تعرف الهجرة غير الشرعية، أو الهجرة السرية على أنها مصطلح يشير إلى الهجرة من بلد إلى آخر بشكل يخرق جميع القوانين الشرعية في البلد المقصود ، بحيث يتم دخول البلاد دون تأشيرة دخول ، وينتمي أغلب المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدان العالم الثالث ، الذين يحاولون الهجرة إلى البلدان المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها ....وفي ولاية عنابة ، حراقة هذه الأخيرة يفضلون إما فرنسا أو ايطاليا لكن الثانية أكثر بكثير وبالتحديد جزيرة » سردينيا « فهي معشوقتهم بل المقدسة التي يضحون بحياتهم من أجلها ، لكن أوليائهم عكس ذلك فتلك التي كوت فؤادهم - على فلذات أكبادهم - يكرهونها ويلعنونها إلى يوم الدين وتمنوا لو لم تكن أصلا منطقة على خريطة العالم بذلك الاسم . ¯ سعاد. ك ● بعد حادثة إلقاء القبض على 14 حراقا بسواحل عنابة أول أيام العيد ، كانوا بصدد الحرقة إلى الوجهة نفسها وهي جزيرة»سردينيا« الايطالية على متن قارب تقلدي الصنع ، عاد الحديث بكثرة بين أهل بونة عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي أصبحت تجارة بحياة ليس الشباب ''الحراڤ ''فقط بل وبمشاعر وحياة أوليائهم ، الذين يبكون دما بدل الدموع بمجرد علمهم أن احد أولادهم قد قرر الحرقة إلى أشهر مناطق ايطاليا على الإطلاق بين العنابيين وخاصة بين المهاجرين غيرالشرعيين وهي جزيرة» سردينيا« ، قد يصل بسلام وقد يصل جثة هامدة وقد لا يصل أصلا إلى جزيرة الأحلام المزيفة التي اتحد من اجلها أجساد وقلوب الحراقة... سردينيا ''جنة'' المياه المتوسطية تغازل الشباب مدينة ايطاليا التي زرناها ونحن في سن الطفولة مع الوالد، أتذكر فقط السيارة التي دخلنا إليها المدينة عن طريق تونس القريبة منها والاخضرار والجمال الأخاذ في كل شئ،وعموما تعرف» سردينيا« بأنها جنة المياه المتوسطة، كما تعرف بشواطئها الغريبة ) شواطئها رملية بيضاء كما شهدناها ( ، وبسواحلها المشمسة ، وبصخورها الضخمة المنتصبة في الشواطئ وبجانبها ، التي تشجع على تسلق الصخور المائية بتعبير آخر جزيرة اختلطت فيها المياه بالخضرة و الصخور . تقع» سردينيا« غرب ايطاليا ، مساحتها 090,24 كلم مربع عدد سكانها حسب إحصائية 2008 يقدر 219,670,1 نسمة أي بكثافة سكانية 3,69 في الكم مربع ، وهي ثاني أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط ) بعد صقلية وقبل قبرص .( هي إقليم ذاتي الحكم من إيطاليا، ويجاورها جزيرة كورسيكا الفرنسية وشبه الجزيرة الإيطالية وصقلية وتونس وجزر البليار الإسبانية . وحسب معلومات » صوت الأحرار« المستقاة من عدة مصادر بما فيها الايطالية فإنه، في بداية العصر النوراغي حوالي 1500 قبل الميلاد كانت تسمى الجزيرة »Hyknusa« من قبل المسينيين ربما بمعنى» جزيرة الهكسوس «، الذين طردهم أحمس الأول مؤخرا من مصر حوالي 1540 قبل الميلاد . » Sandalyon «كان الاسم الثاني، وربما يرجع ذلك إلى شكلها الذي يشبه أثر القدم. والاسم الأخير وهو الحالي»سردانية« نسبة إلى شاردانا أحد شعوب البحارالذين غزو مصر هزمهم رمسيس الثالث حوالي 1180 قبل الميلاد . كما أن المُسلمون غزوا جزيرة سردينيا أربع مرَّات في عهدي الأمويين