تواصل الصحافة الاسبانية متابعة خبر اكتشاف المقبرة الجماعية في الصحراء الغربية باعتبار أن بلادها مسؤولة على الجريمة التي اقترفت بأيدي مغربية سنة ,1976 قبل انسحابها من الأراضي الصحراوية، حيث طالبت أغلبية الصحف الحكومة الاسبانية بالتحقيق ومعاقبة الجناة المغاربة. مازال الإعلام الاسباني يتابع قضية اكتشاف المقبرة الجماعية بالصحراء الغربية شهر جوان الماضي من طرف فريق من المختصين الأسبان والتي أثبتت بالأدلة العلمية ومطابقة الحمض النووي لثمانية صحراويين بينهم قاصران تم رميهم بالرصاص ودفنهم بمقابر جماعية على يد عناصر من الجيش المغربي أثناء بداية احتلاله للصحراء الغربية سنة1976 باهتمام كبير لكون ضحيتين من الثمانية يحملان الجنسية الاسبانية من جهة وكون الجريمة ارتكبها الجيش المغربي على أرض تتبع للإدارة الاستعمارية الاسبانية في نظر القانون الدولي، من جهة أخرى. ومن هذا المنطلق طالب الإعلام الاسباني حكومة بلاده بإجراء تحقيق ومعاقبة الضباط والجنود المغاربة المتورطون في القتل العمدي وبالرصاص الحي لمدنيين عزل بحسب فريق البحث الاسباني، وعلقت صحيفة »إسبيّا ديخيتال«:» لا مفرّ للحكومة الاسبانية من إجراء تحقيق حول اغتيال ثمانية مواطنين صحراويين يحمل اثنان منهم بطاقتي هوّيّة إسبانيتين، وذلك على يد عسكريين مغاربة يوم 12 فيفري من العام ,1976 وحينها مازالت إسبانيا بتراب الصحراء الغربية، ومن هذه الأخيرة، خرجت قواتها بعد مضيّ 14 يوما من هذا التاريخ، وبعد يومين إضافيين تمّ إنزال العلم الوطني الاسباني من أعالي مقر الحاكم العام بالعيون«، وأضافت أن كارلوس مارتين بيرلسطاين الطبيب، والمختص في الطب الشرعي فرانثيسكو إتشيبيريّا، قدما لمسئولي وزارة الخارجية والتعاون الاسبانية نتائج تحقيقاتهما في فتح مقبرتين جماعيتين بالصحراء الغربية، وبالتحديد بفدرت القعدة بالمنطقة المحاذية لأمغالا والسمارة، موضحة أنه »قد نتج عن التحقيق، التأكّد من قتل المواطنين الصحراويين الثمانية بينهم قاصران رميا بالرصاص الحي على الرؤوس، وتمّ دفنهم بمكان الجريمة من طرف عسكريين مغاربة«. ومن جانبها، أشارت يومية»الباييس« الواسعة الانتشار في طبعتها الورقية، إلى أن المختصين الاسبانيين الطبيب كارلوس مارتين بيرلسطاين ، والمختص في الطب الشرعي فرانثيسكو إتشيبيريّا المذكورين طلبا من السلطات الاسبانية التدخل بشأن ارتكاب جريمة القتل، وأضافت أنه تم خلال اللقاء من المكلفة بملف حقوق الإنسان بوزارة الخارجية الاسبانية يوم الأربعاء الماضي، الإلحاح على ضرورة الاحتفاظ بالمقابر الجماعية المكتشفة« وفحص »كلّ حالة على حدة، لأنها بمثابة الأدلّة القاطعة، ونحن، يقول الطبيب كارلوس، لم نغيّر أيّ شيء من طبيعتها، لأننا لا نريد محو تلك الأدلّة«.