أعلن سفير الجزائر لدى القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية نذير العرباوي، أن الجزائر قدمت مشروع ورقة إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين حول الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مؤكدا أن المبادرة حظيت باستحسان وترحيب عدد كبير من الدول العربية. أكد سفير الجزائر أن مشروع الورقة التي عرضتها جزائر أول أمس خلال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية المنعقدة على مدار اليوميين الماضيين، لقي قبولا واستحسانا من طرف عدد كبير من الدول العربية، وأوضح »أن مشروع القرار يؤكد أنه لا بديل وليس هناك حل إلا الحل السلمي للأزمة السورية«، كما يشدد مشروع القرار الذي بادرت به الجزائر بمناسبة هذه الدورة غير العادية المخصصة لبحث تطورات الوضع في سورية والجهود الدولية المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، على »ضرورة أن تنصب كل الجهود نحو إنجاح المؤتمر الدولي حول سوريا حتى نتمكن من تجنيب سوريا الشقيقة المزيد من الخراب والدمار الذي يضر بالمقومات الشخصية والحضارية للشعب السوري« . وأشار ممثل نذير العرباوي في تصريح نقلته العديد من وكالة الأنباء العربية، إلى أن مشروع الورقة التي تقدت بها الجزائر تم رفعه أول أمس أمام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الذي انعقد في وقت متأخر من مساء الخميس، وكشف العرباوي عن فحوى مبادرة الجزائر لإقرار الحل السياسي كأولوية لحل الأزمة السورية، مؤكدا أن الورقة تتضمن 10 نقاط تنص على ضرورة الحوار بين السوريين وتشكيل هيئة حكم انتقالية لفترة زمنية محددة لتهيئة بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية وأن تمارس هذه الهيئة كامل السلطات التنفيذية على أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى وأن تشكل على أساس الموافقة المتبادلة. كما يتضمن المشروع الترحيب والدعم الكامل للتوافق الدولي والمساعي الجارية بشأن انعقاد مؤتمر دولي بجنيف، وحث كل الأطراف السورية للمشاركة من أجل إيجاد حل سلمى وسياسي للأزمة السورية وفق البيان الصادر عن مجموعة العمل من أجل سوريا التي انعقدت في جنيف في جوان عام 2012 مع الدعم الكامل لجهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمى. ويدين المشروع استمرار أعمال العنف والتقتيل ويطالب جميع الأطراف بالوقف الفوري والشامل لكافة أشكال العنف وسحب كافة المظاهر العسكرية من المدن السورية حقنا لدماء السوريين وتفاديا لسقوط المزيد من الضحايا كما يحذر من الانزلاقات الخطيرة التي آلت إليها الأزمة وامتداد الاقتتال إلى دول الجوار ويدين المشروع بشدة كل أشكال التدخل الأجنبي الذي جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال وتدمير البنية التحتية واستنزاف مقدرات الشعب السوري، ويدين المشروع بأشد العبارات أيضا العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا. ولم يخرج نص القرارات الصادرة أمس عن الاجتماع الوزاري للجامعة العربية عن فحوى مشروع الورقة الذي تقدمت به الجزائر، حيث رحب مجلس جامعة الدول العربية الذي تقرر إبقاؤه في حالة انعقاد بالمساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي (جنيف 2 والرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية والنسيج الاجتماعي لسورية وعلى هيكل الدولة والمؤسسات الوطنية السورية وحذر المجلس من الانزلاقات الخطيرة التي آلت إليها الأزمة السورية وأدان كل أشكال التدخل الخارجي.