والعباسيين )حسب ما ذكره المؤرخ ابن الأثير( وقد غنموا منها كثيراً ، غير أنها لم تُفتَح أيَّ مرة،كانت غزوتها الأولى في تاريخ الإسلام في سنة 92 ه خلال عهد الوليد بن عبد الملك وبعد فتح الأندلس، حيث أرسل موسى بن نصير جزءاً من جيشه إليها ، فدخلوها دون مقاومة كبيرة ،ووجدوا فيها كميَّات هائلة من الذهب والفضة والنفائس، فأخذوا كل ما وجدوه ، لكن سفينتهم غرقت خلال عودتهم إلى الأندلس، ثمَّ غزاها عبد الرحمن بن حبيب الفهري في عهد الخليفة العباسيّ أبو العباس السفاح سنة 135 ه،وقد خرَّبها عندما غزاها وذبحَ الكثير من أهلها حتى صالحوه على جزية، فوافق وتركهم وأعادوا إعمار الجزيرة . وتتكون الجزيرة الجمال والحلم من ثمانية مقاطعات وهي: مقاطعة كالياري ، مقاطعة ساساري ، مقاطعة اوريستانو، مقاطعة نوورو،مقاطعة اولبيا تيمبيو ومقاطعة كاربونيا اغليسياس ومقاطعة ميديو كامبيدانو وأخيرا مقاطعة اولياسترا ، ولها من العادات والتقاليد التي تتشابه معنا في بعض الأشياء كالحلي التقليدي وكلهم يعشقون تقاليدهم،حيث يتجولون بالألبسة التقليديةالمعروفة عندهم والتي يعتبرونها درع فخر لهم ، بالإضافة إلى المهرجانات التقليدية التي تعرف ب ''الشاول'' ناهيك عن المأكولات التقليدية وطبعا البيتزا بأنواعها والأطعمة الأخرى الخاصة بأنواع الباستا ) العجائن( عندنا إ وهذه هي التي سحرت عقول شباب إفريقيا والجزائر عموما وعنابة خصوصا ... شباب يستولي على مجوهرات أمهاتهم من أجل'' سردينيا'' ''صوت الأحرار'' بدورها تعود إلى الموضوع لكن من جانب آخر لتسلط الضوء على أوليائهم المساكين الذين أتعبوهم كثيرا والذين يدعون الله ليل نهار كي لا يفكر ابن أي أحد في الحرقة، بالإضافة إلى هؤلاء ''المتوهمون المغدورين'' ، والأكثر من ذلك لماذا سردينيا بالذات من دون الجزر الأخرى والدول الأخرى، هل لأنها مجرد معبر فقط لعالم ناطحات السحاب والتحرر والعولمة آم أنها الوحيدة التي ستحقق أمانيهم المفقودة .....؟ ؟ ؟ تساؤلات وجدنا لها إجابة هي من أفواه بعض الأولياء لم نفهم قصدهم جيدا لكن ننقلها كما هي:'' سردينيا'' المقدسة و''سردينيا'' الملعونة وما بينهما لا نبغيه لأولادنا. فإحدى الأمهات التي تحكي بحرقة عن أحد أبنائها، اختار سردينيا للاستقرار بعد أن أصبحت وثائقه كلها رسمية بعدما تعرف على ايطالية واستغلها موهما إياها بالزواج مقابل أن تنجز له الوثائق وكان له ما أراد، واسترسلت في كلامها مع صديقة لها تقابلها في كرسي الحافلة على مسافة 5 كم كاملة وهي تعلن وتحكي على ما فعلته سردينيا والحرقة بابنها ، الذي بسببها لم يرجع إلى عنابة منذ 3 سنوات متتالية . السيدة التي كانت في عقدها الخامس أكدت أن ابنها سافر»حراقا« بقرابة 30 مليون سنتيم وهي قيمة مجوهراتها التي سرقها ابنها والتي اشتاقت إليه كثيرا، خاصة وأنه أخبرها أن يستحي بعد الذي فعله أن ينظر في وجهها .. ويبدو أن المشكلة والألم تتقاسمه مع أناس آخرين، مجروحين كثيرا حيث نطق أحد الركاب مهدئا من روعها قائلا : لا تحزني ربما سيعود ويعوضك يوما مادام قد أحس بالذنب ابنك سرقك أنت، أما أنا فإبني الذي سافر مع صديقه إلى سردينيا » حشمني مع الناس «، كما قال مضيفا أنه سرق أمه