كشف لكحل محمود رئيس الفدرالية الجزائرية لمربي النحل، أن الإنتاج الوطني من العسل سيعرف تراجعا هذه السنة بنسبة 40 بالمائة، مرجعا أسباب ذلك إلى الظروف المناخية التي أثرت على الأزهار، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار هذا المنتوج بنسبة كبيرة، كما سيفتح المجال أمام المستوردين الانتهازيين الذين سيغرقون السوق بهذا المنتوج مشيرا في هذا الإطار إلى طلب الفيدرالية من الهيئات المعنية تشديد الرقابة على نوعية العسل المستورد. أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية لمربي النحل ل»صوت الأحرار« لدى إشرافه على افتتاح الطبعة السادسة من صالون العسل المقام بساحة الحرية بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة من 26 جوان إلى 7 جويلية، أن الإنتاج الوطني من العسل سيعرف تراجعا هذه السنة بنسبة 40 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي، مرجعا ذلك إلى الظروف المناخية غير الملائمة التي عرفتها الجزائر في الفترة الماضية والتي أثرت على الإزهار في العديد من مناطق الوطن. مضيفا أن الموسم الذي لم ينته بعد لم يكن ناجحا بالنسبة للمربين ومن المتوقع تسجيل انخفاض في الإنتاج الوطني مقارنة بالسنة الماضية التي سجلت إنتاجا من العسل بلغ 5200 طن مقابل 4800 طن سنة 2010 ، مشيرا إلى أن هذا المشكل دفع بالعديد من مربي النحل بالوسط للتوجه إلى الهضاب العليا والجنوب، وفي الوقت الذي أنهى فيه البعض العملية مازال آخرون لم ينتهوا بعد، فعسل البرتقال مثلا انخفض إنتاجه خلال شهري أفريل وجوان في الشمال بنسبة 80 بالمائة هذه السنة مقارنة بسنة .2012 وأعرب محمود لكحل عن تخوف الفدرالية من النتائج المترتبة من هذا الوضع الذي سيفتح المجال أمام الانتهازيين الذين سيغرقون السوق الوطنية بالعسل المستورد، متوقعا أن يقوم هؤلاء باستيراد عسل من نوعية جيدة، مضيفا أنه قام في هذا الإطار بمراسلة المصالح المعنية لتشديد الرقابة على واردات العسل وإخضاعه للتحليل بالمعهد التقني لتربية العسل ببابا علي، لمعرفة إمكانية استهلاكه من طرف الجزائريين حفاظا على سلامتهم. وأشار ذات المتحدث إلى أن صالون العسل تمكن من تكريس ثقة المواطن في المنتوج المحلي من هذا الممنتوج، حيث أصبح هؤلاء ينتظرون موعد انطلاقه بترقب كبير، وهو ما أكده التوافد الكبير عليه منذ الأيام الأولى، مضيفا أن قلة المنتوج هذه السنة جعل من عدد العارضين يتقلص إلى 18 عارضا، كما أن الطبعة لم تحمل أي جديد في المجال كما كان الحال في الطبعات السابقة، مؤكدا أنه تم الاحتفاظ بالأسعار التي تعود النحالون تقديمها للزوار. وقد أدى تراجع الإنتاج إلى ارتفاع في الأسعار لاسيما فيما يخص عسل أزهار البرتقال الذي انتقل من 1600 دج للكيلوغرام خلال السنة الماضية إلى 2400 وحتى 2600 دج حاليا، كما انتقل سعر عسل العناب من 2600 دج/كلغ إلى 3600 دج، وفي هذا الإطار قال رئيس الفيدرالية أن هذه الأخيرة تسعى إلى توفير المنتوج وبأسعار معقولة، مضيفا أن العسل الجزائري من أجود الأنواع في العالم نظرا للظروف التي تتوفر عليها والتي يمكن أن تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وكذا التصدير. ويعول مربو النحل على الكاليتوس الذي يمتد إزهارها من جوان إلى أوت ولكن بسبب الرياح قد يكون الإنتاج غير ذلك المتوقع، حيث أوضح بعض من تحدثنا إليهم أن العناب الذي يكثر الطلب على عسله لم يكن سخيا هذه السنة لأن الإزهار تضررت من انخفاض دراجات الحرارة الدنيا واعتدال درجات الحرارة القصوى في الجنوب وفي الهضاب العليا. ويوفر العارضين للزوار حسب ما أكده لكحل فضاءات للتذوق والمعلومات حول مزايا المنتوجات المعروضة بفعل الخبرة التي اكتسبوها من هذا العمل وكذا الندوات والتكوينات التي تلقوها وهذا بعيدا عن مبدأ»المتاجرة« الذي يعمل به الكثيرون من أجل الترويج لسلعهم، مضيفا أن المواطن الجزائري وبفعل هذه المعارض بات يملك ثقافة غنية حول العسل حيث أصبح يدرك النوعية التي يحتاجها وكذا استعمالاتها. وبالإضافة إلى الأنواع المختلفة من العسل المعروض للبيع يقوم العارضون الذين قدموا من عدة ولايات بترقية المنتوجات الأخرى لخلايا النحل مثل اللقاح والعسل المخثر الملكي ومراهم للجلد.