تلقى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة والوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، بقصر الشعب التهاني من كبار المسؤولين في الدولة، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى ال 59 لاندلاع ثورة أول نوفمبر .1954 كما تلقى بن صالح وولد خليفة وسلال التهاني من أعضاء الحكومة وكبار ضباط الجيش الوطني الشعبي وشخصيات تاريخية ووطنية ومن مجاهدين ومجاهدات ومن ممثلي الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني واطارات الأمة إلى جانب وجوه ثقافية وعلمية ورياضية معروفة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وبذات المناسبة دعا عدد من المجاهدين إلى فتح المجال أمام الباحثين والمختصين لتدوين أحداث ووقائع ثورة التحرير الوطني بكل موضوعية وبعيدا عن كل تحريف للحقائق. وفي هذا السياق طالب المجاهد والوزير سابق علي هارون وسائل الإعلام الوطنية بمختلف أشكالها وكذا المختصين في مجال التاريخ إلى الإسراع في جمع الشهادات المجاهدين والمجاهدات الذين لا يزلون على قيد الحياة والذين عايشوا الثورة، وتدوينها في أشرطة تسجيلية ووثائق مكتوبة لتبقى كمرجع للأجيال الحالية والقادمة. وأبرز المتحدث أهمية إنشاء قناة تلفزيونية تعنى بتاريخ الجزائر كوسيلة لتعريف الأجيال الجديدة ببطولات وتضحيات الشعب الجزائري عبر مختلف مراحل تاريخه. وبدوره ألح السعيد عبادو وزير سابق والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين على ضرورة جمع شهادات كل المجاهدين الذين لديهم معلومات سرية لم تنشر لحد الآن عن أحداث ثورة التحرير الوطني منذ انطلاقها إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية، مبرزا أهمية تدوين هذه الحقائق بحلوها ومرها لتبقى نبراسا يضئ الطريق للأجيال القادمة. وبعد أن ذكر نفس المسؤول أن ما كتب عن الثورة التحريرية ماهو إلا قطرةصغيرة من البحر مطالب بضرورة إسناد كتابة تاريخ الجزائر لأهل الاختصاص. ومن جهته دعا مصطفى بودينة رئيس جمعية المحكوم عليهم بالإعدام أثناءالثورة التحريرية إلى فتح المجال أمام الفاعلين الحقيقيين لثورة التحرير الوطنيوإعطائهم الفرصة للإدلاء بشهادتهم بشان عظمة هذه الثورة داخليا وخارجيا. وألح بودينة على ضرورة قيام الجمعيات المختصة في مجال التاريخ بتدوين هذه الشهادات ونقلها للأجيال الصاعدة بأمانة وبدون تزييف.وقال نفس المسؤول أنه يجب على كل مجاهد لديه شهادات بشأن الأحداث التي عايشها أثناء الثورة أن يدلي بها قبل رحيله لأن الشهود على الأحداث- كما أوضح -هم أشخاص تقدم بهم العمر، مبرزا أهمية وضع هذه الشهادات الحية تحت تصرف المؤرخين لتشكل مادة خام تكتب بكل موضوعية. أما المجاهدة والوزيرة السابقة زهور ونيسي فهي ترى بأنه حان الوقت لمختصين والمؤرخين أن يقوموا بعملية بحث معمقة في تاريخ الجزائر بصفة عامة وتوثيق تلك الحقائق التي تبرز نضال وكفاح الشعب الجزائري عبر مختلف مراحل تاريخهبدون تغليط ولا تحريف ولا تزييف لتبقى ذاكرة ورصيدا للأجيال الحالية والقادمة. ودعت أيضا إلى إنشاء قناة تلفزيونية تعتني بتاريخ الجزائر وتقدم برامج وحصص تكون في مستوى عظمة تاريخ الأمة الجزائرية.