نرفض اعتقال مرسي حتى إن وضعوه في قطعة من الجنة / لا نقبل أن يمسك عميل كالبرادعي ملفات الأمن القومي لا علاقة لنا بما يحدث في سيناء ولن نقاتل الجيش المصري/ لن أسلّم نفسي لأنني لا أعترف بالانقلابيين اتهم الداعية الإسلامي، الدكتور صفوت حجازي، قيادات المجلس العسكري ووزارة الداخلية بالتخطيط المسبق للانقلاب على الرئيس المعزول، محمد مرسي، وتجنيد عدد من عناصرها للنزول والمشاركة في المظاهرات بزي مدني. ووصف حجازي المطلوب لدى القضاء المصري في حوار خصّ به "الخبر " بميدان رابعة العداوية حيث يعتصم مناصرو مرسي، جميع القوى السياسية المشاركة في وضع خارطة الطريق، بما فيها حزب النور السلفي والكنيسة والأزهر، بالخونة والانقلابيين على الشرعية الدستورية، نافيا علاقتهم بالعمليات الإرهابية المستمرة في سيناء، وأكد أن جميع خطوات التصعيد السلمي متاحة لحين عودة مرسي. بداية، كيف تنظرون لما يحصل في مصر؟ ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري بكل المقاييس، ولا يصح ولا يحق لعاقل أن يسميه بشيء غير الانقلاب العسكري. نحن عندنا وزير دفاع هو الذي يحكم مصر الآن، هذا الوزير عين رئيسا مؤقتا ويستقبل الوفود الرسمية، ويسير الحكومة والدولة ويتخاطب معنا نحن الثوار، ويلقي علينا المنشورات بالطائرات، يحتجز ويعتقل ويتحفظ على رئيس الجمهورية، ماذا تسمّون هذا؟! هذا لا يسمى إلا انقلابا عسكريا تم بتقديم مسبق جيد جدا حتى أظهره للعالم كأنه ثورة، وفي حقيقة الأمر لم يخرج للشارع المصري ضد الرئيس مرسي هذه الأعداد، والملايين التي يتكلمون عنها، في حقيقة الأمر خرجت، من الكنيسة المصرية بتكليف من المجلس العسكري، ولأول مرة الكنسية تدلي بتصريحات سياسية وتحث الناس على الخروج وهذه الطائفة كبيرة، الطائفة الأخرى هم أعضاء النظام السابق الذين دفعوا مليارات الجنيهات لإخراج الناس، وكذا المجلس العسكري ووزارة الداخلية اللذان أخرجا جنودهما بملابس مدنية، كل هؤلاء كانوا في قرابة الخمسة مليون لا يزيدوا عن ذلك إطلاقا، والمجلس العسكري استعان بصور ولقطات لثورة ال25 جانفي 2011، وبثها على أنها ثورة جديدة، وهذا كله كذب وافتراء، ويعطينا في النهاية انقلابا عسكريا لا شيء آخر. المرحلة الانتقالية بدأت فعليا والقطار يتحرك وأنتم مازلتم تتحدثون سياسيا عن الماضي، ما تعليقك؟ يظنون أن الأمر انتهى، ويريدون أن يفرضوا علينا الأمر الواقع، ونحن نرفض ذلك تماما ولن يستمر إطلاقا، وسيعود الرئيس محمد مرسي يقينا وبالتأكيد. كيف ذلك؟ سيعود باعتصامنا والشعب هو الذي سيخرجه، في القاهرة فقط كان هناك 20 مليون مصري مساندين للرئيس، هم يراهنون على الوقت ونحن نراهن على صمودنا، فنحن صامدون ولا نقبل هذا الأمر الواقع إطلاقا، وسيرجع الرئيس مرسي إلى مكانه وإلا يقتلوننا، لأن الجيش ليس من حقه أن يرسم خارطة طريق، وأن يتدخل في الشأن العام ويقول لنا ماذا نفعل، والقوى السياسية التي شاركت في هذا الأمر من وجهة نظري، خانت الثورة وإرادة 85 مليون مصري الذين نزلوا للانتخابات واختاروا رئيسا لهم. هذه القوى خانت أبسط قواعد الحرية والديمقراطية، وليس معنى أن يكون هناك خونة يكون هذا أمر واقع. ولو أن معهم القوة الجماهيرية وهذه الأصوات، لساروا وفق ما يقوله الدستور، الذي ينص على إجراء إنتخابات برلمانية، والبرلمان من حقه أن يعزل رئيس الجمهورية ومحاكمته ومحاسبته. إذا كانت معهم هذه القوة وهذه الأعداد، لماذا لا يسيروا في الطريق الديمقراطي. وما رأيكم في موقف حزب النور، الذي شارك في رسم خارطة الطريق مابعد مرسي؟ حزب النور هو حزب من بين 12 حزبا سلفيا، يعني ليس هو الحزب السلفي الوحيد في مصر، هناك 11 حزبا سلفيا آخر هم ضد هذا الإنقلاب. حزب النور شارك في هذا الإنقلاب وهو خائن للثورة والتجربة الديمقراطية، مثله مثل الكنيسة المصرية وشيخ الأزهر، وأي قوى تشارك في هذه المهزلة والإنقلاب فهي قوى خائنة، وأنا لا أتصور أبدا أن الإخوان المسلمين يمكن أن يشاركوا في هذه الخارطة أبدا، لأنهم لو شاركوا فيها دون عودة الرئيس، في وجهة نظري يكونوا قد خانوا القضية والثورة. لكن “النور” كان حليفا للإخوان، ما سبب هذا الإنقلاب حسبكم؟ إطلاقا.. حزب النور لم يتحالف مع الحرية والعدالة ولا مع الإخوان المسلمين، لا في الانتخابات البرلمانية ولا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث كان مؤيدا لعبد المنعم أبو الفتوح على عكس كل التيارات السلفية. “النور” أيد الرئيس مرسي في الجولة الثانية مجبرا وليس بإرادته، لأنه لم يكن أمامه إما أن يؤيد مرسي أو شفيق، ولكن مشاركة النور في هذه الخيانة تجعلنا نضعه في صف الخونة. والقضية عندنا بالمناسبة ليست قضية محمد مرسي في حد ذاته، مع حبنا وتقديرنا له، لكن القضية قضية انقلاب عسكري أيا كان رئيس الجمهورية الموجود، إتفقت أم إختلفت معه، لا نقبل أن يتم الإطاحة به بإنقلاب عسكري، وكل من يشارك في ذلك هو خائن. وكيف تنظرون إلى الاعتقالات التي طالت قيادات إسلامية؟ هذا ليس بغريب، أي انقلاب عسكري أو نظام ديكتاتوري لابد أن يبدأ بأمرين، الأمر الأول هو اعتقال كل المعارضين وقادتهم وتلفيق التهم وتعذيبهم وقتلهم للتخلص منهم، وهذه عادة الديكتاتوريين والإنقلابيين، وهذا ما يفعلوه معنا. الأمر الآخر أنهم يكبلوا الحريات، وهذا ما فعلوه في الفضائيات الدينية أو المؤيدة لنا، وهذا شيء طبيعي ونحن لا نعترف بهم ولا بإجراءاتهم ولا نياباتهم ولا قضائهم ولا نخشاهم ولا نخاف منهم. لكن هناك من يقول إن تواجد بعض القيادات المطلوب القبض عليها بأماكن الاعتصام خوفا من اعتقالهم، ما قولك؟ أبدا، هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، نحن موجودون هنا في ميدان الاعتصام، لأننا لا يمكن أن نترك إخواننا وشبابنا وننام في بيوتنا. كلنا هنا سواسية، ولا بد أن نأكل ونشرب وننام على أرض واحدة. ليس من الكرامة والشرف والمروءة أن أنام أنا في بيتي، وأترك الشباب والأطفال والنساء ينامون في الشارع، ليست هذه أخلاقنا. نحن منذ ثورة ال25 جانفي ونحن في ميدان التحرير، ولم نغادره طوال ال18 يوما، ولم نكن مطلوبين للقبض أو الاعتقال، وفي هذه الثورة نحن لا نعتصم ليس خوفا وإنما تضامنا مع إخواننا. أنتم من بين الأسماء المطلوب القبض عليها، هل ستسلّم نفسك؟ أنا لن أسلّم نفسي إطلاقا للنيابة، لأنني لا أعترف بها ولا أعترف بالقضاء والحكومة. إذا عاد رئيس الجمهورية وأصبحت هناك نيابة حقيقية وقضاء شريف، أسلم نفسي، لكن في وجود هؤلاء الانقلابيين والديكتاتوريين لا يمكن. تردد كثيرا اسم الإخوان في العمليات الإرهابية التي يتم تنفيذها في سيناء، كيف تردون على هذه الإتهامات؟ نحن كثوار وكتحالف وطني لدعم الشرعية، بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين، لا علاقة لنا إطلاقا بما يحدث في سيناء أو مرسى مطروح أو أي مكان به صورة من صور العنف، لكن هؤلاء أشخاص يتحركون دفاعا عن الشرعية. نحن رأينا أن نسلك الطريق السلمي، هم رأو أن يسلكوا الطريق الآخر، نحن لا نستطيع منعهم ولم نأمرهم ولن نقاتل الجيش المصري أبدا. صدر مؤخرا تقرير عن منظمات حقوقية قالت فيه إن المجزرة التي حصلت أمام دار الحرس الجمهوري، حدثت بعد اعتداء المتظاهرين على قوات الأمن، ما ردكم؟ لا أحد يصدق أبدا كلام القاتل والتقارير المخابراتية والانقلابيين، هم قتلونا ماذا تريدون أن يقولون؟ نحن لم نطلق عليهم طلقة رصاص واحدة، لأننا لا نملكها، نحن لا نملك إلا العصا حتى إذا جاء بلطجي نتعامل معه، لكن إذا جاء الجيش بدباباته ومدرعاته وبسلاحه هل نتعامل معهم بالعصا؟ إطلاقا، نتحداهم بأن يأتوا بدليل بأننا كنا نحمل سلاحا، هذه كلها تلفيقات وأكاذيب. جاءوا بلقطات فيديو لأحداث قديمة، وقالوا إن هؤلاء يهاجموننا، هل يعقل أن نأخذ معنا الأطفال والنساء العجائز، إذا كانت لدينا نية لمحاربة الحرس الجمهوري، هذا كلام لا يصدقه عاقل. البعض يرى أن الصراع في مصر أصبح بين الإخوان والجيش، ما حقيقة ذلك؟ هذا الكلام لا يمكن أن يحدث في مصر إطلاقا، نحن لن نحارب الجيش المصري أبدا حتى لو قتلونا، نحن عندنا شعار في الميدان يقول “كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل”، نحن على إستعداد جميعا أن نكون قتلى، لكن لسنا على استعداد أن نقتل فردا واحدا من الجيش والشعب المصري. هذا الجيش جيشي، والإعلام يريد أن يصور القضية على أنها صراع بين الإخوان والجيش والشعب، وهذا الكلام غير صحيح إطلاقا، وليس كل من في الميدان من الإخوان وأنا لست منهم، لكنني موجود، والإخوان في الميدان لا يمثلون إلا 30 بالمائة، في مظاهراتنا يصل عددنا إلى 20 مليونا، هل تعداد الإخوان في مصر بهذا الرقم؟! مستحيل، لكن القضية ليست كذلك إطلاقا، وقد أصبح الصراع بين الشعب وقادة المجلس العسكري وليس الجيش، والإخوان المسلمون هم طائفة من الشعب المصري. إلى أين تتجه مصر؟ تتجه إلى الخير إن شاءالله، الثورة ستستكمل وستنجح ويعود الرئيس وستكون هناك حياة ديمقراطية حقيقية. تتحدثون بثقة كبيرة عن عودة الرئيس المعزول، هل هناك معطيات في الميدان وراء ذلك؟ أولا الثقة في الله عزوجل، ثانيا الثقة في إرادة الشعب المصري، وقد لمست وشعرت بإرادة الشعب، ولا يستطيع مخلوق أو جيوش الدنيا بأسرها أن تقهر إرادتنا. ولو أن الموجودين في الشارع هم فقط الإخوان والإسلاميين، ما كنت لأثق بهذه الثقة، ولكن لأنني على يقين بأن الموجودين معنا هم الشعب المصري، ولابد لإرادته أن تتحقق بعد إرادة الله. وماذا عن إرادة المتواجدين في ميدان التحرير وباقي الميادين؟ أنظري كم هو عددهم وطبيعتهم وأفكارهم وماذا يريدون، دائما إذا أردنا أن نحسب أي فريق يمثل الأغلبية ما هي الطريقة؟ هل الشوارع؟ الإجابة لا، وإنما الصندوق، والصندوق قال مرات عديدة إننا الأغلبية أثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية والإنتخابات البرلمانية والرئاسية والإستفتاء على الدستور، ماذا تريدون لنقول لكم إننا الأغلبية، هل بمجرد خروج بضعة ملايين مأجورين أو مخدوعين أو مرتبين إلى الشوارع تقولون إنهم الأغلبية. وماهي الخطوات التصعيدية التي تعتزمون القيام بها؟ كل خطوات التصعيد السلمي متاحة، من إعتصام وعصيان مدني ومحاصرة الأماكن. هل تعتقد أن هناك حلا سياسيا للخروج من هذا المأزق، وإنقاذ البلاد من الإنزلاق نحو حرب أهلية؟ نعم هناك حل ومبادرة تقدمنا بها، تتمثل في عودة رئيس الجمهورية إلى ممارسة مهامه كاملة بغير قيد أو شرط، وإجراء الإنتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن، وهذه الإنتخابات ستفرز برلمانا يستطيع عزل الرئيس ومحاكمته ويسحب الثقة منه، وأن يرحل السيسي وتنتهي القضية، وتكون هناك لجنة للمصالحة العامة في مصر وأخرى لتعديل الدستور، ويتولى رئيس الجمهورية تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة الإنتخابات. وما تعليقك على الطلب الأمريكي الألماني بالإفراج عن مرسي؟ نحن لا نتعلق بأمريكا والغرب، وإنما بالله عزّ وجلّ. وإذا تم الإفراج عن الرئيس مرسي كمواطن مصري، دون العودة لمنصبه سنبقى في الميادين والشوارع لاستكمال الثورة، لأننا لا نقبل أبدا بعودة النظام السابق وأن يكون جمال مبارك مرشحا في مصر، ولا نقبل لشخص عميل كالبرادعي أن يمسك ملفات الأمن القومي. كثر الحديث عن مكان تواجد الرئيس المعزول، هل لديكم معلومات عن مكانه أو اتصالات به؟ ليست لدينا معلومات أكيدة عن مكان تواجده، وإن كان هذا الأمر ثانويا ولا يهمنا، ولكن القضية أن الجيش يعتقل ويسجن رئيسا منتخبا مدنيا، وهذا لا يمكن أن نقبل به حتى وإن وضعوه في قطعة من الجنة.