تمكنت ولاية الشلف التي تتوسط عاصمة الغرب وهران و الجزائر العاصمة خلال ال15 سنة الماضية من تأسيس قواعد صحيحة تؤهلها لتبوء مكانة ريادية من شأنها أن تجعل منها قطبا اقتصاديا كبيرا بوسط غرب البلاد. و قد رفعت هذه الولاية التي يفوق عدد سكانها مليون نسمة -والتي تتأهب لاستقبال رئيس الحكومة عبد المالك سلال يوم غد الخميس- تحديات كبرى في شتى قطاعات التنمية علما أن المنطقة عرفت تأخرا ملحوظا في عدة مجالات إثر تعرضها لزلزال عنيف عام 1980 ما جعل السلطات العمومية تعمل من خلال المخططات الخماسية الثلاثة الماضية (1999-2004 2005-2009 2010-2014) على تخصيص استثمارات ضخمة أعطت ثمارا ملموسة في الميدان. ومكنت تلك الاستثمارات العمومية التي فاقت ال400 مليار دينار خلال ال15 سنة الماضية من تحقيق نتائج ملموسة على الصعيد التنموي خاصة في بعدها الاجتماعي و الاقتصادي من خلال بعث مشاريع تنموية مهيكلة لفائدة الولاية التي تزخر بمؤهلات و طاقات اقتصادية هامة. و من بين تلك المشاريع الضخمة التي تدعمت بها الولاية جامعة توفر 26 ألف مقعد بيداغوجي و المطار الدولي للشلف و موانئ الصيد البحري بكل من بني حواء و المرسى و سيدي عبد الرحمان و مستشفى بطاقة 240 سريرا بمدينة الشلف و مستشفى متخصص في الأمراض العقلية بطاقة استيعاب قدرها 120 سريرا بالإضافة إلى ممرين أرضيين بعاصمة الولاية. و في السياق ذاته تم تعزيز الخارطة البيداغوجية للولاية من خلال تعويض217 مؤسسة تربوية إلى جانب ثماني مراكز تكوين أنجزت إثر زلزال 1980 وفق تقنيات البناء الجاهز بمنشآت جديدة تمت مراعاة المواصفات المطابقة للمعايير التقنية. و في قطاع السكن و العمران تدعمت الحظيرة ب82 ألف وحدة سكنية جديدة أنجزت في إطار مختلف الصيغ و البرامج منها 35 ألف وحدة بالمناطق الحضرية فيما تدعمت المناطق الريفية ب47 ألف سكنا تشجيعا للاستقرار السكاني. ----مكاسب في مستوى طموحات الولاية--- يشار إلى أن هذه الاستثمارات العمومية مست كل المجالات لاسيما تلك المتعلقة بتحسين الإطار المعيشي للمواطن على غرار مشاريع ربط السكنات بشبكة غاز المدينة حيث بلغ عدد المستفيدين من العملية التي انطلقت سنة 2000 زهاء 30 ألف بيت فيما يرتقب ربط 24 ألف بيت عائلي آخر في إطار البرنامج الخماسي الحالي (2010-2014) . و لعل من بين أهم التحديات الأخرى التي رفعتها ولاية الشلف القضاء على مشكل ندرة الماء الشروب حيث عمل القائمون على القطاع على إنجاز مشروع ضخم سنة 2005 تمثل في تحويل المياه من الشلف- القلتة على مسافة تقدر ب100 كلم ما ساهم في تزويد 20 منطقة واقعة على مسار المشروع المذكور. و تعتبر هذه الإنجازات جد مهمة على الصعيدين الاقتصادي و الاجتماعي للمنطقة حيث سجلت من خلالها تحولات عميقة في كل المجالات بهذه الولاية المرشحة على المدى المتوسط لكي تصبح قطبا اقتصاديا كبيرا. و يشاطر سكان الشلف هذا الطموح خاصة أن الولاية تتمتع بمقومات و مؤهلات و هياكل قاعدية على غرار المطار الدولي و الميناء التجاري و السكة الحديدية و الطريق السيار (شرق-غرب) تجعلها قادرة على رفع التحدي المنشود بارتياح.