"البلاد" تتحصل على تفاصيل المشروع السينمائي المثير للجدل - تومي توقع اتفاقية مع "استوديوهات سينما ليبر" الأمريكية لتجسيده - المخرج الأمريكي "شارلز بارنيت" لتنفيذ المشروع السينمائي - كاتب السيناريو زعيم خنشلاوي ل"البلاد": سنكشف كل شيء خلال أيام قررت الحكومة الجزائرية أخيرا الإفراج عن مشروع "فيلم الأمير عبد القادر" الذي تم الحديث عنه لأول مرة سنة 2006، وعاد ليطرح بقوة من أجل تجسيده سنة 2007 في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة للثقافة العربية"، غير أن "الصراعات" والخلافات حول هوية المخرج والممثلين، نسف هذا المشروع حول مؤسس الدولة الجزائرية إلى درجة صار البعض يتحدث عن إلغائه نهائيا. ويعود هذا الفيلم الذي يوصف بأنه "مشروع الدولة الجزائرية ورهانها"، في شكل "أمريكي هوليوودي"، حيث وقعت وزيرة الثقافة خليدة تومي في الأيام الماضية توقيع اتفاقية مع شركة الإنتاج الأمريكية "استوديوهات سينما ليبر" التي يقع مقرها في مدينة "لوس أنجلس"، وذلك من أجل تنفيذ إنتاج مشترك لفيلم حول حياة الأمير، بينما يتولى إنجاز العمل المخرج الشهير "شارلز بارنيت" الذي يحمل في رصيده العديد من الأفلام أشهرها "قاتل الخروف" و"ناميبيا.. الصراع من أجل التحرر". ووفق المعلومات التي سربتها المجلة العالمية "فارييتي" أمس وتحققت منها "البلاد" من مصادر مختلفة، فإن إنتاج الفيلم يشرف عليه كبير المنتجين في "سينما ليبر" فيليب دياز برفقة مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مصطفى عريف، بينما قام بكتابة "السيناريو" المختص في علم الأنثربوليوجيا والدراسات الصوفية الدكتور زعيم خنشلاوي ، على أن يتم إنتاج نسختين بالعربية والفرنسية، لتضاف إليهما لاحقا نسخة باللغة الإنجليزية. واتصلت "البلاد" بخنشلاوي أمس بغرض الحصول على تفاصيل أكثر، لكنه أنكر علمه بالمشروع في البداية، غير أنه اعترف لاحقا بعد عرض بعض المعطيات حول الفيلم عليه، وقال لنا بنبرة مترددة "المعلومة صحيحة، وسنعقد ندوة صحفية خلال الأيام القادمة وسنقول كل شيء عن المشروع". وأوضح كبير المنتجين في "سينما ليبر" فيبليب ديازن وفق "فارييتي"، أن "الأوضاع التي يعيشها العالم حاليا، تزيد من أهمية إنتاج هذا الفيلم، لذلك فهو يكتسب أهمية كبيرة في الوقت الراهن"، بينما أشارت وزيرة الثقافة خليدة تومي إلى "أهمية شخصية الأمير عبد القادر بصفته مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، والتأثيرات التي أحدثها فيها كدولة وكمجتمع، بالإضافة إلى مآثره على المستوى العالمي الذي كان له دور كبير في جعله أكثر تسامحا واحتراما وتقبلا للآخر". من ناحية أخرى، طرح مشروع فيلم "الأمير عبد القادر" لأول مرة سنة 2006، حيث تمت الموافقة على تجسيد الفكرة، لتعرض في عمل سينمائي قوي، بالتزامن مع احتفالية الذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال، غير أن المشروع تأخر كثيرا رغم أن خليدة تومي، رشحت "سيناريو" رئيس المجلس الدستوري السابق بوعلام بسايح، وأكدت على نية الدولة في الذهاب بعيدا في إنجاز الفيلم بمواصفات عالمية، بعد دراسة السيناريوهات المقدمة منذ 2007. وطرح أيضا في تلك الفترة سيناريو مأخوذ عن رواية "الأمير" لواسيني الأعرج، غير أن شيئا لم يتحقق، بينما نقلت تسريبات عن رئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم قوله لواسيني لما استفسره عن مشروع الفيلم "ليس كل الناس يحبون الأمير كما تحبه أنت"، وهو ما فسر من باب أن هناك "صراعات وأطراف لا تريد تجسيد هذا العمل".