اعتبر عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في ندوة جهوية احتضنتها القاعة المتعددة الرياضات بالمركب الرياضي أول نوفمبر 1954 بحضور أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب والآلاف من إطارات ومناضلي الحزب من عديد الولايات، أن الظروف الحالية تؤكد بأن الأفلان سيكون القاطرة التي تكون في مقدمة كل المحبين لعافية الجزائر واستقرارها تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وأكد سعداني خلال اللقاء الجهوي الذي أشرف عليه أمس بمدينة باتنة مع منتخبي وإطارات الحزب لولايات الشرق والجنوب الشرقي أن حزب جبهة التحرير الوطني حريص كل الحرص على متابعة نشاط منتخبيه ومعرفة أوضاعهم والتواصل الدائم معهم قصد التعرف على المشاكل والتحديات التي تواجههم في مختلف المجالات وحصرها والسعي إلى إيجاد الحلول المناسبة لها، مؤكدا بأن قيادة الحزب تدرك طبيعة الظروف الصعبة التي يعمل فيها المنتخبون على كافة المستويات، وانطلاقا من هذا أكد سعداني بأن الحزب حريص على مؤازرة منتخبيه في مد الدعم المعنوي والسند السياسي بغية تجسيد برنامج رئيس الجمهورية وتعزيز الديمقراطية وتحقيق الإصلاحات والتنمية الشاملة المستدامة. وفي ذات السياق أكد سعداني أن المجالس المنتخبة تعد عاملا سياسيا في تحقيق مصلحة الشعب في الترقية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأنها الإطار الأمثل لدراسة قضايا المواطنين ومعالجتها، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات الإدارية المعنية، مؤكدا في هذا الصدد أهمية وكفاءة المنتخبين وفعاليتهم في خدمة المواطنين. من جهة أخرى أقر الأمين العام للأفلان بأن قانون البلدية الجديد قد أثبت خلال الممارسة الميدانية في السنة المنصرمة بأنه في حاجة إلى تعديل وتكييف مع التطورات التي عرفها المجتمع، ليوضح بأن المجالس الشعبية الولائية مطالبة بممارسة صلاحياتها في جميع الشؤون التي تندرج في إطار اختصاصاتها وتقديم الأراء والاقتراحات التي تخدم المواطنين وأكد سعداني بأن الانتخابات تشكل الآلية القانونية للممارسة الديمقراطية التعددية والوصول إلى السلطة بتزكية من الشعب صاحب السيادة موضحا بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة أصدق دليل على هذه الممارسة، بحيث تكون الفيصل في حياة الأمة وحياة الحزب.وفي سياق آخر أكد عمار سعداني بأن اللجنة المركزية للحزب في دورتها الأخيرة قد رشحت رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة لإيمانها الراسخ وقناعتها الأكيدة بأن القرار هو قرار كل المناضلين والمحبين لرئيس الجمهورية، مؤكدا بأنه كان لزاما على قيادة الحزب بأن تكون هي المبادرة والسباقة لأن الأفلان هو صاحب الحق ولم يفرط فيه ولن يتنازل عنه لغيره حتى وإن كان قريبا منه. واعتبر سعداني بأن موقف الأفلان الداعم لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يعتبر موقفا ثابتا يلتزم به الحزب من أجل مصلحة الجزائر، مؤكدا بأن هذا الدعم والتأييد يفرض نفسه بالنظر إلى حصيلة الرئيس منذ توليه رئاسة البلاد في سنة 1999 بأنها إيجابية في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية. من جهة أخرى أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بأن الأفلان لديه رغبة جامحة نحو بناء دولة حديثة وديمقراطية معززة بالفصل بين السلطات، ومن هذا المنطلق يؤكد سعداني بأن تعديل الدستور في الوقت الحالي حتمية سياسية، مؤكدا في هذا الإطار بأن الأفلان يدعو إلى الإسراع بتعديل الدستور قبل الرئاسيات المقبلة قصد وضع الأسس القوية لدولة الحق و القانون.وفي سياق آخر تحدث سعداني بإسهاب عن المرجعية الفكرية لحزب جبهة التحرير الوطني وللجيش الوطني الشعبي، حيث أكد بأنهما يمتلكان مرجعية واحدة لأنها من أصل واحد ومهام مشتركة من أجل بناء الدولة الجزائرية الحديثة. وفي مستهل حديثه عن مآثر ثورة أول نوفمبر المجيدة طالب سعداني باعتذار رسمي من فرنسا عن جرائمها الاستعمارية حيث اعتبر أن واجب الذاكرة والضمير يحتم على من اقترفوا الألم المنكر في جرائم الاحتلال البشعة أن يعتذروا لضحاياهم. ومن جهة أخرى لم يفوت سعداني الفرصة ليذكر إطارات الحزب ومنتخبيه بخطة الطريق التي تتضمن عشر نقاط محورية تشكل أساسيات الانطلاقة الجديدة للحزب، داعيا المناضلين إلى وضعها لبرنامج عمل. وفي هذا الإطار أكد الأمين العام للأفلان ضرورة إعطاء المصالحة بين أبناء الحزب، الأهمية البالغة والابتعاد عن التفرقة وكل مظاهر الانقسام ليدعو كل المناضلين والمناضلات إلى ضرورة مجابهة التحديات التي تواجه الحزب.