يرتقب أن تنطلق أكبر عملية ترحيل بالعاصمة مند الاستقلال، ستمس 35 ألف عائلة تقطن في البيوت القصديرية، الشاليهات والسكنات الهشة وذلك على مستوى 13 مقاطعة إدارية، فيما ستمر عمليات الترحيل عبر مراحل متواصلة، حيث ستنطلق في نهاية نوفمبر المقبل بإعادة إسكان 20 ألف عائلة وستستمر إلى غاية ديسمبر من السنة المقبلة. أفادت مصادر مطلعة ل»صوت الأحرار« أن مصالح ولاية الجزائر قد قررت اعتماد إستراتيجية خاصة بعملية الترحيل التي تعد الأضخم من نوعها منذ الاستقلال، وذلك بعد أن تم تأجيلها عقب ظهور تقارير رسمية تؤكد عدم اكتمال الأشغال بمجموعة من المواقع السكنية المبرمجة في عملية الترحيل سبتمبر الفارط. وشرحت المصادر سبب لجوء خيار تقسيم عمليات الترحيل مؤكدة أنه سيعتمد على مراحل وذلك لحجم العملية التي ستمس 35 ألف عائلة سيتم إعادة إسكان 20 الف في المرحلة الأولى، وذلك من أجل الأخذ بعين الاعتبار بعض الخصوصيات المتعلقة بعدد المتمدرسين كونه العامل الذي ستلجأ إليه الولاية لتحديد الأحياء التي تستقبل المرحلين الجدد لتجنب الوقوع في مشكل الاكتظاظ بالأقسام مثلما وقع سابقا، فضلا عن وجوب توفر عديد من الأمور التنظيمية لها علاقة بنقل الأثاث وتجنيد عدد معتبر من الأعوان التابعة لمختلف المصالح سواء دواوين الترقية والتسيير العقاري، كل هذا يحصل مع توفر شرط مهم -يضيف- المصدر وهو التنسيق مع آلاف من عناصر الأمن الذين من شأنهم ضمان سير العملية في أحسن الأحوال. في حين ستمس عمليات الترحيل الثلاث المتبقية كل الأحياء الشعبية على غرار ديصولي ببوروبة وبومعزة بباش جراح وديار البركة في براقي، ناهيك عن ديار الشمس، ديار المحصول والباهية بالمدنية، وستشمل العملية سكان مناخ فرنسا وغيرها من الأحياء الشعبية، كما ستشمل العمليات قاطني الأحياء القصديرية والأقبية والعمارات المهددة بالانهيار والشاليهات التي يبلغ عدد القاطنين بها 2500 عائلة موزعة عبر تسعة مواقع حيث يعيشون أيامهم الأخيرة مع المعاناة. من جهته أكد مدير السكن والعمران للجزائر العاصمة إسماعيل لوني أن أكبر عملية ترحيل ستتم قبل نهاية السنة الجارية وسيستفيد منها ما بين 17 ألف و20 ألف عائلة، موضحا في تصريح للقناة الإذاعية الأولى، أن عملية الترحيل ستتم على خمسة محاور وهي إعادة إسكان عائلات قاطنة في البيوت القصديرية والعائلات القاطنة بالشاليهات والعائلات القاطنة بالعمارات الهشة . وأضاف مدير السكن والعمران للجزائر العاصمة ان والي الجزائر قد قرر بمنح حصص للبلديات في إطار التوزيع مع لجان الدوائر، مشيرا في الوقت نفسه بان وتيرة إنجاز السكنات بمختلف الصيغ سترتفع من 10 آلاف وحدة سكنية حاليا إلى 20 ألف بالعاصمة مع حلول سنة .2015 ومن جهة أوضح رئيس المجمع الاقتصادي لدواوين الترقية والتسيير العقاري و»عدل« محمد رحايمية أن إنجاز السكنات في المستقبل يكون بطريقة عصرية ، كما أكد بأن الإستراتيجية الجديدة التي تبنى على إنجاز أحياء سكنية مندمجة، ويعني ذلك أنها تحتوى على كل المرافق الضرورية للحياة المعيشية للمواطن، وهو ما يدخل حسبه في إطار مسعى الجزائر لتجديد الحظيرة السكنية وتنويع الصيغ لتمكين كل الشرائح للحصول على سكن إلى جانب تكثيف الجهود للقضاء على الشاليهات والبيوت القصديرية وترحيل العائلات إلى سكنات لائقة .