صدر مؤخرا عن منشورات المتحف الجهوي للمجاهد ''العقيد محمد شعباني'' ببسكرة الإصدار الثاني- من سنة 2013 ، مؤلف قيّم بعنوان » القصيدة والمقاومة الشعبية « وهو مجموعة محاضرات و قصائد أُلقيت ضمن الندوة الوطنية المنظمة بالمتحف يوم 10 سبتمبر من السنة الماضية، بحضور نخبة من الباحثين والأساتذة الجامعيين والشعراء. والتي تدخل ضمن البرنامج العام لوزارة المجاهدين وفي إطار الاحتفالات المخلدة لخمسينية الاستقلال وتحت شعار ''عيد الجزائر''. حمل تصدير الكتاب كلمة وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، والتي قال بموجبها ، خلال الملتقى أن ارتباط الشعر منذ الأزل » بالأحداث المختلفة التي يصنعها الإنسان أو تفرض عليه فيعبّر عنها ويجسدها بما يعرف عن الشعر من سحر البيان وتناسق في النظم وسعة في الموضوعات فهو وسيلة لسانية مهمة في تخليد الآثار لذا ارتباط بحياة الشعوب وتاريخها «. واعتبر الوزير أن الكتاب يُعد مرجعا هاما من حيث المادة التاريخية التي تحتويه ، خاصة وأنها أُعدت من طرف جامعيين ومختصين وشعراء ، فالشاعر يحاول توثيق المادة التاريخية عن طريق رسم كل الجزئيات النضالية التي رافقت الثورة بدءا من المقاومة الشعبية ولا سيما الثورة ، مما يجعل الباحث في هذا التراث ما يعنيه على فهم الثورة فهو لبنة جديدة لإثراء المكتبة التاريخية . فيما قدم مدير المتحف الجهوي لبسكرة ، الأستاذ فوزي مصمودي ، لمحة عن ما قام به الشعب الجزائري لمواجهة الاستعمار الفرنسي الذي وطأت أقدامه الأرض الطاهرة حيث أراد تدنيسها غير أن قوة وعزيمة وإصرار الشعب الجزائري على مواجهة المعتدين بكل ما أُوتي من قوة .ولم يخف المتحدث دور الشعر الشعبي في مواكبة هذه المقاومات يقول »من خلال قصائد تنبض وطنية ومفعمة بالإخلاص جادت بها قرائح شعراء كان همّهم الأوحد الانتصار للمقاومة وتمجيد أبطالها والتغني ببطولاتهم على غرار محمد بلخير أحد قادة ثورة الشيخ بوعمامة ، والشيخ مصطفى بن ابراهيم ، والشاعر بن كريو .. أو بعض الشعراء الذين كانوا شاهدين على ما أبلاه المجاهدون من قتال أسطوري كالشاعر أمْحمد اليشاني وعلي بن الشرقي الفلياشي البسكري . مُضيفا» دون إغفال ما قام به الشاعر الكبير محمد بن قيطون الذي رثى عرشه» لبازيد« بعد نكبة ثورة العامري عام 1876 في قصيدته »يا فارس« وغيرها من الفتوحات الشعرية التي تناقلتها الأجيال بالتواتر من خلال تلحينها وترديدها في المناسبات والأعياد الدينية إلى جانب التغني بها فالأعراس، كما أبرز دور المرأة »في حفظ جزء من هذا الكنز الثقافي الذي ضاع منه الكثير «يقول نفس المتحدث. كما دون في الإصدار كلمة كل من بلدية محمد مدير المجاهدين لولاية بسكرة ، وكلمة للمجاهد المداني بجاوي الأمين الولائي للمجاهدين بالولاية بذات الولاية. وقد احتوى الإصدار إلى جانب بعض الصور التي أُلتُقطت خلال الندوة جميع المحاضرات القيّمة التي ألقاها نخبة من الأساتذة المختصين من مختلف جامعات التراب الوطني ، حيث تطرق المشاركون إلى دراسة الإنتاج الأدبي الجزائري منذ انطلاق المقاومة الشعبية في مختلف مراحلها ودور القصيدة في شحد الهمم والتحريض على المقاومة والتاريخ لها إلى جانب تسليط الضوء على نقاط التقاطع بين الأدب في جزئه المتعلق بالقصيدة والفعل الثوري كظاهرة تحررية. مؤكدين إلى الدور الذي لعبته القصيدة الشعرية كترسانة معنوية للمقاومين الجزائريين وفي تنوير الرأي العام الوطني. كما جمع الكتاب القصائد التي شارك بها نخبة من الشعراء الذين تغنوا بالوطن الأم دون سواها . فكانت »قدسية الوطن «للشاعر الشعبي توفيق ومان ، و »يحكي لي جدي« للأزهر عجيري الفيروزي- و»الوطن «لمي غول و»دوحة الشهداء« للحاج قاسم و»ذكرى« لبرمة عبد القادر إضافة إلى قصيدة »عشنا أحرار« لعلي علوي وغيرها من القصائد التي تسافر بكل جزائري إلى عمق هويّته الوطنية .