تُوّج كل من فيلم "يما" للمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي بجائزة أحسن الأفلام في مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم، الذي اختتمت فعالياته سهرة أول أمس، فيما عادت جائزة أحسن فيلم وثائقي للفيلم الوثائقي"الحروب الثلاث لمادلين ريفو" للفرنسي فيليب. أسدل الستار سهرة أمس الأول بقاعة ابن زيدون برياض الفتح على فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم، حيث تُوج فيلم "يما" للمخرجة جميلة صحراوي، والذي يروي معاناة امراة فقدت ابنها العسكري في العشرية السوداء، حيث تراودها شكوك أن شقيقه الذي يترأس جماعة إرهابية كان وراء مقتله، بجائزة أحسن فيلم روائي طويل، وذكر جمال الدين مرداسي رئيس لجنة مسابقة الأفلام الطويلة، أن مهمة اللجنة كانت جد صعبة، خاصة وأن جل الأعمال المشاركة كانت في المستوى، حيث تم تتويج الأعمال التي تتوفر على المعايير المعتمدة في هذا النوع من الأفلام. وعادت أحسن جائزة في صنف الأفلام الوثائقية للمخرج الفرنسي فيليب روستان عن عمله "الحروب الثلاث لمادلين ريفو" الذي يروي مسار المناضلة والمراسلة الصحفية الفرنسية "مادلان ريفو" التي عرفت بتغطيتها الموضوعية للثورة الجزائرية ونضالها، إلى جانب الجزائريين من أجل قضيتهم. أما جوائز لجنة التحكيم، فقد عادت لكل من المخرج الفلسطيني مارسيل خليفي الذي قدم فيلمه الخيالي "زنديق"، الذي افتتح المهرجان والمخرج البينيني "ادريسو مورا كباي" عن فيلمه "الهند الصينية على خطى أمي". ونال فيلم "يجب أن يموت قيصر" للإخوة "تيفاني" من إيطاليا الجائزة الشرفية للجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الطويل، حيث يستعرض الفيلم الإيطالي قصة سجناء تحوّلوا إلى ممثلين في الزنزانة. وتسلم الفائزون الجوائز بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وأعضاء محافظة المهرجان ولجنة التحكيم التي ترأسها كل من جمال الدين مرداسي بالنسبة للفيلم الطويل، وكمال دهان بالنسبة للفيلم الوثائقي، حيث تم بالمناسبة تسليم جائزة خاصة للجنة التحكيم الخاصة بكل فئة، ليختتم المهرجان بعرض فيلم "راس المال" للمخرج الفرنسي كوستاف كافراس الذي كرّمه المهرجان. . كواليس الاختتام تعثرت محافظة المهرجان السيدة زهيرة ياحي، اكثر من مرة لدى إلقائها للكلمة مع بداية حفل اختتام مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم، والتي كانت مكتوبة بالعربية مع العلم انها لا تحسن الحديث او اعطاء تصريحات باللغة الوطنية، الامر الذي اثار حفيظة الغيورين على لغة الضاد، ورغم ذلك فإن السيدة ياحي لم تبد أي حرج من الامر. خص الحاضرون سهرة امس الاول، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح، المخرج كوستاف كافراس، بحفاوة استقبال كبيرة، واستمر جمهور كافراس المعروف بحبه للجزائر والجزائريين لمدة طويلة الامر الذي اثر في المخرج، حيث أخذ يسرد في الكلمة التي ألقاها ذكرياته في اول زيارة قادته الى بلادنا لتصوير احد اعماله. استغرب العديد من المختصين في حقل السينما اسباب تتويج فيلم "يما" المخرجة جميلة صحراوي، رغم الانتقادات التي وجهت للفيلم الذي اغرقته صاحبته في الرمزية، حيث جاء خاليا من الاحداث التي تقتضيها طبيعة الموضوع المعالج، مع العلم ان المخرجة هي صاحبة نص العمل، كما انها هي من جسد بطولة العمل. يبدو ان "اوليفي فانون" ابن الطبيب فرانس فانون، قرر أن يحذو حذو والده في نضاله من أجل حرية الشعوب المستضعفة وضد التمييز والعنصرية، حيث ندّد في كلمة ألقاها في حفل اختتام مهرجان الفيلم الملتزم ضد استمرار الاستعمار في العديد من الدول، وضرب مثلا بفلسطين التي تعيش ظروف القمع من طرف اليهود منذ أكثر من نصف قرن.