بمشاركة نخبة من السينمائيين والوجوه الفنية أعطت أول أمس، محافظة مهرجان الجزائر الدولي للسينما زهيرة ياحي إشارة إنطلاق الطبعة الرابعة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما «أيام الفيلم الملتزم « التي تتواصل إلى غاية ال26 من ديسمبر الجاري بقاعة الموقار حيث تم عرض الفيلم الفرنسي « أومبلاين «. وأشارت محافظة المهرجان زهيرة ياحي في كلمتها الإفتتاحية بأنّ المهرجان يسعى لتوفير فضاء للمنشغلين بالسينما الملتزمة وخلق دينامية بين الفاعلين في هذا المجال لخلق فرص الرشاكة ، كما نوهت المحافظة بأنّ المهرجان لن يحيد عن طبيعته التي أرسي لها منذ نشأته سنة 2009 وهي الوقفات التكريمية التي يخصصها لأبرز صناع السينما الملتزمة في العالم سواء عرب أو أجانب في كل دورة وكذا التزامه بإدراج أفلام عالية المستوى حتى يظهر أنّ مفهوم الالتزام يبقى واقعا معاصرا يترجم خطاباته على أرض الواقع. وتخللّ حفل افتتاح مهرجان الفيلم الملتزم الرابع الذي سيكرم المخرج الأمريكي شارل بورنت أحد الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن القضايا الإنسانية في العالم، عرفانا لما قدمه من خدمة جليلة للفن السابع الملتزم أعضاء لجنة التحكيم إلى المنصة بقيادة المخرجة جميلة صحراوي صاحبة فيلم « يما « رئيسة لجنة تحكيم الفيلم الطويل الخيالي ورئيس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي المخرج والسيناريست العربي بن شيحة ويكشف الفيلم الفرنسي «أومبلين « لمخرجه ستيفان كازيس عن مأساة حقيقية لأم عانت وضحت حتى تعيش وابنها خارج أسوار السجن، فحملها من مغتصبها لم يشفع لها لتتنصل من قسوة قوانين السجن في الكثير من المرات، وتحيل المشاهد للتساؤل بعمق هل للرضيع ذنب حتى يعيش حياة لا تشبه حياة كل الأطفال.ينطلق الفيلم بمشهد مرهف جمع الأم التي تدعى «أومبلين» بابنها «لوكا»، مزجها بموسيقى حالمة، إلا أن المشهد ما لبث حتى انكسر وأصبح مؤلما عندما فتحت حارسة السجن باب زنزانتها وأخذت الولد، وينتهي الفيلم بالمشهد عينه، بيد أن الأم أومبلين ضمت ابنها عازمة على بناء كل شيء من جديد وقد خرجت من محنة السجن ولن يفرقهم أحد ، أومبلين شابة في العشرين تعرضت للاغتصاب وقتلت مغتصبها، ما جعل القضاء يحكم عليها بثلاث سنوات سجن، ولم تكن تعرف أنها حامل إلا بعد حين، فقررت تسخير حياتها لابنها والصمود أطول مدة ممكنة لتحتفظ به، حيث سمح لها القاضي بتربيته حتى بلغ ال 18 شهرا، وبعدها يمكن لصديقتها ريتا، أن تأخذه وتهتم به ولكن تصطدم الأم بخذلان صديقتها المقربة، الأمر الذي جعل القاضي يأخذ الابن لتتبناه عائلة غنية، إلى حين أن يتحسن سلوك أومبلين الفض، فقد تحولت إلى كائن خطير بسبب ابنها، كانت تريد له الراحة وتحسين أدنى حد من الرفاهية غير أنها لم تهتد إلى الطريقة الجيدة. في السجن، حيث جرت معظم أطوار القصة وتصويرها، تعرفت أومبلين على نزيلات مثلها لهن أبناء، إذ تعاضدن معا لإحياء حفل عيد الميلاد، وعملت باجتهاد حتى تغير من سلوكها العدواني، فالقاضي وضع لها هذا الشرط ليعيد زيارات ابنها لها، فهي لا تتواني لدحض الاضطهاد الذي واجهته من قبل الحارسات أو النزيلات، فوفقت في ذلك وتم الإفراج عنها نظير التطور المذهل الذي قطعته في سبيل فلذة كبدها وغداة خروجها من السجن عرفت الشابة أهمية الأسرة في حياة الفرد، فزارت والدها وطلبت منه أن يكون جدا جيدا للوكا وفور خروجه هو الأخر طلبت أن يلتحق بهما ويشكلون أسرة متماسكة.ويحمل الفيلم رسائل عددية بحساساة مرهفة وجمالية تقنية عالية.