كشف عميد الشرطة لعراس بعزيز، من نيابة مديرية القضايا الاقتصادية والمالية، عن توقيف 262 شخص تورطوا في 304 قضية تزوير للأوراق النقدية، خلال ثمانية أشهر من السنة الجارية، أسفرت عن استرجاع 18 مليون دج و44 ألف أورو، من العملة المزورة، موضحا أن مروجو الأوراق النقدية المقلدة يستغلون فرصة حلول عيد الأضحى المبارك، للترويج لها في عمليتي البيع والشراء بأسواق الماشية، وهو ما اتخذت بشأنه مصالح الأمن عدة إجراءات لتجنيب المواطنين وقوع ضحايا لهذا الشكل من الإجرام. تقتفي هذه الأيام قوات الشرطة، أثر مروجي الأوراق النقدية بأسواق الماشية المنتشرة عبر كل ولايات الوطن، الذين يتحينون فرصة حلول عيد الأضحى المبارك، أين تعرف نقاط البيع اكتظاظا كبيرا، للترويج لها عن طريق استخدامها في عملية البيع والشراء، حسبما أفاد به عميد الشرطة لعراس بعزيز من نيابة مديرية القضايا الإقتصادية والمالية، بمديرية الشرطة القضائية ل»صوت الأحرار«. وفي سياق متصل، أشار ذات المصدر، إلى أن التجربة الميدانية، أكدت أن بعض المروجين والمقلدين يستغلون فرصة حلول عيد الأضحى المبارك لترويج الأوراق النقدية المقلدة على مستوى أسواق الماشية في أوساط الموالين، لذا اتخذت مصالح الأمن بشأن ذلك إجراءات كفيلة بكشف هؤلاء لتجنيب المواطنين الوقوع ضحايا مقترفي هذه الأفعال الإجرامية، بالإضافة إلى ضمان التغطية الأمنية لهذه الأسواق ونقاط البيع منذ الساعات الأولى من اليوم تفاديا لتسجيل حالات سرقة . توقيف 262 متورط خلال 8 أشهر وحسب عميد الشرطة لعراس بعزيز، فإن مصالح الأمن قد عالجت خلال ثمانية أشهر من السنة الجارية 304 قضية تقليد للأوراق النقدية، تورط فيها 262 شخصا من بينهم 12 أجنبيا، أسفرت عن استرجاع حوالي 18 مليون دج من الأوراق النقدية المزورة من العملة الوطنية، من فئات مختلفة 200 دج، 500دج، 1000 دج، 2000 دج، بالإضافة إلى 44 ألف أورو ، أما بالنسبة للولايات التي سجلت بها هذه القضايا، عين تيموشنت 35 قضية، الجزائر 24 قضية ، سطيف 24 قضية كذلك، مستغانم 20 قضية وتيزي وز هي الأخرى 20 قضية. وحسب ذات المصدر دائما، فإن هؤلاء يعمدون إلى استغلال فرصة حلول المناسبات المختلفة لترويج أكبر نسبة من الأوراق المقلدة، على غرار عيد الأضحى المبارك بالنسبة للعملة الوطنية، موسم الحج بالنسبة للعملات الأجنبية، على وجه التحديد الأورو وأشار إلى أن بعض التجار، اهتدوا إلى حل يتمثل في اقتناء آلات لحساب الأوراق النقدية والكشف عن الأوراق النقدية المقلدة، لتفادي وقوعهم ضحية لهذا الشكل من الإجرام . وخلال سنة 2012 ، أشار عميد الشرطة لعراس بعزيز، إلى أنه تم معالجة 339 قضية تقليد الأوراق النقدية، تورط فيها 340 شخص من بينهم 16 أجنبيا، حيث تمكنت قوات الشرطة من حجز أجهزة إعلام ألي وأجهزة أخرى مثل السكانير، آلات الطبع والنسخ، بالإضافة إلى استرجاع 14 ألف ورقة نقدية، من فئات مختلفة 200دج، 500 دج، 1000 دج و 2000 دج، مضيفا أن المقلدون ركزوا في نشاطهم الإجرامي على تزوير الورقة النقدية من فئة 1000دج ، كما حجزت خلال السنة الماضية 2600 ورقة نقدية من مختلف القيم من العملات الأجنبية سواء كانت الأورو ، الدولار وغيرها . وأوضح ذات المصدر، أن مصالح الشرطة القضائية تتوفرعلى إطارات مؤهلة تابعة للفرق الاقتصادية والمالية مكلفون مباشرة بمحاربة تقليد الأوراق النقدية، سواء كانت عملة وطنية أو أجنبية وهي في نفس الوقت مدعمة بوسائل حديثة، فضلا عن إمكانية اللجوء إلى المخبر المركزي للشرطة العلمية والتقنية، الذي يتوفرعلى آخر التكنولوجيات الحديثة وتحديدا السكانير، التي حرصت مصالح الأمن على اقتناءها وهي ذات فعالية كبيرة تسهّل عمل الخبراء في الوثائق المزوّرة. الاستعانة بالمكتب المركزي الوطني للأنتربول لمكافحة هذه الجريمة وفي ذات السياق، أكد عميد الشرطة لعراس بعزيز أن المديرية العامة للأمن الوطني، تعكف على مكافحة هذا الشكل من الإجرام بالتركيز على خطة ميدانية، تعتمد على تكوين إطارات وأعوان الشرطة القضائية على تقنيات التحقيق في هذا المجال وذلك بإشراك خبراء من الشرطة الجزائرية وكذلك إطارات من مصالح أخرى على غرار وزارة المالية، كما تواصل جهودها في مجال تعزيز امكانياتها ومعداتها في مجال الخبرة على الأوراق النقدية، فضلا عن استعانتها بالمكتب المركزي الوطني انتربول الجزائر، مشيرا إلى أن خطة مصالح الأمن ترتكزعلى تكثيف تواجد قوات الشرطة في الميدان واتصالها الدائم مع المواطنين، للتوقيف الفوري للمجرمين وكشف أية محاولة ترويج أو توزيع الأوراق النقدية المقلدة، مضيفا أنه تم وضع تحت تصرف المواطنين خط أخضر 1548 يضمن تواصلها الدائم وإصغائها لكل ما قد يشغل المواطنين، بما في ذلك إمكانية التبليغ عن جرائم تقليد العملة، وطنية كانت أو أجنبية، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الذي يستغل بعض المجرمين )عديمي الضمير( حلول هذه المناسبة الدينية لاقتناء رؤوس الماشية، مقابل مبالغ مالية من العملة المزورة وبالتالي يذهب المواطن ضحية هذا السلوك الإجرامي، وهو ما اتخذت بشأنه الإجراءات الأمنية المناسبة . وفي سياق ذي صلة، أكد عميد الشرطة لعراس بعزيز، أن عددا كبيرا من المواطنين، راحوا ضحية أساليب احتيالية، يمارسها رعايا أجانب من جنسيات افريقية مختلفة، حيث يوهمونهم بقدرتهم على استبدال أوراق نقدية من العملة الوطنية بنظيرتها من العملة الأجنبية، وذلك باستعمال طرق احتيالية وطقوس غريبة تجعل الضحايا يصدقونهم، فينصبون عليهم بمبالغ مالية معتبرة جدا، ولا يكتشفون الأمرإلا بعد فوات الأوان، مشيرا إلى أنه لحد الساعة لا زالت تسجل حالات نصب واحتيال يقع ضحاياها مواطنون ، يصدق عليهم المثل القائل »الطمع افسد الطبع«.