ستشكل المؤسسة المختلطة الجزائرية الكتلانية للترميم قاطرة حقيقية للمحافظة على التراث الأثري بالجزائر حسب ما ذكره أول أمس بباتنة المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية في الجزائر وأوضح عبد الوهاب زقاغ على هامش اليوم الدراسي الذي احتضنه مركز البحث العلمي حول ضريح الملك النوميدي إيمدغاسن والتراث الأثري بمنطقة الأوراس أن «هذه المؤسسة المختلطة التي أنشئت منذ 8 أشهر فقط تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني وجاءت من أجل التكفل بالمواقع الأثرية من خلال تكوين المختصين في الميدان بالاستعانة بالخبراء الكتلان». وذكر المتحدث أن «هذه المؤسسة ذات الطابع العمومي ستفتح المجال مستقبلا للجامعيين وحتى المهتمين في القطاع الخاص من أجل الحصول على الخبرة في مجال الترميم» مؤكدا أن «عدد المختصين الجزائريين في هذا المجال لا يتعدى حاليا ال60 في حين يستوجب أن يرتفع إلى 1000 مختص على الأقل لتلبية حاجة مواقعنا إلى الترميم والصيانة والمحافظة». وستتكفل الجزائرية الكتلانية للترميم بعديد من المواقع عبر الوطن ومنها مشاريع بولاية قسنطينة التي برمج بها 74 مشروعا يدخل في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 كما ستتولى مهمة التكوين في هذا المجال وكشف المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية في الجزائر أن «مدرسة وطنية للتكوين في الحرف الصغيرة التي لها علاقة بعملية الترميم ستفتح السنة المقبلة بالقصبة بالجزائر العاصمة بالتنسيق مع وزارة التكوين المهني والتعليم المهنيين». وأوضح السيد زقاغ لوأج أن «هذه المدرسة المكملة للمدرسة الوطنية للمحافظة وترميم الممتلكات الثقافية التي فتحت السنة الماضية ستعمم بعد ذلك على المدن الكبرى عبر الوطن لاسيما تلك التي تتواجد بها المواقع الأثرية» واعتبر ذات الإطار أن اليوم الدراسي الذي احتضنته مدينة باتنة حول الضريح الملكي النوميدي مدغاسن الذي أشرفت على تنظيمه جمعية «أصدقاء مدغاسن «يعد فرصة للحديث عن التراث الأثري بالجزائر والاحتكاك بالمختصين في المجال. وقد تضمنت التظاهرة التي نظمت على هامش الطبعة الرابعة من مرطون مدغاسن الدولي مداخلات عديدة منها تقديم عرض حول التراث الأثري بمنطقة الأوراس استعرض فيها المختص في التراث الأثري ورئيس مصلحة التراث بمديرية الثقافة بباتنة السيد علي قربابي القيمة التاريخية لضريح مدغاسن والمنطقة المجاورة له أما الدكتور أقرابي بشير فذكر بجانب من التراث الأثري الذي يحتاج إلى تثمين بمنطقة الأوراس وأعطى كمثال على ذلك المحطة المعدنية الرومانية العمامرة بخنشلة المعروفة حاليا باسم حمام الصالحين.