تصريح جيل كوركوف، منسق الاتحاد الأوربي لمكافحة الإرهاب خلال الاجتماع الثاني لمجموعة العمل الإقليمية حول تعزيز القدرات في مجال مكافحة الإرهاب الذي انعقد مؤخرا في عاصمة الغرب الجزائريوهران، والذي جاء فيه بأن جنوب ليبيا تحول إلى معقل للإرهابيين الفارين من مالي، يضاف في الواقع إلى تصريحات كثيرة لعدد من المسؤولين في أوربا وأمريكا تتفق جميعها بأن ليبيا تحولت إلى برميل بارود يهدد بتفجير كامل المنطقة، فليبيا التي كانت السبب المباشر في إشعال الفتنة في شمال مالي من خلال السلاح الذي تدفق على هذا البلد وعلى منطقة الساحل الصحراوي برمتها ووصل إلى وسط إفريقيا وشمالها، أصبحت حاضنة للمجموعات الإرهابية التي تهدد امن واستقرار المنطقة وخصوصا الجزائر. عندما نتحدث عن المصير الذي آلت إليه ليبيا لا يعني ذلك بتاتا التدخل في الحق المشروع للشعب الليبي لتغيير النظام الذي حكمهم بالحديد والنار طيلة 42 سنة، لكن من حقنا أن نخاف على استقرار الجزائر مما يتهددها من مخاطر أمنية، ولقد تحدث الفريق أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي في حفل تخرج دفعات من أكاديمية شرشال عن المخاطر الأمنية التي تحيط بالجزائر، والحقيقة أن مالي ليست الوحيدة التي تهدد أمن بلادنا واستقرارها وتساهم في استفحال النشاط الإرهابي وتطوره، فما يحصل في ليبيا يندرج أيضا ضمن نفس المسألة، فليبيا بشساعة أراضيها والرهانات الأمنية الخطيرة التي تنطوي عليها، قد تشكل مصدر تهديد خطير جدا لأمن واستقرار الجزائر، ففضلا عن مسألة السلاح الذي لا زال يغذي المتطرفين في كل المنطقة، تحولت الأراضي الليبية خصوصا في أقصى الجنوب إلى مناطق أمنة للمجموعات الإرهابية، بل إن هناك معلومات تقول بأن الصحراء الليبية تحولت إلى قاعدة لمجموعات مسلحة لتدريب ميليشيات إرهابية للقيام باعتداءات إرهابية. ولو عندنا قليلا إلى الخلف، وإلى الاعتداء الإرهابي على المنشأة الغازية » تيقنتورين« بإن أميناس، سوف نصل إلى قناعة بأن الخطر الذي يأتي من ليبيا حقيقي ويفرض تحديا كبيرا على دول المنطقة وعلى رأسها الجزائر، خصوصا وأن المجموعة الإرهابية التي نفذت عملية احتجاز الرهائن، مشكلة من جنسيات مختلفة، وتتحدث مصادر عليمة على أن تنظيم »الموقعون بالدماء« استفاد من دعم مالي من دولة لم يتم تسميتها، هو ما يجعل البعض يربط بين اعتداء تيقنتورين ووجود مخطط لجر الجزائر إلى مستنقع العنف ضمن يما يسمى ب »الربيع العربي«. وهنا يجب أن نشير إلى أن الاتحاد الأوربي الذي أثار ممثله هذا الإشكال الأمني من وهران، يتحمل الجزء الكبير من المسؤولية، فالحلف الأطلسي الذي ساهم في نقل أطنان من السلاح إلى ليبيا، كان يدرك جيدا النتائج التي ستترتب عن سياساته، والدليل على ذلك أن الشيء الوحيد المؤمن في ليبيا هي مناطق التنقيب عن النفط، أين تشتغل الشركات المتعددة الجنسيات، وعدا ذلك فهو فضاء مفتوح على كل الاحتمالات بما في ذلك تحول الجنوب الليبي إلى أفغانستان جديدة تتيح للغربيين وخصوصا الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا التدخل عند الحاجة تحت غطاء مكافحة »القاعدة«.