أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس الترحيب الدولي بالإصلاحات السياسية التي أطلقتها الجزائر قبل سنتين والتي ستتوج بمراجعة شاملة للدستور، مشيرا إلى أن بلادنا كانت رائدة في التحول الديمقراطي وخاضت تجربة ديمقراطية فريدة قبل عقدين من الزمن في محيط دولي وإقليمي مغاير للوضع الراهن. أوضح مدلسي في كلمة ألقاها نيابة عنه المستشار جمال الدين قرين في افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول الإصلاحات السياسية أنه يحق للجزائر أن تفتخر اليوم بالتقدم الملحوظ المسجل في مجال تعزيز الديمقراطية والحكم الراشد في ممارسة النشاطات السياسية في بلادنا، مذكّرا بإعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن نيته في إطلاق إصلاحات سياسية عميقة قبل سنتين من وكانت النتيجة مراجعة شاملة للترسانة التشريعية التي تبنى عليها قواعد الممارسة الديمقراطية والاختيار الحر للمواطنين. وفي سياق ذي صلة، عاد المتحدث بالحضور إلى الإرهاصات الأولى للتحول الديمقراطي في الجزائر والذي شرعت فيه قبل عقدين من الزمن بانتهاج مسار ديمقراطي فريد من نوعه مثلما ذهب إليه الوزير، وانطلاقا من هذا التحول فأن الجزائر كانت رائدة في خوض التجربة الديمقراطية من خلال الانفتاح السياسي في محيط وطني وإقليمي ودولي مغاير عما نعيشه اليوم، موضحا الدبلوماسية أن الرهان كان في بداية العشرية الأخيرة كان موجها إلى تأليف القلوب وتهدئة النفوس في بلد كان قد عاش ظرفا أليما من تاريخه وكان يتعين بالتالي إرساء دعائم المصالحة الوطنية و العمل على محو آثار الدمار وتجاوز التأخر الذي سجلته البلاد. ومن وجهة نظر مسؤول الدبلوماسية فإن رئيس الجمهورية انتظر نجاح الجزائر في التغلب على المأساة الوطنية وطي تلك الصفحة السوداء من تاريخها لفتح ورشة واسعة للإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الرامية إلى تعميق المسار الديمقراطي كما جاء في كلمة مدلسي، مشيرا في هذا الصدد إلى سلسلة التعديلات التشريعية والدستورية التي شرعت فيها البلاد بهدف دعم الديمقراطية الحقة في الجزائر وكذا حرص رئيس الدولة قبل أن تتم صياغة مشاريع القوانين إلى تنظيم استشارات واسعة حول هذه المسألة الفريدة من نوعها بالجزائر من حيث وسعها وديمومتها، وأضاف أن معظم التحسينات التي أدخلت على مشاريع النصوص القانونية ما هي في الواقع إلا ترجمة للاقتراحات المسجلة إبان جلسات الاستماع التي نظمتها الهيئة الاستشارية التي نصبت لهذا الغرض برئاسة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة.