يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال، اليوم، بزيارة عمل إلى ولاية الشلف يعاين خلالها مدى تنفيذ وتقدم البرنامج التنموي الخاص بهذه الولاية، وأثناء هذه الزيارة التي تندرج في إطار تجسيد برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيتفقد سلال الذي يكون مرفوقا بوفد وزاري هام وضعية عدة قطاعات على غرار الأشغال العمومية والصحة و التجارة و التعليم العالي والري والسكن والفلاحة. لمناقشة المشاكل التي يمكن أن تعيق التنمية بهذه الولاية وبحث السبل والوسائل الكفيلة بمعالجة النقائص. وقد تمكنت ولاية الشلف التي تتوسط عاصمة الغرب وهران والجزائر العاصمة خلال ال 15 سنة الماضية من تأسيس قواعد صحيحة تؤهلها لتبوء مكانة ريادية من شأنها أن تجعل منها قطبا اقتصاديا كبيرا بوسط غرب البلاد. وقد رفعت هذه الولاية التي يفوق عدد سكانها مليون نسمة والتي تتأهب لاستقبال رئيس الحكومة عبد المالك سلال، تحديات كبرى في شتى قطاعات التنمية علما أن المنطقة عرفت تأخرا ملحوظا في عدة مجالات إثر تعرضها لزلزال عنيف عام 1980 ما جعل السلطات العمومية تعمل من خلال المخططات الخماسية الثلاثة الماضية إلى تخصيص استثمارات ضخمة أعطت ثمارا ملموسة في الميدان. ومكنت تلك الاستثمارات العمومية التي فاقت ال 400 مليار دينار خلال ال 15 سنة الماضية من تحقيق نتائج ملموسة على الصعيد التنموي خاصة في بعدها الاجتماعي والاقتصادي من خلال بعث مشاريع تنموية مهيكلة لفائدة الولاية التي تزخر بمؤهلات وطاقات اقتصادية هامة. ومن بين تلك المشاريع الضخمة التي تدعمت بها الولاية جامعة توفر 26 ألف مقعد بيداغوجي والمطار الدولي للشلف وموانئ الصيد البحري بكل من بني حواء والمرسى وسيدي عبد الرحمان و مستشفى بطاقة 240 سريرا بمدينة الشلف ومستشفى متخصص في الأمراض العقلية بطاقة استيعاب قدرها 120 سريرا، بالإضافة إلى ممرين أرضيين بعاصمة الولاية. وفي السياق ذاته تم تعزيز الخارطة البيداغوجية للولاية من خلال تعويض217 مؤسسة تربوية إلى جانب ثماني مراكز تكوين أنجزت إثر زلزال 1980 وفق تقنيات البناء الجاهز بمنشآت جديدة تمت مراعاة المواصفات المطابقة للمعايير التقنية. وفي قطاع السكن والعمران تدعمت الحظيرة ب 82 ألف وحدة سكنية جديدة أنجزت في إطار مختلف الصيغ و البرامج منها 35 ألف وحدة بالمناطق الحضرية فيما تدعمت المناطق الريفية ب 47 ألف سكنا تشجيعا للاستقرار السكاني. ويشار إلى أن هذه الاستثمارات العمومية مست كل المجالات لاسيما تلك المتعلقة بتحسين الإطار المعيشي للمواطن على غرار مشاريع ربط السكنات بشبكة غاز المدينة، حيث بلغ عدد المستفيدين من العملية التي انطلقت سنة 2000 زهاء 30 ألف بيت فيما يرتقب ربط 24 ألف بيت عائلي آخر في إطار البرنامج الخماسي الحالي .20142010 ولعل من بين أهم التحديات الأخرى التي رفعتها ولاية الشلف القضاء على مشكل ندرة الماء الشروب، حيث عمل القائمون على القطاع على إنجاز مشروع ضخم سنة 2005 تمثل في تحويل المياه من الشلف- القلتة على مسافة تقدر ب 100 كلم ما ساهم في تزويد 20 منطقة واقعة على مسار المشروع المذكور.