وقريبتي ونحن الآن لا نعلم متى يعود إلينا، سالما أو ميتا المهم أن يعود لينفجر باكيا » اللعنة على سردينيا وعلى الشوماج« ... أولياء يبكون على ''حراڤة'' أحياء أموات حال هؤلاء الأولياء، الذين يلعنون أينما حلوا وأينما ارتحلوا تلك التي اسمها سردينيا القريبة من مدينة عنابة على السواحل الشمالية الشرقية، لا يختلف كثيرا على حال بعض الأولياء الذين قضوا 5 سنوات كاملة وهم يبكون بدل الدموع دما بسبب فلذات أكبادهم، الذين هاجروا بطريقة غير شرعية إلى جزيرة سردينيا، بحثا عن لقمة العيش وعن الرفاهية والكثير من التحرر في عالم يسير بمنطق محاصرة واستغلال كل من هو عربي وكل من هو مسلم في كل مكان وفي كل زمان ... فسيدة سبق لنا والتقيناها وسط مدينة عنابة سنة 2012 ونتذكرها جيدا، جميلة المظهر كبرت بسبب همومها الكثيرة على مستقبل ابنها، لقد كانت تستحلفنا بالله أن ندلها على مقر الأمن بعنابة للسؤال إن كان هناك أخبار عن ابنها الذي غاب عنها مدة 5 سنوات بعد أن »حرق« إلى سردينيا ذات يوم ماطر، حيث أكدت لنا أنها تحس بأن ابنها حي يرزق، حيث قالت وهي تبكي بحرقة : أنه إحساس الأم يا ابنتي الذي لا يمكن أن يكذب. وكانت بين الحين والآخر تخرج لنا رسائل مكتوبة بخط اليد وبلغة ايطالية، كانت تؤكد أنها لابنها الذي تعتبره ذكيا جدا ومثقف ، لكن كما قالت خانته الظروف ليختار الحرقة . الأم المسكينة التي كانت تكفكف دموعها كانت تؤكد أنها كانت تتلقى منه الأخبار عبرالهاتف ومن عند الجيران مع صديقه، الذي كما قالت كانت يزودني بالمال وبأخباره أيضا، عند رجوعه من سردينيا بعدما أنجز كل وثائقه وأصبح يدخل بطريقة رسمية، لكن للأسف انقطعت أخباره ومنهم من يقول لي انه حي ومنه من يقول تضيف بأنه ميت، ومنهم من أخبرني أنه سافر من سردينيا باتجاه بلد آخر غير بعيد عن ايطاليا، ولما يئست أخبرتنا أنها بحثت عن ''شواف'' كما يقولون وكانت تقصد بها عراف واخبرها انه حي يرزق وانه يعمل ويفكر في الرجوع لكنه تضيف كما قالها ''الشواف'' يعود إليك بعد فترة طويلة ومتزوج أيضا ، أكدنا لها أن الله وحده من يعلم الغيب ومن يعلم حال ابنك .... ونصحنا بان تدعو الله ليل نهار يستجيب لدعوتها وسيفرحها فابتسمت وقالت : « هذا هو لكلام الصحيح » لكن لا تلوميني يا ابنتي إنه ابني الوحيد وهو يتيم ) والده متوفي منذ سنوات(. للأسف الكبير جدا أن »حراقة عنابة« من الشباب أخذهم اليأس والإحباط، وعدم الصبر على الشدائد وحب الاكتشاف وغيرها من الاغراءات إلى بلاد الآخرين، فهناك من هاجر إلى سردينيا بحثا عن حلم مفقود وهناك من حرق من اجل المتعة والسفر وفقط وهناك من حرق فضولا ، لكن جميع من عادوا أدراجهم اجمعوا على انه لا يوجد أجمل من اللمة العائلية ومن الوطن الأم ، فالغربة غربة حتى ولو كانت بطرق قانونية وحب الوطن من الإيمان ... ولعنة الله على سردينيا التي سكنت العقول وأبكت أمهاتنا وأبائنا يقولأ الشباب المغرر به في حب الخارج لسنوات أفلا يعتبروا يضيف ذلك الشاب الذي أصبح يسمى ب»ماكسي مليانو« ؟؟ وللإشارة فقط فإن شباب عنابة أو كما سموا أنفسهم ال23 يجيدون اللغة الايطالية كتابة ولغة ولهجة أيضا، وهناك من» الحراقة« من أصبح مترجما للعرب في ايطاليا .