دعا عدد من المجاهدين يوم الجمعة بالجزائر العاصمة إلى فتح المجال أمام الباحثين والمختصين لتدوين أحداث ووقائع ثورة التحرير الوطني ب"كل موضوعية" وبعيدا عن "كل تحريف للحقائق". و في هذا السياق طالب علي هارون, مجاهد ووزير سابق, في تصريح ل (وأج) على هامش حفل تقديم التهاني بمناسبة الإحتفال بالذكرى ال 59 لاندلاع ثورة أول نوفمبر,"وسائل الاعلام الوطنية بمختلف اشكالها وكذا المختصين في مجال التاريخ إلى الاسراع في جمع الشهدات المجاهدين والمجاهدات الذين لايزلون على قيد الحياة والذين عايشوا الثورة, وتدوينها في أشرطة تسجيلية ووثائق مكتوبة لتبقى كمرجع للاجيال الحالية والقادمة". وأبرز المتحدث اهمية "انشاء قناة تلفزيونية تعنى بتاريخ الجزائر كوسيلة لتعريف الأجيال الجديدة ببطولات وتضحيات الشعب الجزائري عبر مختلف مراحل تاريخه". وبدوره ألح السعيد عبادو وزير سابق والامين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين على ضرورة جمع شهادات كل المجاهدين الذين "لديهم معلومات سرية لم تنشرلحد الان عن احداث ثورة التحرير الوطني منذ انطلاقها إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية" مبرزا أهمية "تدوين هذه الحقائق بحلوها ومرها لتبقى نبراسا يضئ الطريق للاجيال القادمة". وبعد ان ذكر نفس المسؤول أن ما كتب عن الثورة التحريرية ماهو "الا قطرة صغيرة من البحر" مطالب بضرورة "اسناد كتابة تاريخ الجزائر لاهل الاختصاص". ومن جهته دعا مصطفى بودينة رئيس جمعية المحكوم عليهم بالاعدام اثناء الثورة التحريرية إلى "فتح المجال امام الفاعلين الحقيقين لثورة التحرير الوطني واعطائهم الفرصة للادلاء بشهادتهم بشان عظمة هذه الثورة داخليا وخارجيا". و ألح بودينة على ضرورة "قيام الجمعيات المختصة في مجال التاريخ بتدوين هذه الشهادات ونقلها للاجيال الصاعدة بامانة وبدون تزييف". وقال نفس المسؤول أنه يجب على كل مجاهد لديه شهادات بشأن الأحداث التي عايشها أثناء الثورة ان يدلي بها قبل رحيله لأن الشهود على الاحداث — كما أوضح —"هم اشخاص تقدم بهم العمر" , مبرزا اهمية وضع هذه "الشهادات الحية تحت تصرف المؤرخين لتشكل مادة خام تكتب بكل موضوعية". أما المجاهدة والوزيرة السابقة زهور ونيسي فهي ترى بانه حان الوقت "لمختصين والمؤرخين ان يقوموا بعملية بحث معمقة في تاريخ الجزائر بصفة عامة وتوثيق تلك الحقائق التي تبرز نضال وكفاح الشعب الجزائري عبر مختلف مراحل تاريخه بدون تغليط ولاتحريف ولاتزييف لتبقى ذاكرة و رصيدا للأجيال الحالية والقادمة". ودعت ايضا إلى " إنشاء قناة تلفزيونية تعتني بتاريخ الجزائر و تقدم برامج و حصص تكون في مستوى عظمة تاريخ الأمة الجزائرية".