حاول بالجمع بين الجد والهزل إعطاء نظرة ناقدة لفنان ظل طيلة الوقت قريبا من الشؤون السياسية و الاجتماعية لبلده أولا وكل ما يجري من أمور جدية وخطيرة في العالم في مرحلة ثانية . و قد تحدث الفنان في هذا العرض الذي قدمه في عدة مدن منذ 2011 و بأسلوب تهكمي لاذع النقد ما يجري اليوم ببعض البلدان العربية التي تعرف ثورات و انتفاضات شعبية واصفا ذلك ب» الشتاء العربي» في إشارة لتسمية الربيع العربي التي أطلقها عليها البعض . اعتمد بودوس الذي دخل على جمهوره ببذلة أنيقة قاتمة اللون وربطة عنق طيلة العرض في تناوله للمسائل على النكت الظريفة والإيحاءات و المزج بين الأضداد في كوكتال ممتع مكنه من إيصال رسائل بلبقة للمتفرج . تطرق الممثل في عدة «طابلوهات» إلى مسائل سياسية أنية في فرنسا مثل تنامي العنصرية و كره العرب و المهاجرين و الصراعات الداخلية كما سخر كعادته من أهم الوجوه السياسية في بلاده بطريقته الخاصة و كان أثناء انتقاله من موضوع لأخر يلمح للجمهور عن حبه للجزائر التي ولد فيها وعاش بها لغاية سن ال16 في العاصمة و مدن أخرى منها قسنطينة وعنابة . و كان حنينه و تأثره بتقدمه لهذا العرض بالجزائر التي له بها الكثير من الأصدقاء باديا سواء في ملامحه أو حديثه المفعم بمشاعر الاشتياق لمسقط رأسه حيث الذي لم يزوره منذ 20 سنة كما قال مضيفا على سبيل المزاح « لم تصل أي دعوة « . كما حمل هذا العرض الذي أنتجته «كارافان بروديكسيون «.الكثير من الرسائل التي تدعو للمحبة والتقارب بين الشعوب و نبذ الكراهية و العنف و تطرق بودوس ايضا في العرض الذي قدم في شكل سكتشات خاصة في اللوحة التي سماها «معرض الصحافة «إلى علاقته بأمه و زوجته وأيضا علاقته بالنساء الأخريات مستعرضا بجرأته المعهودة مسائل أخرى لا تقل أهمية. و خلص هذا الفنان من وراء ثقل 50 سنة من العمل الكوميدي و العروض الفكاهية و هو يستعد لتوديع العرض الفردي في محطة الجزائر إلى أن الفنان «يسعد و يمتع الغير كما انه يستمتع أيضا بما يقدم « و أعرب غي بودوس في ختام العرض الذي خضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي عن سعادته لوجوده بالجزائر وعن مدى تأثره بتقديم هذا العمل أمام جمهور ذواق يتجاوب مع أهم لحظات العر ض و قد برمجت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التي نظمت هذا العرض عرضين أخريين يومي 6 و 7لا نوفمبر بقاعة ابن زيدون. ولد غي بودوس وهو فنان فكاهي و ممثل وسيناريست فرنسي بالجزائر العاصمة في 15 جوان 1934 وبدا مسيرته الفنية في 1965 لكن بعد فترة في المسرح الغنائي انتقل إلى العروض الفكاهية الفردية و له أيضا أعمال في المسرح والسينما و من مشاريعه حسب ما صرح مؤخرا فيلم من إنتاج جزائري فرنسي يتقاسم فيه البطولة مع الفنان محمد فلاق.