أصيب 16 فلسطينيا خلال تصديهم لاقتحام قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي للحرم القدسي الشريف صباح أمس، وذلك في وقت يفرض الاحتلال طوقا أمنيا مشددا على كافة الأراضي الفلسطينية. وأفادت مصادر في القدسالمحتلة أن حدة المواجهات تراجعت في الحرم القدسي ومحيطه بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي حاولت صباح أمس إدخال مجموعة من اليهود المتطرفين للحرم القدسي بعد فتحها الأبواب أمام حركة السياحة. وأضافت نفس المصادر،أن قوات الأمن الإسرائيلي اعتقلت ثمانية فلسطينيين، وأنه تم إخلاء بعض المصابين الفلسطينيين من داخل الحرم القدسي بصعوبة كبيرة. ومن جانبها قالت الشرطة الإسرائيلية إن تسعة من عناصرها أصيبوا في مواجهات مع المقدسيين. وكان المواطنون الفلسطينيون قد تنادوا إلى المسجد الأقصى في مدينة القدسالمحتلة ، كما وجهت مؤسسات وطنية وإسلامية فلسطينية الدعوة للمواطنين الفلسطينيين لشد الرحال أمس إلى المسجد الأقصى المبارك لصد مخطط جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد بمناسبة عيد الغفران )عيد الكيبور( اليهودي. ودعا قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الشيخ تيسير التميمي إلى النفير العام وشد الرحال إلى الأقصى للدفاع عنه وحمايته من المخططات والأخطار المحدقة به، مطالبا أبناء الأمة أن يهبوا للدفاع عن مسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وقبلتهم الأولى رمز عزتهم وكرامتهم. وذكرت تقارير صحفية إن اجتماعات سرية بين قادة الجماعات اليهودية المتطرفة وحاخامات المستوطنين وبعض المسئولين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقدت تحضيرا لاقتحام الأقصى بأعداد كبيرة وغير مسبوقة والبقاء في ساحاته خلال الأيام القليلة المقبلة، لفرض سياسة الأمر الواقع تمهيدا لتقسيمه على غرار ما حدث للحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل. وأضافت إن محاولات الاقتحام هذه تتزامن مع حلول الذكرى التاسعة لاقتحام وتدنيس رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون بحماية أكثر من ثلاثة آلاف جندي احتلالي المسجد الأقصى، وهو تاريخ انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة التي تصادف 28 سبتمبر الجاري. وقد أدانت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة ما يجري من اعتداء على المسجد الأقصى ومصليه. وكان أكثر من 140 مستوطنا اقتحموا الأقصى الخميس الماضي وقاموا بتأدية بعض »الشعائر الدينية«في أنحاء متفرقة من المسجد وذلك تحت حراسة قوات الاحتلال. ويأتي هذا التطور في وقت تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي طوقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية منذ منتصف ليل السبت ويستمر حتى مساء اليوم الاثنين، وهو موعد انتهاء صوم يوم الغفران اليهودي. وخلال هذه الفترة لن يسمح للفلسطينيين بدخول إسرائيل إلا في الحالات الإنسانية والطبية الاستثنائية، كما سيغلق جسر الملك حسين أمام حركة المسافرين والشاحنات بسبب حلول عيد الغفران لدى أبناء الشعب اليهودي. وتنتشر الشرطة الإسرائيلية بقوات معززة في جميع أنحاء إسرائيل وخاصة في المدن المختلطة )التي تضم عربا ويهودا( مثل القدس وعكا ويافا والرملة واللد لتأمين سير صلوات الغفران بسلام.