اندلعت اشتباكات عنيفة بين بعض الفصائل المسلحة الليبية شرق طرابلس، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف ونيران أسلحة مضادة للطائرات في وقت مبكر أمس في العاصمة. وذكرت مصادر محلية أن قتالا نشب بين ميليشيات في منطقة سوق الجمعة شرق طرابلس، وأظهرت صور نشرت على موقع التواصل الاجتماعي »فايسبوك«، سيارات محترقة قيل إنها في موقع الاشتباكات، وقال مسؤول بوزارة الداخلية إن ليس لديه أية معلومات بشأن إطلاق النار، بينما امتنع مسؤول آخر بوزارة الدفاع عن التعقيب. وتواجه ليبيا حالة من الفوضى مع سعي الحكومة جاهدة لكبح جماح ميليشيات وعصابات وإسلاميين متشددين في بلد تنتشر فيه الأسلحة بعد عامين من الإطاحة بحاكمه السابق معمر القذافي، وسوق الجمعة كان مركزا للمقاومة ضد القذافي عندما امتدت الانتفاضة التي ساندها حلف شمال الأطلسي في 2011 من منطقة شرق ليبيا إلى العاصمة. إلى ذلك، كشف رئيس الأركان الليبي، عبد السلام جاد الله، أمس الأول الاثنين، أمام المؤتمر الوطني العام أن ثلاث جهات تقف وراء الاغتيالات والتفجيرات التي أضحت واقعاً يومياً في عدد من المدن الليبية، رافضاً الكشف عنها لسرية التحقيقات، بحسب تعبيره. واتهم جاد الله، خلال جلسة مساءلة الحكومة، سلفه يوسف المنقوش بأنه أسس وحدات عسكرية ضعيفة بطريقة لا تتوافق مع الضوابط العسكرية المتعارف عليها، وقال إنه يسعى الآن لتصحيح هذه الأخطاء بتنظيم هذه الوحدات وتزويدها بضروريات العمل حتى تؤدي دورها المنوط بها. وأشار جاد الله في حديثه أمام ممثلي الشعب الليبي إلى أن عدداً من هذه الوحدات العسكرية قد شكلت على أساس قبلي وطائفي، وأضحت عبئاً على الدولة، وبشأن قضية السلاح المنتشر لدى المدنيين، أوضح رئيس الأركان الليبي أن الأسلحة الثقيلة هي ملك للشعب الليبي ولابد من استرجاعها دون قيد أو شرط، فيما سيقع شراء الأسلحة الخفيفة التي لا يكاد يخلو منها بيت ليبي بعد أن يتم تحديد لائحة أسعارها من قبل المصالح المختصة بالجيش الليبي. في سياق آخر، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده لفتت انتباه المنظمة الدولية إلى معلومات عن كشف مستودع غير محمي عمليا في ليبيا يحتوي على آلاف البراميل المعبأة بمادة اليورانيوم الطبيعي المركز المعروف ب»الكيك الأصفر« والذي يستخدم كمادة خام لإنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية. وقال تشوركين للصحفيين أول أمس، إنه تم طرح هذا الموضوع خلال لقاء مجلس الأمن وأمانة الأممالمتحدة، وأوضح أن ما سبب في إثارة القلق هو المقالة المنشورة في صحيفة »تايمز« بتاريخ 22 أكتوبر الفارط التي تحدثت عن اكتشاف مستودع في مدينة صبحة يحتوي على 4 آلاف مجمع صاروخي مضاد للدبابات و5,6 ألف برميل من الكيك الأصفر، وهو واقع تحت سيطرة إحدى الكتائب الليبية وغير محمي عمليا. يذكر أنّ نائب رئيس المجلس الأعلى لطوارق ليبيا محمد سيدي عمر قال إن المجلس سيتخذ قراراته بشأن المشاركة في انتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور على ضوء ما سيتخذه المؤتمر الوطني العام من إجراءات بخصوص المكونات الثقافية. وذكرت تقارير صحيفة نقلا عن محمد سيدي عمر أن المجلس مازال يدعم الحوار بين المكونات الثقافية والمؤتمر الوطني وأنه لن يكتب دستورا لليبيا دون حصول توافق بين جميع الأطراف. وكان الأمازيغ والطوارق والتبو قد طالبوا في بيان مشترك بتعديل المادة 30 من الإعلان الدستوري وإقرار مبدأ التوافق فيما يخص المكونات الثقافية واللغوية، وتنص المادة 30 من الإعلان الدستوري الصادر في أوت 2011 على أن تنتخب الهيئة التأسيسية المكونة من 60 عضوا بالتساوي بين الأقاليم الثلاثة، وخصّص هذا القانون ستة مقاعد فقط للمكونات الثقافية مما جعلها تحتج وتعلن رفضها لهذه الحصة متحدثة عن تهميش يطالها.