزمن الركحي ، تفاصيل الليلة الأخيرة للبطل الشهيد العربي بن مهيدي، الذي وقع أسيرا وصيدا ثمينا لدى العدو الفرنسي حيث أصيب الجنرال بيجار بنوبات من الجنون حينما رفض الشهيد البطل العربي بن مهيدي ويجسده الممثل هشام قرقاح الكشف عن أسرار الثورة فمارس ضده بمعية الجلاد روبير أبشع أنواع التعذيب الهمجي ، إلى درجة سلخ جلد رأسه، دون التفوه و لو بكلمةّ، وإفشاء السر و حاول البطل بحكمته ومنطقه أن يجادل جلاديه بمنطقهم فأثار بقوته ولغته الراقية وقيمه الإنسانية إعجابهم لكنهم لا يريدون سوى إسكات صوته القوي المشبع بحب الوطن والإيمان ، مخضبا بدمائه الطاهرة عاد الشهيد العربي بن مهيدي ليزور الوطن ويشحذ همم الجيل الجديد ويفضح من جديد جريمة الحرب ضده لأنه أسير حرب تمت تصفيته بطريقة جبانة حينما فشل جلادوه إركاع عقله الثوري ذلك الرجل الذي رغم ضعف بنيته غير أنه قهر أكبر رجال المؤسسة العسكرية الفرنسية بذكائه ومجابهته الموت حفاظا على السر وبثغر مبتسم ورزانة فائقة كانت له القوة و الجرأة لإهانة الجنود الفرنسيين والخونة والمثقف المزيف حول الخطة أو أصحابه لدرجة قهر العدو فبعيدا عن شجرة قيم الإنسانية والحرية والعدالة التي تتبجح بها فرنسا لتغطي غابة الوحش الذي سكنها عميقا ، وعبر لوحات مؤلمة ولكنها ترفع الرأس إكتشفنا وجه الشهيد العربي ين مهيدي . حرك العملية المسرحية نخبة من الممثلين وهم بوزيدة وائل، سقني عيسى، عبد الرزاق قوادري، علي تامرت ،قوادري أحمد، بوزيد سارة،صخور محمد، عبد المومن قصاب، عثمان محمد، كمال مليزي، قاسيمي محمد، صابري بلال، عزوز بوبكر، بلال شرفة، هلال هشام، و سمير زقار