الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة المصرية المؤقتة، اعتبر أن محاكمة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي: ز تعكس رقي الثورة المصرية التي لم تلجا للمحاكمات الثورية والاستثنائيةس،وإذا كانت كل الشوائب والشبهات التي أثيرت حول المحاكمة لم تمنع رئيس الحكومة من الثناء عليها ووصفها ب زالرقيس،فلابد من التسليم بأن الخيار الوحيد الباقي لسلطات الانقلاب هو الإصرار على السير في طريق القضاء على كل قيم ثورة المصريين قي 25 جانفي 2011 ومكتسباتها ولعل ذلك ما يمكن أن توحي به كلمات الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الذي قال:سالربيع العربي تحول إلى حركة مناهضة لإسرائيل في كل مكان ،ومن جاؤوا بعد الثورة الأولى في مصر لم يكونوا ربيعا على إسرائيل،والآن عاد الربيع العربي إلى مجراه الأصلي ولكن عن طريق الانقلاب العسكريس. لم يتمكن الرئيس المعزول محمد مرسي،وهو رئيس منتخب أن يعيد بعض ضباط الأمن إلى عملهم رغم صدور أحكام قضائية لصالحهم،بينما أعاد الانقلابيون بجرة قلم مئات من ضباط الأمن السياسي الذين أخرجوا من الخدمة بسبب مطالبة الثوار بإلغاء هذا الجهاز المخيف،ومن جانب آخر ظل الصحفي الساخر باسم يوسف يوجه طوال سنة كاملة سخريته اللاذعة ونكاته البذيئة إلى الرئيس مرسي وقادة الإخوان المسلمين دون أن تقمعه سلطة، أو أن يردعه قانون، أو أن يسكته حياء،،وبمجرد أن اقترب بالتلميح الساخر من زفخامةس الرئيس المؤقت عدلي منصور وسمهابةس وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، حتى أوقف برنامجه في قناة زسي بي سيس بأمر من مالكها و تهاطلت عليه سهام النقد والتقريع والتشفي المصوبة من الصحافيين والسياسيين الذين كانوا يعتبرون إهاناته المتكررة للرئيس مرسي وقادة جماعة الإخوان حرية تعبير وجرأة إعلامية جديرة بالإعجاب ! وإذا صح الخبر الذي نشره أحد النشطاء السياسيين من قادة ثورة 25ينايربأن من قام بتسجيل وتسريب الفديوهات الخاصة بالرئيس المعزول محمد مرسي إلى صحيفة زالوطنس ذات التوجه المعادي لحكم مرسي وحركة الإخوان المسلمين هو محام معروف سمح له بزيارة مرسي في سجنه لأنه ينتمي إلى منظمة حقوق الإنسان ،فإن هذا الأمر يلطخ- بلا شك -بصورة خطيرة منظمة حقوق الإنسان التي من المفترض أنها تمثل ملجأ وأمل للمظلومين،وسلطة مضادة تضع الدفاع عن حقوق الإنسان فوق كل الاعتبارات السياسية،وتتحول عندها منظمات حقوق الإنسان في مصر إلى وكر لجواسيس ومخبرين لا يتورعون عن خيانة الثقة واستخدام أساليب غير شريفة لخدمة السلطة الحاكمة وإلحاق الأذى بخصومها ، لأن الطامة الكبرى تكون عندما يمتزج الاستبداد السياسي بالانحطاط الأخلاقي مما يؤدي إلى التنكر لتضحيات الثوار والإطاحة برقي الثورة والدوس على قيمها. وفي ظل هذه الأجواء المخلة بكل قيم الديمقراطية سارع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى تقديم الدعم المعنوي إلى سلطات الانقلاب و قررت بريطانيا استئناف تصدير السلاح إلى مصر عشية محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي،وبذلك تسقط أقنعة النفاق الأمريكي الذي حاول تضليل الشعب المصري وغش الجماهير العربية عن طريق الإدعاء معارضة الانقلاب على الشرعية ونشر الانطباع عن توتر العلاقة مع السلطات الانقلابية،لتغطية العداء الغربي المتأصل تجاه الحركات الإسلامية وتسويق وهم عدم معارضة وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر عن طريق انتخابات ديمقراطية. لقد وجدت أمريكا في السلطة الجديدة في مصر خير حام لمصالح حليفتها الإستراتيجية إسرائيل التي أصبحت بعد الانقلاب تفوض لإسرائيل أمر حراسة أمن قناة السويس والإشراف على تحسين صورتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية،ولذلك فإن كل التجاوزات التي يرتكبها الانقلابيون من انتهاك للحريات وتدخل في سير العدالة وتضييق على حرية الإعلام وسجن للصحافيين تقابل في الغالب إما بلا مبالاة صادمة وإما بمواقف هزيلة لا تتعدى تقطيب الحاجب من طرف القوى التي مازالت تنصب نفسها وصية على حقوق الإنسان وحرية الإعلام واستقلالية القضاء.