اتفق وزراء خارجية الدول العربية اعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا يوم الخميس بالقاهرة على عناصر تضمنتها ورقة عمل غير رسمية للمساهمة العربية في انجاح المؤتمر الدولي حول سوريا المقرر عقده الشهر المقبل في حنيف. وقالت اللجنة الوزراية في بيان صحفي في ختام اجتماعها الطارىء الذي خصص لبحث اخر تطورات الوضع في سوريا انها طلبت من رئيس اللجنة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ومن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي عرض هذه العناصرعلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمبعوث الاممي العربي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمي. وحسب مصدر مقرب من الاجتماع فان ورقة العمل — المقدمة إلى اللجنة من دولة قطر والتي ادخلت عليها بعض التعديلات خلال المناقشات — عبرت عن قلق اللجنة الشديد ازاء "الطريق المسدود " الذي وصلت اليه الاوضاع في سوريا مع استمرار الصراع وسقوط المزيد من الضحايا من المدنيين الابرياء مما يهدد النسيج الاجتماعي للمجتمع السوري. واضاف نفس المصدر ان الخطة التي تم التوافق عليها خلال الاجتماع الطاريء للجنة أكدت في نصها على خطورة الوضع في سوريا وحذرت من ان يؤدي إلى مزيد من التطرف والطائفية مما يجلب عدم الاستقرار على المنطقة . كما نبهت إلى ان الاستقطاب الاقليمي والدولي قاد إلى استمرار الصراع مما جلب قلقا متزايدا ووضعا مجهولا لسوريا وجيرانها. واوضحت الوثيقة أنه "في الوقت الذي تلوح فيه هذه التحديات ترحب الدول العربية بالمقاربات السياسية الاخيرة بقيادة الاتحاد الروسي والولايات المتحدة وتؤكد علي دعمها لجهود الممثل المشترك لجامعة الدول العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي". وأكدت الخطة ان آفاق الحل السياسي الذي يضع نهاية للاقتتال في سوريا تستند إلى مكونات هي : "الحفاظ على السلامة الاقليمية والنسيج الاجتماعي لسوريا" و "الحفاظ علي هيكل الدولة والمؤسسات الوطنية السورية" و" تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة زمنية محددة متفقة عليها تمهيدا لضمان الانتقال السلمي للسلطة" على ان "تتمتع الحكومة الانتقالية بسلطة تنفيذية كاملة" حسب ما تضمنته وثيقة جنيف لشهر جوان 2012. واعتبرت ان "الهدف النهائي للفترة الانتقالية هو صياغة واعتماد دستور وخلق توافق بشأن العملية السياسية لتشكيل قاعدة للدولة السورية الجديدة". و" تكون مهمة ضمان الاستقرار في مناطق النزاع خلال الفترة الانتقالية قوات حفظ سلامة تابعة للامم يتم انشائها عن طريق مجلس الامن تاكيدا لاستمرار السلام والامن والامان للمدنيين" و"ضمان دخول جميع المساعدات الانسانية الي جميع انحاء سوريا. كما أكدت اللجنة على ان هذه العناصر المتضمنة في الخطة تتطلب مدة زمنية واضحة ومحددة لتنفيذها. وأكد ذات المصدر ان اللجنة الوزارية اتفقت على عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بالجامعة خلال الاسبوع الاول من الشهر القادم لاستعراض النقاط التي تضمنها الخطة السالفة الذكر وبلورة الرؤية العربية النهائية التي ستعرض على مؤتمر "جنيف 2 " وذلك في ضوء المشاورات التي سترد من نتائج اتصالات رئيس اللجنة والأمين العام للجامعة العربية والمبعوث الاممي العربي المشترك الخاص بسوريا. وكان الخضر الابراهيمي قد قدم عرضا امام اللجنة الوزارية حول التحضيرات الجارية لمؤتمر "جنيف 2 " الخاص بالازمة السورية والمقرر في شهر جوان المقبل حيث اعربت كل الدول العربية الحاضرة عن تاييدها ودعمها ومساندتها لهذه المبادرة من اجل حل سلمي للازمة السورية . وذكر سفير الجزائر بمصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية نذير العرباوي ان الجزائر تدعم كل الجهود الدولية من اجل انجاح المؤتمر الدولي حول سوريا وتطالب بضررة ''عمل الجميع من اجل الحيلولة دون وضع اي عراقيل امام انعقاده بحضور كل الاطراف السورية باعتبار ان هذا اللقاء هو بصيص الامل المتبقي لسوريا من اجل الخروج من دوامة العنف والاقتتال'. كما أكد ان الجزائر حثت على ضرورة اعطاء الدعم الكامل للجهود المبذولة من طرف المبعوث المشترك الاخضر الابراهيمي للتحضير لهذا المؤتمر كما ''تدعو الجميع إلى مساعدة الاطراف السورية بما فيها المعارضة على المشاركة في المؤتمر للوصول إلى حل يضمن حل الازمة في سوريا''. واضاف ان الجانب الجزائري طالب بعرض نتائج اعمال اللجنة الوزارية المعنية بسوريا على الاجتماع الموسع لوزراء الخارجية العرب المقررعقده يوم 5 جوان القادم بمقر الجامعة العربية. وقال ان الجزائر أكدت خلال الاجتماع من جديد على موقفها الداعم للحل السياسي للازمة السورية وان هذا هو ماعبرت عنه "مرارا وتكرار عندما ذهب البعض إلى مقاربات عسكرة النزاع سواء بطرق مباشرة اوغير مباشرة والدعوة للتسليح مما زاد الاقتتال وعدد الضحايا والنازحين السوريين إلى دول الجوار وغيرها وادى إلى ان اصبحت سوريا مهددة في كيانها ووحدتها واصبح الوضع فيها يهدد المنطقة والسلم الدولي".