لا تزال قضايا سرقة المواشي تفرض نفسها بقوّة، غير أنّ الفارق بينها وبين قضيّة الحال المعاينة من طرف الدّرك الوطني، كون اللصّ فيها موّال وصاحب الماشية التي سارع لإخطار الدّرك بسرقتها، لا لشيء سوى للنصب والاحتيال على شريكه الموّال، حيث نسج سيناريو ظنّ أنّه أحبك تفاصيله بإحكام، غير أنّه سرعان ما سقط بقرائن قويّة في قبضة الدّرك الوطني بولاية تيارت. تنقل أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بقرطوفة بولاية تيارت، إلى مكان السرقة من أجل المعاينات الأولية ومباشرة التحقيق في القضية، بعد تلقيهم، بداية الأسبوع، مكالمة هاتفية من طرف المسمى »ع.ب« موّال، مفادها تعرضه لسرقة ماشيته المقدر عددها ب60 رأسا من داخل المستودع الكائن بمحاذاة منزله. الدركيون الذين كانوا مرفوقين بالكلاب المدربة المختصة في اقتفاء الأثر »الفوج السينوتقني« لم يعاينوا أي أثر لخروج الغنم من المستودع أو لعجلات مركبة أو غير ذلك، كما وجدوا باب المستودع المصنوع من السياج الحديدي مفتوحا، كما أنّهم لم يعثروا على أيّ أثر لأقدام ماشية سواءا بعين المكان أو بالقرب من المزرعة وجوانبها، من شأنها أن تدلهم على الاتجاه المحتمل للسراق. بعد التحريات أكد الموّال الذي أبلغ عن سرقة ماشيته، أنه كان بمفرده بمنزله ليلة وقوع السرقة، وفيما تبيّن أنه أجرى عدة اتصالات مع »ر.م« الساكن ببلدية القديد ولاية الجلفة، أخذت أقوال هذا الأخير الذي أنكر في التصريح الأول تواجده بمنزل الموّال»ع.ب« ليلة السرقة، وبعد مواجهته بنتائج التحقيق تراجع وصرح بأنه قضى تلك الليلة بمنزل »ع.ب« رفقة كل من »ع.ي« و»ع.م« القاطنان ببلدية القديد ولاية الجلفة وكذا »ب.ع« القاطن ببلدية قرطوفة. من جهته أكّد »ر.ب« أنه لم يعثر على الماشية داخل المستودع المجاور للباب الرئيسي، عند وصوله إلى مسكن الموّال»ع.ب« حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا، حيث رد عليه »ع.ب« بأنها متواجدة خلف المزرعة وألحّ عليه بالدخول، مضيفا أن هذا الأخير بعد وقوع السرقة طلب منهم المغادرة وعدم البوح بأنهم كانوا برفقته تلك الليلة، وهذا لتضليل مصالح الدرك الوطني التي ستباشر التحقيق، مضيفا أنه شاهد شاحنتين حوالي الساعة السابعة والنّصف صباحا، الأولى ذات لون رمادي، والثانية ذات لون أخضر على متنها قطيع من الغنم، خارجتين من منزل»ع,ب«. بناء على هذه المعطيات تم توقيف الموّال »ع.ب« وهو مالك الماشية، من أجل التبليغ الكاذب عن جريمة وهمية وخيانة الأمانة، نظرا لكون المعني نسج هذا السيناريو المفترض عن تعرض ماشيته للسرقة محاولا النصب والاحتيال على شريكه الموّال .