بدأت فضائح سنوات الدم والرصاص التي ميزت نظام حكم الملك المغربي الراحل الحسن الثاني وعمليات الابادة الجماعية ضد السكان الصحراويين تخرج تباعا للعلن لتؤكد أن احتلال الصحراء الغربية لم يكن "أخضر" بقدر ما كان أحمر بنفس حمرة دم ضحايا المغامرة المغربية في هذا البلد المحتل· وجاء الكشف قبل ثلاثة أيام عن مقبرة جماعية على حواف ثكنة عسكرية تم بناؤها بمدينة السمارة ثاني أكبر مدن الصحراء الغربية سنة 1976 لتؤكد أن "المسيرة الخضراء" التي احتل على إثرها الملك المغربي الراحل أرضا ليست أرضه إنما تمت على جماجم الصحراويين الذين رفضوا احتلالا آخر لاستخلاف المحتل الاسباني· ورغم مسارعة السلطات المغربية الى طمس تلك الجماجم ورفاة الضحايا من خلال منع تسريب خبر هذه المقبرة إلا أن لجنة الدفاع عن حقوق الانسان الصحراوية عارضت الأوامر الفقوية المغربية وأكدت أن المطمورين في هذه المقبرة هم المفقودون الصحراويون الذين توفوا تحت التعذيب في زنزانات المخابرات المغربية سنة فقط بعد احتلال الصحراء الغربية· والمفارقة أن انفضاح أمر هذه المقبرة الدليل جاء يومين فقط قبل جلوس المفاوضين الصحراويين والمغربيين إلى طاولة المفاوضات في مانهاست ضمن جولة مفاوضات ثالثة بينهما منذ جوان الماضي، ولكن دون أي أمل لتسجيل أي تقدم بسبب التعنت المغربي وإصرار الرباط الإبقاء على مخطط الحكم الذاتي على أنه الحل الوحيد الذي يجب التفاوض حول كيفيات تطبيقه وماعدا ذلك فهو مرفوض!· يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تفضح فيه رفاة ضحايا المأساة الصحراوية تلك الممارسات الدموية لآلة الحرب المغربية ضد صحراويين رفضوا الأمر الواقع ولو بالتضحية بحياتهم·وسبق العثور شهر نوفمبر الماضي على مقبرة جماعية ضمت رفاة خمسة صحراويين على مقربة من السجن الأسود (كارسيل نيغرا) بمدينة العيون· وهي الفضيحة التي دفعت بالقاضي الاسباني المعروف بالتزار غارثون الى فتح تحقيق قضائي لفضح جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي اقترفها الجنود والمخابرات المغربية ضد الابرياء الصحراويين ذنبهم أنهم رفضوا الاحتلال وطمس هويتهم بقوة النار وذوبانها تحت لواء مملكة توسعية· وتصر جبهة البوليساريو والعديد من المنظمات الحقوقية على معرفة مصير أكثر من 500 مدني صحراوي اختفوا في ظروف غامضة وكذا مصير 150 أسير حرب صحراوي رفضت الرباط الى حد الآن كشف مصيرهم رغم أن الطرف الصحراوي أفرج عن آخر الأسرى المغربيين قبل سنتين في بادرة حسن نية لإنهاء النزاع الصحراوي بالطرق السلمية·