يتطلع سكان ولاية الشلف إلى مستقبل أفضل والتكفل بانشغالاتهم لتقليص الهوة التي تفصل بين متطلبات التنمية بها وحاجتهم الماسة إليها ومواكبة الحداثة والعصرنة من أجل الارتقاء بها إلى مصاف أفضل بعد سنوات طويلة من الركود والإرهاب الذي زاد في تأخرها، ناهيك عن مخلفات زلزال 1980 المدمر القائمة إلى حد اليوم. الشلف تتحرك على درب التنمية الشاملة بخطوات أقل ما يقال عنها أنها ملموسة، حيث تبدو ملامح بداية التغيير بها ظاهرة للعيان بالنسبة للمجتمع الشلفي خصوصا وللزائر عموما، مما لا يترك مجالا للضبابية في الرؤية على الإطلاق. وبالرغم من وجود نقائص عديدة في مختلف القطاعات ومناحي الحياة، فإن تداركها ممكن ولكن ذلك يتطلب وقتا كما تتطلب تفهم وتظافر جهود الجميع. وبالنسبة لوالي الولاية السيد محمود جامع فقد عرفت التنمية منذ 1999 إلى اليوم «قفزة نوعية» بفضل الجهود المعتبرة التي بذلت وماتزال والأموال الهامة المرصودة التي استفادت منها الشلف، وترتفع أرقامها بشكل محسوس جدا من مخطط إلى آخر، موضحا في هذا الصدد خلال لقاء جمعنا به بمكتبه بأنه «وفي إطار مخطط دعم النمو الاقتصادي 1999 / 2000 استفادت الولاية من غلاف مالي يناهز ال70 مليار دينار، ليرتفع في المخطط الخماسي 2005 / 2009 إلى 132 مليار دينار، قبل أن يقفز إلى 241 مليار دينار خلال الخماسي المالي 2010 / 2014 ، وأكد بأن هذه المخططات التنموية مكّنت الولاية من بنية تحتية ذات مستوى عال، ومجموعة لابأس بها من الانجازات في المنشآت القاعدية تتمثل أساسا في: المطار الجديد المدشن في 2007، و 3 موانئ للصيد البحري بكل من تنس، المرسى بالساحل الغربي للولاية المؤدي إلى مستغانم، وبسيدي عبد الرحمان ببلدية بني حواء، المتآخمة لولاية تيبازة. إهتمام بالغ بقطاع الأشغال العمومية يحظى قطاع الأشغال العمومية باهتمام بالغ في «أجندة» السلطات الولائية والوزارة الوصية عليه، كونه يعد شريان الحركة الاقتصادية والتجارية، فكان أن استفاد في هذا الاطار الطريق الوطني رقم 11 (120 كلم) من عملية عصرنة وإعادة تهيئة وتوسعة، كونه يعد همزة وصل يربط الشلف بولايتي تيبازة ومستغانم، وتعزّز القطاع أيضا ب5 جسور أعيد بناؤها، وبمثل هذا العدد من المنشآت الفنية الكبرى، وتوسيع نفقين بعاصمة الولاية وانجاز (7) أربعة محولات على مستوى مقطع الطريق السيار الذي يمر عبر تراب إقليم الولاية على مسافة 53 كلم لفك الاختناق وجعل حركة المرور سلسلة إلى غير ذلك من المشاريع المنجزة، أو في طريق الانجاز تجهز الولاية بشبكة عصرية من الطرقات والجسور وتشمل أيضا المسالك لفك العزلة عن المناطق النائية. وكان قد تم تخصيص أكثر من مليار دينار لصيانة الطرقات البلدية بالولاية. وتحديدا 128 كلم مقسمة على 17 جزءا من اجمالي 2240 كلم، من بيها 1736 كلم مزفتة، انطلقت أشغال إنجازها ضمن برنامج موجه أساسا إلى سكان المناطق الريفية، من شأنه أن يرفع عنهم المعاناة التي يواجهونها خصوصا في فصل الأمطار. نتائج جيدة في السكن الريفي إذا كان يصعب احتواء أزمة السكن وتلبية الطلب المتزايد عليه «إلا أن الأمر يختلف إلى حد ما بالنسبة للسكن الريفي على مستوى هذه الولاية، فما تحقق من انجازات بها في هذا النوع من السكن بالذات يعتبره الوالي السيد محمود جامع «جيد جدا» إذ استفاد ما يزيد عن ال50 ألف ربّ عائلة من الإعانات المالية الممنوحة من طرف الدولة. كما بذلت جهود معتبرة في السكن الاجتماعي الايجاري، حيث تعززت الحظيرة السكنية بثلاثة أقطاب سكنية هامة خصوصا على مستوى بلدية الشلف والشطية مجهزة بكل المرافق الاجتماعية والإدارية والخدماتية الضرورية. وبالنظر إلى عدد المشاريع السكنية القائمة والمبرمجة بمختلف صيغها، يتوقع تخفيف الضغط على السكن الاجتماعي الايجاري، حيث سيتم حسب ذات المسؤول قريبا توزيع عشرات المئات من الوحدات المنجزة، وضع ما يزيد عن 3 آلاف منها تحت تصرف اللجان البلدية لتسليمها إلى مستحقيها ممن تتوفر فيهم الشروط اللازمة، وتبلغ حصة بلدية الشلف لوحدها 1800 شقة، على أن يضاف إلى الرقم الأول أربعة آلاف شقة أخرى في أجل أقصاه شهر جويلية القادم. وأفاد في هذا السياق، بأن الولاية إستفادت من برنامج واسع خاص موجه للقضاء على السكنات الهشة وبحسب، إحصاء 2007 يوجد 4617 سكن من هذا النوع بعاصمة الولاية دون اعتبار البلديات الأخرى المعنية بهذا البرنامج الجاري انجازه على قدم وساق. نقص في التهيئة العمرانية بالمناطق الحضرية يشكل نقص التهيئة في المناطق الحضرية انشغالا كبيرا للسلطات الولائية، حيث تعبثر السكنات والبنايات هنا وهناك ساهم في نشوء هذا الوضع المشوه الذي يجري استدراكه من خلال البرمجة بمشاريع تأخذ بعين الاعتبار انشغالات السكان وتحسين الاطار المعيشي لهم، إذ سيتم قريبا الشروع في تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب بمدنية الشلف ضمن عملية ممركزة تتكفل بها شركة الجزائرية للمياه، وتعزيز هذه المدينة بمشاريع في البنى التحتية، إذ خصص 200 مليار سنتيم لإنجاز مشروع نفق أرضي، إضافة إلى مشاريع أخرى لا يمكن حصرها، ولكن سيعطي إنجازها ،مشاريع أخرى وجها مغايرا لهذه المدينة التي دمّر زلزال الجمعة 10 أكتوبر عام 1980 جزءا كبيرا منها. ووصف الوالي في سرده للمشاريع المنجزة في قطاع التجهيزات العمومية بالقفزة النوعية، مستشهدا ببعض الأرقام التي استحضرتها ذاكرته منها انجاز 43 اكمالية، 18 ثانوية منتشرة عبر عدة بلديات بل وحتى في بعض التجمعات السكانية الثانوية، ناهيك عن المدارس الابتدائية، وكذا بلدية بريرة التي تتوفر فيها كل المرافق الاجتماعية والادارية. الخارطة الصحية مرشحة للتعزيز بالولاية قطاع الصحة من ضمن القطاعات التي تحظى بالعناية والاهتمام، وتتطلع الولاية إلى ترقية المستشفى الجديد (طاقة استعابه 240 سريرا) مستقبلا إلى مؤسسة استشفائية جامعية، علما أن المستشفى الجديد يوجد حاليا في مرحلة التجهيز بالمعدات والمستلزمات الضرورية قبل الشروع في تقديم خدماته لسكان بلدية الشلف والبلديات الأخرى. ومن المنتظر أن تتوسع الخارطة الصحية بالولاية بانجاز 12 عيادة متعددة الخدمات، أنجز بعضها فيما تتواصل أشغال الانجاز في أخرى إضافة 3 مصالح للاستعجالات الطبية بكل من تنس، بوقادير وواد فضة، وتتضمن هذه الخارطة مشاريع هامة أخرى منها مستشفى الأمراض العقلية بطاقة إستيعاب 120 سريرا على وشك الاستلام، فيما تم إطلاق مشروع إنجاز مركز مختص في مكافحة السرطان يتسع ل120 سريرا، من المتوقع أن يتم إستلامه خلال 3 سنوات. وذكر السيد محمود جامع، بأن نقص الأطباء الأخصائيين في التوليد والأمومة والأشعة.. الخ يشكل نقطة ضعف لهذه الخارطة الصحية، في انتظار انتداب الكفاءات الطبية للعمل بقطاع الصحة بها. مشاريع واعدة لاستثمار الخواص في السياحة وبخصوص قطاع السياحة والاستثمار فيه شدّد الوالي على إهتمام المستثمرين الخواص خصوصا بالمشاريع التي تتعلق بالفنادق، مشيرا في هذا السياق إلى مشروع بني حوى يتضمن انجاز (بنغالوهات) بطاقة استيعاب 300 سرير، وبعيدا عن السياحة الشاطئية وما تتطلبه من فنادق وهياكل استقبال، تشهد مدينة الشلف مشاريع لإنجاز 4 فنادق كبرى من فئة 3 و 4 نجوم مما يجعل منها مركبات سياحية، من شأنها أن تعزز هذا القطاع بعد إنتهاء أشغال انجازها في آفاق 2013، التي تضم مجتمعة 1200 سرير. وتراهن الولاية على الإستثمار في السياحة الشاطئية حيث لاتزال المناطق الساحلية بها عذراء وكخطوة أولى جادة أولى في هذا الاتجاه تم القيام بدراسة 4 مناطق للتوسع السياحي بكل من موقع الدشرية ببلدية الظهرة وبعين حمادي بالمرسى، وبموقع ماينيس بتنس وببلدية بني حوى. هذه عينة من مشاريع عديدة تخص بعض القطاعات، تعد بمثابة تحديات في ولاية بها ملفات ثقيلة موروثة تخص التنمية تراكمت لسنوات عديدة لأسباب موضوعية، لكن بالإمكان رفعها مادام أن النوايا الصادقة المقرونة بحسن الإرادة والكفاءة في التسيير والتصور والتدبير قائمة، فضلا عن عزم الدولة للإرتقاء بهذه الولاية وبكل شبر بهذا الوطن العزيز.