في جو مهيب وبحضور عائلته ونخبة من الوجوه الفنية ومسؤولي القطاع الثقافي تتقدمهم وزيرة الثقافة خليدة تومي و مدير عام الديوان الوطني للثقافة و الإعلام لخضر بن تركي ، وصل مساء أمس إلى مطار هواري بومدين الدولي عبر طائرة الخطوط الجوية الجزائرية جثمان فقيد الأغنية الرايوية الشاب عقيل الذي توفي إثر حادث مرور أليم بمنطقة طنجة شمال المغرب حيث ووري التراب مساء أمس بمقبرة خميس مليانة بولاية عين الدفلى. وقد وفرت وزارة الثقافة إنطلاقا من قاعة الموقار والأطلس حافلات لنقل الفنانين والإعلاميين للمشاركة في مراسيم دفن بلبل الأغنية الرايوية الشاب عقيل وقد تواجد جثمان الفقيد منذ ليلة الخميس بمستشفى مدينة لعرايش على بعد 86 كلم من مدينة طنجة. وقد سادت أجواء من الحزن وذرفت الدموع من الفنانين وأصدقاء الراحل الذي رحل بصورة مفاجئة ومأسوية وهو في عز شبابه ولم يحتفل بعد بعامه ال39 كما توافد محبي وجمهور الفقيد عبد القادر عقيل على المطار لإلقاء النظرة الأخيرة عليه وقد ولد لديهم حزنا عميقا وتوفي الشاب عقيل الخميس في حدود الساعة ال21 و 30 د اثر حادث مرور بمنطقة طنجة المغربية اثر حادث مرور قرب مدينة مولاي بوسلهام على بعد 45 كلم جنوب مدينة طنجة على الطريق الرابط بين مدينتي الرباطوطنجة وقد توفي الشاب عقيل متأثرا بجراحه فيما ترقد زوجته الحامل في المستشفى متأثرة بإصابتها بكسور على مستوى الأضلاع وأيضا العازف الموسيقي الذي كان يرافقهما ولم يصب بأي أذى. عرف الفقيد الشاب عقيل مسارا متألقا منذ أن سجل أول شريط غنائي له في سن ال13 و تمكن بفضل تميزه في العمل و طريقته المنفردة في الأداء و صوته الدافئ و الرخيم آو مداعبته لآلة «السنتي» من التفوق على الكثير من مطربي جيله و قد عرف مشواره الفني الذي بدأه صغيرا بدافع تأثره بأغاني خالد و مامي وبأداء المرحوم حسني الذي كان ملهمه الأول نجاحا متواصلا في تألق دائم. فإلى جانب موهبته الفنية كان الفقيد يتميز بالانضباط و الصرامة في تعامله مع الفن كما انه كان قريبا من انشغالات و اهتمامات الشباب حيث كانت مواضيع أغانيه تعبر عن طموحات و هموم هؤلاء مثل أغنيتي «مكتبنا «و تحيا بلادي» وتمكن الفقيد بفضل الموهبة و الجدية و العمل الدؤوب من كسب مكانة مرموقة بين مطربي الراي منذ 1995 خاصة بعد أداءه لمقطع «تحسدو و لا تغيرو» و قد حقق الألبوم الذي تضمن هذه الأغنية مبيعات كبيرة و فتح أمام صاحبه بابا عريضا نحو النجاح ليواصل على نفس الوتيرة إلى أن وافته المنية و هو في رحلة فنية بالمغرب كما كان الشاب عقيل يتميز بخصاله العالية وبالكرم والتواضع و هي ميزات أشاد بها كل من عرفه عن قرب من آهل و أصدقاء و جيران الذين تأثروا بالفاجعة. ولد الفقيد في 27 جوان 1974 بمدينة خميس مليانة هذه المدينة التي تجمع بين عشقها للموسيقى الشعبية و للأغنية الراي البدوية حيث تربى على حب و سماع الموسيقى وكان الشاب عقيل منذ الصغر شغوفا بأغنية الراي التي فرضت نفسها في المشهد الغنائي الجزائري في الثمانينات و بلغت شهرة فاقت الحدود.