تثور حالة من الجدل العارم بين الجناح الموالي والمعارض لعبد العزيز بلخادم بشأن عقد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية في الثامن والتاسع سبتمبر الداخل من عدمها. وفيما تتردد أنباء عن احتمال إقدام عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني على إلغاء الموعد، ذهبت قيادات مناوئة إلى حد اتهام القيادة الحالية بخرق متعمد ومتواصل لكل من النظام الداخلي والقانون الأساسي للحزب، بعدما قررت استبدال الدورة بندوة وطنية سيتطرق من خلالها إلى موضوع التحضير للمحليات القادمة والإعلان عن تنصيب اللجنة الوطنية للمحليات، حيث أصروا على حضورها والتشويش على سير العملية بكسب تأييد مناضلي وإطارات الحزب العتيد في مسعاهم الرامي إلى سحب الثقة من بلخادم، بينما يصرّ مؤيدو الأمين العام على كون قراره سيادي وقانوني، مستندين في ذلك إلى كون لجنة الترشيحات ستنصب على هامش كل من الندوة الوطنية والجامعة الصيفية. إلى ذلك، أكد عبد القادر مشبّك عضو المكتب السياسي في تصريح ل»السلام»، أنّ الأفالان ماض في مراهنته على البقاء كقوة سياسية أولى في البلاد في محليات 29 نوفمبر القادم، مشيرا إلى السماح لمحبي الجبهة بالترشح ضمن قوائمها بعدما اشترطت عليهم معايير السمعة الطيبة، الكفاءة والاختصاص في تسير الشؤون العامة للبلاد، مستطردا: «سجلنا توافدا معتبرا للراغبين بالمشاركة في الفعل الانتخابي القادم تحت راية الأفالان». وأوضح مشبّك بأن سماح الأفالان للمواطنين بالترشح ضمن صفوفه معروف منذ الحزب الواحد، مشيرا إلى الوضع الذي تمكر به البلاد والتي تقوم بتنمية كبيرة تتطلب أهل الاختصاص في جميع المجالات من تنمية شاملة ومستدامة، مضيفا «هم أداة من أدوات تنفيذ البرنامج «فيما رفض قاسا عيسي الناطق الرسمي باسم الحزب العتيد الخوض في أسباب رفض بلخادم لانعقاد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية. من جانبه أفاد عبد الكريم عبادة المنسق العام للحركة التقويمية ل»السلام» أنّ خصوم بلخادم من أصحاب مبادرة سحب الثقة التي يقودها كل من المركزين وحركة التقويم والتأصيل سيجتمعون بحر الأسبوع القادم من أجل حسم أمر مشاركتهم في المحليات القادمة من عدمها بعد إلغاء بلخادم للدورة الاستثنائية للجنة المركزية التي كانوا يعولون عليها لتغيير القيادة الحالية للحزب، بعدما فشلوا في الدورة العادية السادسة للجنة التي عقدت في15 و16 جوان الماضي. بدورها، فسرت مصادر مسؤولة من محيط بلخادم في تصريحات ل»السلام»، إلغاء الأخير للدورة الاستثنائية إلى حالة التشنج التي يعرفها بيت الحزب العتيد بعد بروز صراعات بين كتلتين داخل المكتب السياسي، حيث رفضتها الأولى خشية منها بإقدام الأمين العام للجبهة على استبدالها بسبب اختلاف وجهات نظرهم في قضايا جوهرية، وبالأخص ما تعلق بانفراد بلخادم بالقرار والثانية ترى فيها مخاطرة قد تعزل الرجل الأول بالأفالان من منصب الأمين العام.