حان الوقت لطرح السؤال حول ما تجنيه الجزائر من تمويل مسجد باريس، وحان الوقت أيضا لنسأل إن كان عميد المسجد دليل بوبكر يمثل الجزائر أو المسلمين الفرنسيين من أصول جزائرية. مواقف عميد مسجد باريس، والتي تحسب على المسجد ومن يقف وراء المسجد، مسيئة للجزائر وللجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، وهي مسيئة لبقية العرب والمسلمين بكل تأكيد، ومحاولة الدفاع عن وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتوفو بعد مواقفه العنصرية تمثل زلة قدم أخرى تسجل على دليل بوبكر وقد تحسب على الجزائر. على موقع اليوتوب يوجد شريط فيديو يظهر فيه وزير الداخلية الفرنسي، وهو شخص معروف بميوله العنصرية، وهو يطلق تصريحات مشينة ضد العرب، فلدى مشاركته في الجامعة الصيفية للاتحاد من أجل حركة شعبية تحدث هورتوفو مع شاب من أصول مغاربية ووصفه بصديقنا العربي وعندما ذكرته إحدى المشاركات بالقول " نحن دائما بحاجة إلى واحد" وهي تقصد أنهم دائما يحاجة إلى شخص عربي يضعونه في الواجهة، تمادى هورتفو قائلا " نعم نحن دائما بحاجة إلى واحد، لكن عندما يكونون كثر تصبح مشكلة"، وليس سرا أن هورتوفو يجتهد من أجل التقليل من عدد العرب في فرنسا من خلال سياسة الهجرة وعمليات الطرد التي يجري تنفيذها منذ مجيء نيكولا ساركوزي إلى الحكم. الغريب في هذه القصة هو أن دليل بوبكر، وعلى عكس المعارضة الفرنسية والجمعيات المناهضة للعنصرية، دافع باستماتة إلى الوزير العنصري، وقال " أشهد أنه من خلال اتصالاتي به لم تصدر عنه إلا عبارات تقدير واحترام لكل الجالية المسلمة في فرنسا"، وهذا التصريح هو موقف سياسي لا يسنده أي دليل من الواقع، وشريط الفيديو الموجود على اليوتوب يكذب بوبكر ويؤكد عنصرية الوزير الفرنسي. إذا كان من الممكن أن نتفهم موقف الوزراء الفرنسيين من أصول جزائرية الذين عبروا عن دعمهم لزميلهم، فإن موقف عميد مسجد باريس يعتبر تأكيدا لانحراف سياسي كان قد ظهر في أبشع صوره من خلال المواقف التي اتخذها بوبكر من المحرقة الصهيونية في غزة، وقد أصبح هذا الشخص يمثل عبئا ثقيلا على مسجد باريس وعلى الجزائر التي خسرت كثيرا من نفوذها في أوساط مسلمي فرنسا خلال السنوات الأخيرة.