كشف معتقلون سابقون، أطلقتهم القوات الأمريكية، أنهم أمضوا نحو شهر في معتقل سري جنوب بغداد تُديره الاستخبارات الامريكية وتعرضوا فيه لأنواع مختلفة من التعذيب . ونقلت جريدة "الحياة" اللندنية عن معتقل سابق فضل الإشارة إلى اسمه ب (أبو منال) وهو شيعي من جنوب بغداد وصفه لعملية نقله إلى هذا السجن بعدما اعتقلته قوات أمريكية في عملية دهم لقريته العام الماضي بتهمة الانتماء إلى جيش المهدي. وقال أبو منال »أمضيت أسبوعين في معسكر للقوات الأمريكية كان سابقاً يستخدم لمرسلات التلفزيون العراقي قبل الغزو في منطقة تسمى مشروع المسيب جنوب بغداد«. وتابع: »خضعت مع زملائي لجولات تحقيق قاسية استخدمت فيها شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي ورمونا في زنزانات بوضع قاس شبه عراة بعدما جردونا من الملابس عدا السروال الداخلي وفي درجة حرارة منخفضة مراقبين عبر كاميرات نصبت في إحدى زوايا الزنزانة للسيطرة على تحركاتنا«. وأضاف: »طيلة هذه الفترة منعنا من النوم ممددين بل فرضوا علينا الجلوس بطريقة القرفصاء وغير هذا الوضع فان عقوبات صارمة بانتظارك مثل الإيهام بالغرق في مياه شبه مجمدة أو الضرب المبرح«. ووصف أبو منال الزنزانة بأنها »مثل صندوق حديدي مقاساته اقل من مترين طولا وعرضا وارتفاعا ، ولاتضم الزنزانة أي أثاث أو محتويات ويقضي النزيل فترة وجوده من دون فراش أو غطاء وتحت درجة حرارة صفر مئوي«. ومضى بالقول: » الطريقة التي استخدمت معي أثناء التحقيق هي إسناد مهمة تعذيبي إلى كلب ملاكم، حيث يتم وضع المعتقل في زنزانة صغيرة جداً تسع لجلوس شخص واحد مع كلب ضخم الجثة يقوم بلكم المعتقل بكلتا يديه وبقوة، وفي حال محاولة السجين مقاومته يستخدم العض حد الإدماء حتى يعود المعتقل إلى وضعه الطبيعي في الجلوس وهو مدمى، متى قدر هذا الكلب أن ضحيته استسلمت، ينسحب عائدا إلى الباب«. وعن طريقة تعذيب السجينات ، قال الشمري: »أما المسجونات من النساء في هذين السجنين فان اللاتي يتعبرونهن غير متعاونات يحتجزن في محاجر منفردة عدة أيام بلا مأكل أو مشرب ثم يجبر احد المسجونين بإدخال الطعام لهن وهو عار تماما وعلى المعتقلة إجبارا النظر إلى جسم هذا الرجل وغير ذلك تتعرض إلى عقوبات اشد«.